الرقية الشرعية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الرقية الشرعية هي ظاهرة العلاج بالقرآن حيث تمارس أبرز أشكال النصب و الإحتيال باسم الدين مما يعكس مستوی عمق غيبوبة الأمة العربية والإسلامية . اصطلاحا , الرقية هي مجموعة من الآيات القرآنية والادعية المأثورة عن النبي محمد وأسماء الله الحسنى يقرؤها المسلم على نفسه ، أو ولده ، أو أهله لعلاج ماأصابه من الامراض النفسية ، أو ماوقع له من شر أعين الانس والجن ، أو المس الشيطاني أو السحر. يفيد لسان العرب بأن أرقاه تعني تهدئة الإنسان ، لذا فإن الرقـية هي التعويذة أوالحماية والوقاية والـجمع رُقًـى وتقول اسْتَرْقَـيْتُه فرقَانـي رُقْـية ، فهو راقٍ . يدعي الرقاة و الشيوخ المعالجون بالقرآن أن الرقية تعالج قائمة طويلة من الأمراض و العلل نفسية و عضوية علی رأسها :

  • الهم و الحزن و الكرب .
  • العين و السحر .
  • تلبس الجن .
  • الصرع بشتی أنواعه .
  • الشلل .
  • فقدان النطق و البصر و السمع.
  • علاج مرض السرطان و الجلطات و الرجفات اللاإرادية .
  • العقم و عدم القدرة علی الإنجاب .
  • التهابات الكبد الوبائي .
  • تشنج العضلات و اضطرابات الجهاز العصبي كالتواء الوجه و غيره.

لماذا إذن تصرف ملايين الدولارات في البحث العلمي لإيجاد أدوية الأمراض المستعصية ؟ لماذا يدرس الطب في الجامعات ؟ و لماذا لا تستعمل الرقية عوض المستشفيات في كل أنحاء العالم ؟ الجواب بسيط لأن الغرب الكافر لا يريد أن يعترف بأن الرقية تشفي الأمراض لأن هذا الإعتراف كفيل بأن يحيل كل سكان العالم إلی مسلمين.

الفقهاء و الشيوخ الذين يؤمنون بقدرة الرقية علی علاج الأمراض أعرضوا عن كتاب الله و استعانوا بنصوص من التراث الفقهي تكرس لهم حجية الرقية من قبيل ما كتبه ابن القيم الجوزية في كتابه زاد المعاد حيث يقول:

القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحدٍ يؤهل ولا يوفَّق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه : لم يقاومه الداء أبداً . وكيف تقاوم الأدواءُ كلامَ ربِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها ؟، أو على الأرض لقطَّعها ؟ فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهماً في كتابه

هذا غيض من فيض نصوص عديدة تعكس فهما سطحيا لكلمة الشفاء الجسمي من الأمراض الذي يخلطه البعض بشفاء الروح الوجداني و طمأنينة النفس نتيجة الإيمان , لأن مريض الربو لا يخرج من أزمته التنفسية إلا عن طريق تدخل طبي عاجل باستخدام الأوكسجين وبخاخ الفينتولين مع الأتروفينت و لو قرأت عليه القرآن بدل إسعافه طبيا علی وجه السرعة فإن موته قد يكون مسألة وقت فقط ! . القرآن ليس كتابا في الطب أو الصيدلة ، و كونه لا يشفي الأمراض فهذا لا يعيبه و لا ينقص من قدسيته لدى البعض .

المعالج بالقرآن لم يكن لها وجود في العهد النبوي و لم يمارسها الصحابة ، بل هي مهنة ابتدعها المبتدعون بعد عهد الصحابة و التابعين . الرقية لا تعوض نقص الأنسولين عند المصاب بداء السكري و البخور و الآيات المرتلة لا تحل محل التدخل الطبي العلمي المدروس و اللازم لعلاج الكسور و الحروق و الأضرار التي تصيب أنسجة العضلات أو الجهاز العصبي لكن الكهنة و تجار الدين لا يعجبهم طبعاً هذا الفهم البسيط للرقية ، لأنه لا يناسب مصالح البزنس الخاصة بهم ، لهذا تجدهم يعارضون و يعظمون النكير علی كل من ينكر فضل الرقية في علاج الأمراض ، لأنها مصدر وفير للأموال التي يجمعونها من متاجرتهم بأرواح الناس و بكتاب الله . ما يحز في النفس هو أن الناس الذين يتعرضون للنصب و الإحتيال من قبل الدجالين ، لا يعترفون بذلك ! بل يبررون فشل الجلسات العلاجية المدفوعة الأجر و عجزها عن علاج المرض بكون مسألة شفاء المريض من عدمه أمر مرتبط بيد الله وهم بطريقة غير مباشرة يساهمون في استمرار استغفال المشعوذين للمجتمع ككل.و المضحك المبكي هو أن الشيوخ و الرقاة عندما تسوء حالتهم الصحية يسافرون للعلاج في مستشفيات الغرب الكافر و يتركون التداوي بالرقية للشرقي المؤمن .