ساندرا نشأت

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ساندرا نشأت بصال مواليد القاهرة ، 2 فبراير 1970 لأب سورى وأم لبنانية ، درست فى الصغر فى مدرسة كاثوليكية خاصة بالفتيات ، بكالوريوس المعهد العالى للسينما قسم الإخراج عام 1992 ، وليسانس الآداب قسم اللغة الفرنسية عام 1993، حصلت على منحة دراسية فى عام 1994 فى الولايات المتحدة الأمريكية . مُخرجة مصرية متوسطة الموهبة . قلّة في الوسائط الفنية عمومًا وليس في السينما وحدها , تستطيع أن تضع قبل أسمائهم وبضمير مرتاح ، وصف : المخرج ، الكاتب ، الممثل ، لكن ليس : الفنان . هؤلاء المهرة في إدارة الموهبة المتواضعة سيصنعون أعمالًا لن تراها رديئة ، لكنك لن تأخذها على محمل الفن . هُم يقفون في منتصف دائرة التلقي . يتسلى الجميع بما يقدمونه من أعمال دائمة البُعد من المناقشات الجادة. هُم في المقابل لا يطرحون أنفسهم يومًا كمهمومين بسؤال إنساني أو ما شابه.

بصوت متهدج ، ووجه تظهر عليه بوضوح آثار المكياج ، أطل الرئيس عبد الفتاح السيسي على المصريين ، قبيل انتخابات الرئاسة المصرية 2018 في لقاء تلفزيوني مسجل مع المخرجة ساندرا نشأت ، تخللته لقطات تستعرض آراء المواطنين ، صادف أن جميعها من المؤيدة للسيسي وإنجازاته المزعومة ، وذلك قبيل إجراء مسرحية الانتخابات. شعب ورئيس فيلم وثائقي عن حياة السيسي ، عرض على مشارف الانتخابات الرئاسية 2018 . في هذا العمل لم تجلس ساندرا أمام الرئيس مباشرة . كانت إلى يساره قليلًا. تحاول كبح انبهار فضحته لغة جسدها ، وارتباك نظرتها إلى رجل يغض البصر عنها ويوجه إجاباته إلى عدسة الكاميرا :

  • كنت طالباً متفوقا يا فندم ؟
  • آه كنت متفوقاً .
  • إيه أكتر مادة كنت بتحبها ؟
  • التاريخ. التاريخ سجل للإنسانية .
  • حضرتك وانت في المدرسة، كنت حاسس إنك هتبقى موجود في التاريخ ده في يوم من الأيام؟
  • أنا عمري ما دورت على التاريخ .
  • يتهدج صوتها: ياه.

السيدة العاملة في صناعة الفن لم تجرؤ طبعًا على سؤال حول حرية الفكر والرأي وملامح قمعها غير المسبوق . وبصراحة، لا يستطيع الواحد أن يزايد على طبيعة الأسئلة. الجميع يعرف أن هذا أمر لا يد لها فيه. هي تسأل في ما هو مسموح . لكنك قد تتساءل عما أجبر مخرجة سينمائية على الذهاب إلى القصر الرئاسي . ربما هي ليست مشغولة بملف الحريات . صحيح ، هذه أمور تهم الفنانين والمشغولين بالرأي .لم يخلُ الأمر من فقرة أسئلة لبسطاء الشوارع عما يرهقهم في هذه الحياة حتى توصّل أصواتهم للرئيس ، هكذا قالت لهم . الشكاوى من الجوع والمرض لا تستفزه كثيرًا ، مع ذلك لم يستطع إخفاء شيء من الضيق .

التغطيات الصحافية المصرية، وفي حدود المسموح لها، اشتغلت على تقييم ساندرا كمحاورة للرئيس ، لا كمخرجة للفيلم . الصحافة المصرية كانت مبهورة بساندرا، وتتسائلت : لماذا اختارها الرئيس ولم يختر أياً من الإعلاميين ؟ البعض قال إنه اختارها حتى لا يميّز إعلامياً عن زميله . صحيح ، كل الموجودين على الشاشة هم أبناؤه من المطبلين . بينما ذهب البعض إلى خبرة ساندرا القديمة في العمل على هذا النوع من الدعاية السياسية. والسبب في التبرير الثاني ، أن ساندرا كانت صوّرت منذ سنوات عملين تطرقا الى مسائل قريبة من هذا المنحى . الأول كان اسمه شارك قام على حشد المواطنين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور ، والثاني بعنوان بَحلم ، حيث كانت تركض وراء المواطنين بالكاميرا لتسألهم واحدًا تلو الآخر ، وبمحاولات للاستظراف : بتحلم بإيه؟ وبتطلب إيه من الرئيس الجديد؟ . غير أن المشغولين بسبب اختيارها لمحاورة الرئيس ، فاتهم احتمالية كونها من أهل ثقة أجهزة الأمن ، عبر تعاون قديم أنتج فيلم المصلحة المُتهم بمجاملة وزارة الداخلية ، ووجه صُنّاعه الشكر لأجهزة الأمن على شارة النهاية.

تداهم الموظف المصري الأسئلة الوجودية ، عن أصل علاقة المبدع بالسلطة . كيف يطيق وجوده على يمينها ؟ ما يتناقض مع قوام المعنى الموجع لفكرة الفن بطموحه المستمر لما هو أفضل من أي واقع ولو كان مرضيًا بشكل أو بآخر . عن المسافة الفاصلة بين المثقف والحاكم . ما الذي يزيح الخجل عن عقل وإحساس فنان يجتهد في الترويج لسلطة أرست القمع منهجًا ، واستحوذت على المجال العام فنًا وفكرًا وسياسة . ما الذي يحتاجه الفنان لكي يُخرج ما لديه من فن إلى أوسع دوائر التلقي . لكن حرج ساندرا نشأت مرفوع , فهي مجرد مُخرجة مصرية متوسطة الموهبة وليست فنانة.