الإرهاب

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بدايات الإرهاب

الإرهاب مصطلح نشأ من منطقة نجد . منطقة نجد كما هو معروف هى الخصم اللدود للحجاز وأعراب نجد هم الخصم العتيد لقريش وهى أشهر قبيلة عربية فى التاريخ. والصراع بين نجد والحجاز هو الأساس التاريخى للجزيرة العربية بعد ظهور الاسلام، بل يمكن قراءة تاريخ المسلمين من خلاله ، وقد فازت قريش والحجاز فى معظم مراحل هذا الصراع، فهى التى أنشأت الدولة الأموية والدولة العباسية، والفاطمية، وكل الخلفاء الراشدين وغير الراشدين ينتمون لقريش ، وقريش هم الذين حكموا الحجاز معظم العصور الوسطى ، بينما كان الثوار على خلفاء قريش هم قبائل نجد، اما فى شكل قطاع طرق ينهبون قوافل الحجاج كراهية فى الحجاز والكعبة والأماكن المقدسة التى أرست مكانة قريش والحجاز واما فى شكل دول متحركة تقوم بالقتل وسفك الدماء تحت اطار دينى ، كما حدث فى حركة الزنج والقرامطة قديما، ثم فى الحركة الوهابية ودولتها السعودية فى العصر الحديث .

منطقة نجد متطرفة فى مناخها شحيحة فى مواردها منعزلة فى صحرائها لا يرى أهلها إلا أنفسهم، ولا يرون فى الأغراب إلا مجرد ضحايا للسلب والنهب حين يمرون على صحراء نجد من العراق إلى الحجاز . فى صحراء نجد القاحلة والواسعة عاش الأعراب على قطع الطريق ، وكانت تأتيهم الفرصة الكبرى حين تنشأ فيهم أو تنتشر بينهم دعوة دينية تبرر وتبيح لهم القتل والسلب للآخرين على أنه جهاد. ولذلك كان استحلال الأعراب النجديين لدماء المسلمين المسالمين وأموالهم وأعراضهم فى التاريخ الاسلامى مرتبطا بثورات نجد الدينية، تلك الثورات التى تخصصت فى التدمير وسفك الدماء. وما عدا الثورات ومشروعات الدول الدموية فإن تاريخ نجد العادى مجرد غارات داخلية فيما بينهم أو غارات سنوية عادية على قوافل الحجاج , أى مجرد غارات علمانية بدون شعارات دينية. ولكن تلك الغارات المعتادة استلزمت أن تسير قوافل الحجاج فى حماية جيش كامل، لحماية الحجاج من غارات أعراب نجد. ولقد تأثر ابن خلدون بتاريخهم الدموى فقرر فى مقدمته الشهيرة أن الأعراب هم أسرع الناس للخراب، وأنهم يحتاجون إلى دعوة دينية يستطيعون من خلالها استحلال الدماء والأموال والأعراض وإسباغ الشرعية على ثوراتهم واعتدائهم( مقدمة ابن خلدون: 125: 127.)

التطرف في نجد

فى نجد بدأ التطرف مبكراً حين كانت المركز الأساسى لحركة الردة، ففى سهل حنيفة ظهر مسيلمة الكذاب وتحالفت معه سجاح التميمية، ولنتذكر أنه فى نفس سهل حنيفة ولد وعاش محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة الوهابية فيما بعد. ولقد وصف القرآن معظم الأعراب بأنهم أشد كفراً ونفاقاً (التوبة: 97) وقد خضع الأعراب لقوة المسلمين وسالموها، مع أن الإسلام لم يدخل قلوبهم بعد (الحجرات: 14) فلما توفى النبى محمد وتولى أبو بكر تمردوا على الدولة فى حركة حربية هادرة مركزها نجد وهاجموا المدينة، فليس صحيحاً أن أبا بكر حارب المرتدين، وإنما الصحيح أن المرتدين هم الذين حاربوا أبا بكر والمسلمين. وبعد إخماد حركة الردة بصعوبة بالغة رأى أبو بكر أن يتخلص من بأس الأعراب النجديين بتصدير قوتهم الحربية إلى الخارج شمال نجد , فكانت حركة الفتوحات العربية إلى شمال نجد فى العراق أولاً، ثم الشام و إيران .

تكونت جيوش الفتوحات من أغلبية من الأعراب المرتدين سابقاً وقيادة من الأمويين القرشيين المعاندين سابقاً ذلك أن الأمويين رأوا أن مصلحتهم السياسية والاجتماعية تحتم عليهم الدخول فى الدين الجديد، وسارعوا بتقدم الصفوف الأولى فى الفتوحات بما لديهم من خبرة حربية ومعرفة بطرق التجارة وصلات وثيقة بالقبائل العربية فى الشام وعلى الطرق التجارية. وانتهت الفتوحات وقد أصبح الأمويون يحكمون الشام والعراق ومصر وشمال أفريقيا باسم الإسلام، وفى خلافة عثمان بن عفان سيطروا عليه ، ومن خلاله انتقموا من أعدائهم السابقين فى الإسلام، مثل عمار وابن مسعود، وكان من السهل أن يمر ذلك كله عادياً لولا أن الأمويين فى خلافة عثمان اصطدموا بأعراب نجد فكانت الفتنة الكبرى ، تلك الفتنة التى لازلنا نسيرفى نفقها المظلم حتى الآن. أفتي ابن عبد الوهاب بكراهية الاخر ليس فقط من المسيحيين واليهود وقد جعلهم كفارا مستحقين للقتل والقتال ،ولكن أيضا غير الوهابيين من المسلمين ،أي ممن اسماهم المشركين ،داخل الجزيرة العربية وخارجها، من الصوفية والشيعة .

مصدر

  • كتاب جذور الارهاب فى العقيدة الوهابية , بقلم احمد صبحي منصور .