المعارضة في الخارج

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

المعارضة في الخارج ويسمى ايضا معارضة الخارج وهي عملية يقوم بها مجموعة من الرافضين لأن يكونوا ظهيرا سياسيا لدكتاتور معين ، فيذهبون إلى تركيا أو بريطانيا او إلى أي منفى من منافي الربيع العربي ليكونوا ظهيرا وحليفا لمن هو أكثر فسادا وكذبا واستبدادا . يرفضون أن دفع ثمن بقائهم في بلادهم سكوتا عن ممارسات دكتاتور صغير فيذهبون إلى المنفى لدفع ثمن بقائهم فيها سكوتا وطرمخة على من هو أكثر إجراما وتنكيلا . يظهرون على الشاشات كل يوم منادين بالحرية للوطن المسلوب والعدالة للمظلومين والخبز للجياع والكرامة الإنسانية لكل مواطن فيما يتجاوزون عمن يسرق خبز شباب مواطني بلدهم في غربتهم ومن يسلبهم حريتهم وكرامتهم ويشغلهم بالسخرة ليحصد ملايين الدولارات ينفقونها على نزواتهم وكلابهم النادرة وقصورهم واستراحاتهم وخدمهم الفلبينيين والسيرلانكيين ولجانهم الالكترونية المتفرغة لسباب كل من يقترب من قلعة مصالحهم وسبوبتهم النضالية .

معارضة الخارج هو مساندة للصوص القضية والمتكسبين من ورائها والمتاجرين بآمال منكوبيها وآلام شبابها وشيوخها ونسائها من المعتقلين والمعتقلات ، إلى السكوت والصهينة عن كل ذلك ، وصولا إلى الجريمة الكبرى وهي حث الشباب المذلول في غربته علي يد من يدعون نضالا وثورية، أكثر من ذله الذي لاقاه على يد النظام الفاشي في بلاده يحثونهم على التأقلم على اعتبار أن السرقة والتهليب هي طبائع الأمور وأن عليهم أن يدفعوا جميعا ثمن فشل نخبهم في أن يصلوا إلى أي شيء أو أن يصبحوا أي شيء سوى أنهم فشلة .

تحولت المعارضة في الخارج إلى مشروع خاص وتحولت منابرها ، ومنافذ خطابها إلى بيزنس يشرف عليه نخاسو الرأسمالية المتوحشة ، وتحولت حجة القضية إلى وسيلة رخيصة في أيدي هؤلاء لابتزاز مشاعر الشباب وتشغيلهم بأجور أقل مما ينفقها أحدهم على كلابه ، وخداعهم بالدين تارة وبالثورة والقضية والمعتقلين والشهداء تارات أخرى ، ولا يتورع الواحد من هؤلاء أن يتاجر بآيات الله من الفاتحة إلى الناس ، وبسنة نبيه وحكمة عباده وأولياءه وأن يحول لسانه وحساباته على مواقع التواصل إلى منابر وعظية آناء الليل وأطراف النهار جزاء دولار زائد يسرقه من شاب لم يتجاوز العشرين من عمره . يفعل أحدهم ذلك تحت سمع وبصر الجميع ولا يجد من يرده بل على العكس يجد من يشجعه على المضي ويشاركه على الدرب متعة الوصول .

ينحاز عادة للثورات الكثيرون ، منهم من كان جزءا منها ومن حركة الوعي التي أنتجتها، ومنهم من كان ، راكبا متسلقا انتهازيا منتفعا أكالا للسحت على كل الموائد مستحلا للمال السياسي الحرام الذي يقتطعه من لحم الشباب ، ومن قسوة غربتهم، الشباب ، أصحاب الهم والقضية الحقيقيين .

فقد الشباب في المنافي ، وخاصة في اسطنبول ، أي أمل في نخبهم ، وصاروا سجناء واقعهم البائس ، ومبادئهم التي لا يستطيعون منها فكاكا ، تلك التي تمنعهم أن يتحولوا إلى أسرى اعتذار رخيص لقاتل مثل عبد الفتاح السيسي او بشار الأسد او محمد بن سلمان او عبدالله الثاني او محمد السادس وبقية الزعماء العرب ، كما أن ما ينتظر بعضهم من أحكام ظالمة بالإعدام والمؤبد والسجن الطويل بتهم مثل التظاهر والكتابة على الحوائط ، يمنعهم من أن تكون العودة المرتجاة في القريب ، ولم يعد أمام الكثيرين منهم، بكل أسف، سوى العدمية السياسية، وفقدان الإحساس بالجدوى ، والكفر بأي قيمة حقيقية، هؤلاء هم الشبان الذين لم تضيعهم مدنهم العربية ولم تنل منهم رصاصات العساكر ، لكنهم يضيعون الآن حرفيا في دكاكين القضية في المنفى ، والبركة بالعجائز .