الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سيارة نصف نقل»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Beach atrium23.JPG|left|250px|]]
[[صورة:Beach atrium23.JPG|left|250px|]]
'''شاحنة البيك أب أو السيارة النصف نقل''' ([[بريطانيا|بالإنجليزية]]: Pick-Up) هي شاحنة صغيرة مكشوفة الخلفية تحمل البضائع والأحمال وجثث [[زعماء عرب|الزعماء]] بعد إغتيالهم . تم مصادرتها و [[الممنوع|منع]] إستيرادها في دولة غير [[ديمقراطية]] , من قبل [[زعيم]] غير [[الليبرالية|ليبرالي]] منع أصحاب المواشي في دولته الذين يعتبرون [[سيارة]] النصف نقل نصفهم الأول الذي يتقاسمونه مع نصفهم الثاني من [[خروف|الأغنام]] و[[المرأة|النساء]] الذين ينقلونهم من مرعى إلى آخر . ال[[زعيم]] كانت له أسبابه القاهرة ، فقد تفاقمت كآبته ، منذ رأى جثة الرئيس المخلوع [[علي عبدالله صالح]] يحمله في شاحنة البيك -أب رعاع لم يقيموا وزنًا لهيبته ، ولم يحترموا [[تاريخ]]ه الرئاسي ، فلم يعد الزعيم يذوق طعمًا للنوم أو الراحة منذ تلك الحادثة؛ لأنه بات يرى ، في [[كابوس|كوابيسه]] التي لم تعد تفارقه ، أنه هو تلك الجثة المزدراة التي تعبث بها الأيدي وتتلاعب بهيبتها ، و[[السخرية|تسخر]] منها [[السيلفي|كاميرات الهواتف المحمولة]] ، وهنا قرر أيضًا، مصادرة هذا الطراز من [[التلفون الموبايل|الهواتف]] ، ومنع استيراده .
'''شاحنة البيك أب أو السيارة النصف نقل''' ([[بريطانيا|بالإنجليزية]]: Pick-Up) هي شاحنة صغيرة مكشوفة الخلفية تحمل البضائع والأحمال وجثث [[زعماء عرب|الزعماء]] بعد إغتيالهم . تم مصادرتها و [[الممنوع|منع]] إستيرادها في دولة غير [[ديمقراطية]] , من قبل [[زعيم]] غير [[الليبرالية|ليبرالي]] منع أصحاب المواشي في [[الدولة|دولته]] الذين يعتبرون [[سيارة]] النصف نقل نصفهم الأول الذي يتقاسمونه مع نصفهم الثاني من [[خروف|الأغنام]] و[[المرأة|النساء]] الذين ينقلونهم من مرعى إلى آخر . ال[[زعيم]] كانت له أسبابه القاهرة ، فقد تفاقمت كآبته ، منذ رأى جثة الرئيس المخلوع [[علي عبدالله صالح]] يحمله في شاحنة البيك - أب رعاع لم يقيموا وزنًا لهيبته ، ولم [[احترام|يحترموا]] [[تاريخ]]ه الرئاسي ، فلم يعد الزعيم يذوق طعمًا للنوم أو الراحة منذ تلك الحادثة؛ لأنه بات يرى ، في [[كابوس|كوابيسه]] التي لم تعد تفارقه ، أنه هو تلك الجثة المزدراة التي تعبث بها الأيدي وتتلاعب بهيبتها ، و[[السخرية|تسخر]] منها [[السيلفي|كاميرات الهواتف المحمولة]] ، وهنا قرر أيضًا، مصادرة هذا الطراز من [[التلفون الموبايل|الهواتف]] ، ومنع استيراده .


