أهلا وسهلا بك بدءا , أظنك و الله أعلم من احد عباد الله العرب الغلابة الذين ضاقوا ذرعا بالفتنة الطائفية و طلابات السنة و الشيعة و إنتابه الفضول في معرفة اسباب الخلاف العميق في كل مكان فارتأيت الحصول على الحقيقة من الشبكة العنكبوتية . و ها انت تدخل جحر الأفعى من اوسع ابوابه , فما تظنك واجد هنا ؟ اولا و لكي لا تختلط عليك الأمور نوضح لك ان هناك عدة حسينات بن علي في التاريخ , فهناك الحسين بن علي بن ابي طالب , قائد التنظيم الطلائعي الإشتراكي الماركسي سليل الفخر و المبادئ المعارض لحكومة الرأسماليين المتسلطة بعهد الأمويين بقيادة يزيد بن معاوية و آثر ان ينتهي نهاية مفجعة كلوحة درامية مفحمة تعبيرا على أهمية التضحية و الجود في سبيل المبدأ على الخنوع للذلة و انتصار الدم على السيف , وهناك ايضا حسين علي , قلب الدفاع و كابتن فريق الأئمة المعصومين , القائد السياسي و العسكري الفاشل الذي قام بحملة صبيانية عابثة اهلك فيها ديرته عن بكرة أصيلتها لا لشيء سوى شرف العيلة و المريسة .

الحسين بن علي كما تخيله رسام أرجنتيني

لكنك على الأغلب تقصد الحسين بن علي الشخصية الأسطورية الذي صدع رأسك من سماع مقتله و مواويله في كل مكان و الذي اقتضى رب العباد انك ان لم تعرفه فسترمى في افران جهنم الاوتوماتيكية على منخريك و هذا الأخير هو احد الأبطال الخارقين المنبثقين من الكتب الهزلية المصورة , و كان اول شأنه طفلا صغيرا حبوبا يحب التشلكع على قفا جده عندما يصلي لكنه تحول بعد ان تناول فاكهة مغموسة في جرف المغالاة و الأساطير و التضخيم المقدس الذي ان أردت تفحصه فستعدم ضربا بالنعال كونه من ضرورات المذهب او المذهب المعاكس و على مدى قرون من الطبخ على نار هادئة وقودها الإضطهاد و الجور تحول خلالها الى سوط الله الثائر سوبر-حسين ؛ ابد والله ما ننسى حسيناه.

وصف هيئته

دائما ما يظهر الحسين بزيه الخارق الأخضر في الصور التي يعلقها محبوه و مريدوه مع افراد المنتخب ؛ يعني شنو يصير عنده حساسية لو لبس غير الاخضر , و عادة ما تكون ملامحه ايرانية او سندية هندية رقيقة بحواجب كثة , ضاربين بالروايات عرض الحائط , و احيانا اخرى تجده يستعمل الحمرة و الكحل الشريفة .

مشكله بعث الحسين

ان القارئ لكتب التراث يجد ان الحسين قد مات بالسيف , ولكن الناظر الى واقع الحال يخال ان شمر ذي الجوشن ارغمه على تناول عبوة ناسفة انفجرت في بطنه و طشرته من نجد الى يمن الى مصر فتطوان , و هنا نعرج على معضلة طالما القى بها الشيطان قبحه الله و أبعده في جوفي , يقول جد الحسين في حديث شريف مذكور في كتب التراث السني الناصبي ولكن لا بأس بالاستشهاد هنا:

دخل الرسول المسجد و ابو بكر على يمينه و عمر على يساره فاخذ بيديهما و قال هكذا نبعث يوم القيامة .

على الرغم من التكلف الواضح في الحديث الا ان هناك مسألة عقلانية مقبولة لواضع الحديث و هو ان ابا بكر و عمر مدفونان الى جوار الرسول و لذا فمن المنطق بالضرورة ان يبعثوا هكذا , ولكن يا ترى فكيف بالهنود الذين يحرقون ولا يبقى لهم اثر ؟ ام بهؤلاء الذين ينشرون رمالهم في المحيطات ؟ و كيف سيعذبهم الله في قبرهم ؟ و بعد كل هذا فما الذي سيجري للحسين بن علي عندما يحل يوم القيامة , فجسده في كربلاء , و رأسه في دمشق , ورأسه الثاني في مصر , ورأسة الثالث في عسقلان , ورأسه الرابع في البقيع , شنو هيدرا لو بشر يا معودين , ولا ندري فقد تكون أرنبه انفه في قنينة على اعلى صخرة جدباء على ساحل البحر الأبيض المتوسط , ولماذا هناك رأسان لأبا عبد الله ؟ اللهم الا ان كان السياح الإيرانيون في مشهد الحسين في الجامع الأموي في دمشق سوريا الأسد يلطمون على رأس آخر غير الراس بين الكتفين .