الرقية الشرعية
الرقية الشرعية هي ظاهرة العلاج بالقرآن حيث تمارس أبرز أشكال النصب و الإحتيال باسم الدين مما يعكس مستوی عمق غيبوبة الأمة العربية والإسلامية . اصطلاحا , الرقية هي مجموعة من الآيات القرآنية والادعية المأثورة عن النبي محمد وأسماء الله الحسنى يقرؤها المسلم على نفسه ، أو ولده ، أو أهله لعلاج ماأصابه من الامراض النفسية ، أو ماوقع له من شر أعين الانس والجن ، أو المس الشيطاني أو السحر. يفيد لسان العرب بأن أرقاه تعني تهدئة الإنسان ، لذا فإن الرقـية هي التعويذة أوالحماية والوقاية والـجمع رُقًـى وتقول اسْتَرْقَـيْتُه فرقَانـي رُقْـية ، فهو راقٍ . يدعي الرقاة و الشيوخ المعالجون بالقرآن أن الرقية تعالج قائمة طويلة من الأمراض و العلل نفسية و عضوية علی رأسها :
- الهم و الحزن و الكرب .
- العين و السحر .
- تلبس الجن .
- الصرع بشتی أنواعه .
- الشلل .
- فقدان النطق و البصر و السمع.
- علاج مرض السرطان و الجلطات و الرجفات اللاإرادية .
- العقم و عدم القدرة علی الإنجاب .
- التهابات الكبد الوبائي .
- تشنج العضلات و اضطرابات الجهاز العصبي كالتواء الوجه و غيره.
لماذا إذن تصرف ملايين الدولارات في البحث العلمي لإيجاد أدوية الأمراض المستعصية ؟ لماذا يدرس الطب في الجامعات ؟ و لماذا لا تستعمل الرقية عوض المستشفيات في كل أنحاء العالم ؟ الجواب بسيط لأن الغرب الكافر لا يريد أن يعترف بأن الرقية تشفي الأمراض لأن هذا الإعتراف كفيل بأن يحيل كل سكان العالم إلی مسلمين.
الفقهاء و الشيوخ الذين يؤمنون بقدرة الرقية علی علاج الأمراض أعرضوا عن كتاب الله و استعانوا بنصوص من التراث الفقهي تكرس لهم حجية الرقية من قبيل ما كتبه ابن القيم الجوزية في كتابه زاد المعاد حيث يقول:
” | القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحدٍ يؤهل ولا يوفَّق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه : لم يقاومه الداء أبداً . وكيف تقاوم الأدواءُ كلامَ ربِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها ؟، أو على الأرض لقطَّعها ؟ فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهماً في كتابه | “ |
هذا غيض من فيض نصوص عديدة تعكس فهما سطحيا لكلمة الشفاء الجسمي من الأمراض الذي يخلطه البعض بشفاء الروح الوجداني و طمأنينة النفس نتيجة الإيمان , لأن مريض الربو لا يخرج من أزمته التنفسية إلا عن طريق تدخل طبي عاجل باستخدام الأوكسجين وبخاخ الفينتولين مع الأتروفينت و لو قرأت عليه القرآن بدل إسعافه طبيا علی وجه السرعة فإن موته قد يكون مسألة وقت فقط ! . القرآن ليس كتابا في الطب أو الصيدلة ، و كونه لا يشفي الأمراض فهذا لا يعيبه و لا ينقص من قدسيته لدى البعض .
المعالج بالقرآن لم يكن لها وجود في العهد النبوي و لم يمارسها الصحابة ، بل هي مهنة ابتدعها المبتدعون بعد عهد الصحابة و التابعين . الرقية لا تعوض نقص الأنسولين عند المصاب بداء السكري و البخور و الآيات المرتلة لا تحل محل التدخل الطبي العلمي المدروس و اللازم لعلاج الكسور و الحروق و الأضرار التي تصيب أنسجة العضلات أو الجهاز العصبي لكن الكهنة و تجار الدين لا يعجبهم طبعاً هذا الفهم البسيط للرقية ، لأنه لا يناسب مصالح البزنس الخاصة بهم ، لهذا تجدهم يعارضون و يعظمون النكير علی كل من ينكر فضل الرقية في علاج الأمراض ، لأنها مصدر وفير للأموال التي يجمعونها من متاجرتهم بأرواح الناس و بكتاب الله . ما يحز في النفس هو أن الناس الذين يتعرضون للنصب و الإحتيال من قبل الدجالين ، لا يعترفون بذلك ! بل يبررون فشل الجلسات العلاجية المدفوعة الأجر و عجزها عن علاج المرض بكون مسألة شفاء المريض من عدمه أمر مرتبط بيد الله وهم بطريقة غير مباشرة يساهمون في استمرار استغفال المشعوذين للمجتمع ككل.و المضحك المبكي هو أن الشيوخ و الرقاة عندما تسوء حالتهم الصحية يسافرون للعلاج في مستشفيات الغرب الكافر و يتركون التداوي بالرقية للشرقي المؤمن .