الواقع، أن [[فكرة]] [[الموت]] المبجّل سيطرت تمامًا على ذهن الرئيس ، فقد بات هاجسه الأول والأخير أن يضمن لجثته ، بعد [[موت]]ه ، وقارًا وتقديسًا يضاهيان ما حظي بهما في [[حياة|حياته]] ، فقد كان على قناعة تامة بأن الفرق الطبقي القائم بينه وبين [[الشعب]] ينبغي أن يظل قائمًا إلى ما بعد [[الموت]] ؛ إذ كيف يتساوى ال[[زعيم]] و[[المواطن]] في الموت ؟ ذلك محال ، ويتناقض مع كل الحتميات ال[[تاريخ]]ية , المفروض أن يكون لكل منهما موته الخاص . لا ضير أن يموت [[المواطن]] تحت عجلات قلابٍ ، أو في حفرة امتصاصية ، أو برصاصة طائشة ، لأن [[المواطن]] في عرفه طائش وحمولة فائضة عن الحاجة ، أما ال[[زعيم]] النجم فلا ينبغي أن ي[[موت]] إلا كنجم , هذا على فرض أنه سيموت أصلًا , لأن الخلود [[فكرة]] قابلة للتطبيق على [[زعماء عرب|الزعماء العرب]] ، وأن يكون محاطًا بمظاهر الأبّهة والتقديس و[[الشعب]] المكلوم يحيط بقصره .
الواقع، أن [[فكرة]] [[الموت]] المبجّل سيطرت تمامًا على ذهن الرئيس ، فقد بات هاجسه الأول والأخير أن يضمن لجثته ، بعد [[موت]]ه ، وقارًا وتقديسًا يضاهيان ما حظي بهما في [[حياة|حياته]] ، فقد كان على قناعة تامة بأن الفرق الطبقي القائم بينه وبين [[الشعب]] ينبغي أن يظل قائمًا إلى ما بعد [[الموت]] ؛ إذ كيف يتساوى ال[[زعيم]] و[[المواطن]] في الموت ؟ ذلك محال ، ويتناقض مع كل الحتميات ال[[تاريخ]]ية , المفروض أن يكون لكل منهما موته الخاص . لا ضير أن يموت [[المواطن]] تحت عجلات قلابٍ ، أو في حفرة امتصاصية ، أو برصاصة طائشة ، لأن [[المواطن]] في عرفه طائش وحمولة فائضة عن الحاجة ، أما ال[[زعيم]] النجم فلا ينبغي أن ي[[موت]] إلا كنجم , هذا على فرض أنه سيموت أصلًا , لأن الخلود [[فكرة]] قابلة للتطبيق على [[زعماء عرب|الزعماء العرب]] ، وأن يكون محاطًا بمظاهر الأبّهة والتقديس و[[الشعب]] المكلوم يحيط بقصره .

مراجعة 19:19، 15 نوفمبر 2019

شاحنة البيك أب أو السيارة النصف نقل (بالإنجليزية: Pick-Up) هي شاحنة صغيرة مكشوفة الخلفية تحمل البضائع والأحمال وجثث الزعماء بعد إغتيالهم . تم مصادرتها و منع إستيرادها في دولة غير ديمقراطية , من قبل زعيم غير ليبرالي منع أصحاب المواشي في دولته الذين يعتبرون سيارة النصف نقل نصفهم الأول الذي يتقاسمونه مع نصفهم الثاني من الأغنام والنساء الذين ينقلونهم من مرعى إلى آخر . الزعيم كانت له أسبابه القاهرة ، فقد تفاقمت كآبته ، منذ رأى جثة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يحمله في شاحنة البيك - أب رعاع لم يقيموا وزنًا لهيبته ، ولم يحترموا تاريخه الرئاسي ، فلم يعد الزعيم يذوق طعمًا للنوم أو الراحة منذ تلك الحادثة؛ لأنه بات يرى ، في كوابيسه التي لم تعد تفارقه ، أنه هو تلك الجثة المزدراة التي تعبث بها الأيدي وتتلاعب بهيبتها ، وتسخر منها كاميرات الهواتف المحمولة ، وهنا قرر أيضًا، مصادرة هذا الطراز من الهواتف ، ومنع استيراده .

الواقع، أن فكرة الموت المبجّل سيطرت تمامًا على ذهن الرئيس ، فقد بات هاجسه الأول والأخير أن يضمن لجثته ، بعد موته ، وقارًا وتقديسًا يضاهيان ما حظي بهما في حياته ، فقد كان على قناعة تامة بأن الفرق الطبقي القائم بينه وبين الشعب ينبغي أن يظل قائمًا إلى ما بعد الموت ؛ إذ كيف يتساوى الزعيم والمواطن في الموت ؟ ذلك محال ، ويتناقض مع كل الحتميات التاريخية , المفروض أن يكون لكل منهما موته الخاص . لا ضير أن يموت المواطن تحت عجلات قلابٍ ، أو في حفرة امتصاصية ، أو برصاصة طائشة ، لأن المواطن في عرفه طائش وحمولة فائضة عن الحاجة ، أما الزعيم النجم فلا ينبغي أن يموت إلا كنجم , هذا على فرض أنه سيموت أصلًا , لأن الخلود فكرة قابلة للتطبيق على الزعماء العرب ، وأن يكون محاطًا بمظاهر الأبّهة والتقديس والشعب المكلوم يحيط بقصره .

في الموت فقط كان الزعيم مؤمنًا بـالتعددية ، أما في السلطة فلا تعددية . ولا بأس أن تكون هناك تعدّدية قطرية في الوطن العربي ، أما الوحدة المنشودة فينبغي أن يكون هو زعيمها ، وإلا فلتذهب الوحدة إلى الجحيم . هذا ما كان يدور في ذهن الزعيم ، وهو يعاود النظر إلى شاحنة البيك -أب الفضيحة . وإمعانًا منه في الحذر راح ينبش كتب التاريخ ، للوقوف على مصارع الزعماء الذين سبقوه إلى القبور ، ليتلافى مصائرهم المأساوية . قرأ عن الأمراء العباسيين ، كيف كانوا ينبشون قبور بني أمية ، ويخرجون العظام منها ، لجلدها وحرقها إمعانًا في الانتقام والإذلال ، فقرر أن يبني قصرًا خاصّا لضريحه قبل موته ، ويخصص لحراسته كتيبة دبابات وسرب طائرات ، وأن يحصنه تحصين القلاع ، حتى لا يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه ؛ إذ لا يجوز لأحد أن يعبث بضريحه الملكي.

غير أن هاجس تبجيل جثته لم يفارقه ، خصوصًا وهو يقرأ عن مصارع زعماء معاصرين ، على غرار عبد الكريم قاسم ونوري السعيد في العراق ، وكيف تم تمزيق جثة الثاني وسحله في شوارع بغداد ، إبان ثورة 14 تموز 1958 ، فقرر أن يطمر الشوارع ، ويمنع إنشاء شوارع جديدة ، وليعد المواطنون إلى عصر الدواب ، لا ضير ، المهم أن لا يعبث أحد بجثته . حدث ذلك كله وأزيد ، من دون أن يحاول الزعيم ، ولو مرة واحدة في مماته ، أن يحقّق معادلة التبجيل المزدوج لشخصه حيًّا، وجثته ميتًا ، بأن يتبادل التبجيل والاحترام مع شعبه، وأن يمنحه حرياته وحقوقه.

ولأن الهاجس تفاقم في جمجمة الزعيم من عقدة شاحنة البيك -أب التي استحوذت عليه ، فقد واتاه الحل السحري ، وسخر من نفسه ، لأنه لم يفكر به قبل الآن ، فقد تذكّر ما فعله الشعب الإسباني يوم أحاط بقصر زعيمه الدكتاتور فرانكو ، إبان احتضاره ليودعه ، وحين قيل لفرانكو إن الشعب جاء ليودعك .. تساءل: لماذا؟ .. أين سيسافر الشعب ؟ .. نعم ، فالزعيم لا يسافر عن عرشه حتى لو مات أما الموت ، فينبغي أن يكون على سريرٍ وثير يشبه العرش ، وباقات الزهور والشموع من حوله ، والحاشية كلها حاضرة بنياشينها وأوسمتها، وعلى الأرض أن تتوقف عن الدوران مع توقف أنفاسه. اتخذ الزعيم القرار: الحل الوحيد أن يموت الشعب كله قبل موته.