أثيل النجيفي

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أثيل النجيفي (1958) سياسي من العراق ونجم في سماء الخيبة، بعدما فرّط بإهماله، في كبريات مدن العراق، الموصل، بتقديمها لقمة سائغة في فم الإرهاب، في تكرار مأساوي لخيانة أبي رغال، ذلك البدوي الذي دلّ جيش ابرهة الحبشي على الكعبة في مكة، دلّ أثيل النجيفي بالتعاون مع مسعود بارزاني و تركيا خارطة الطريق الى الحدباء الى داعش. ليس هذا الكلام استنتاج، بل نقل حرفي لنبض الشارع الموصلي والعراقي، الذي اطلق هذه التسمية على اثيل النجيفي. لكن. أليس في هذا المنطق إجحاف، حيث لا دليل، على انّ الرجل النازح الى أربيل، مسؤول عن سقوط مدينة الحدباء. وبالمقابل، فان حتى الجرذان تتعلق بالسفينة الغارقة، أما النجيفي، المائيّ المباديء، فلا.

أهالي الموصل متيقنون من انهزامية النجيفي أمام داعش، بعدما فرّ في ليلة سوداء من القصر الفخم في منطقة الجديدة، عبر الطريق الترابي في منطقة كمبرلي، باتجاه محافظة اربيل في إقليم كردستان، فيما كان متوقعاً منه، ان يسقط شهيدا دون قصوره، وأمواله، وخيوله، ليّقام له تمثال في القلوب، قبل الساحات. وبهذا يصح وصف أحد أبناء المدينة له، بانه عبد الله الصغير، تذكيرا بآخر ملوك العرب في الاندلس، حين خرج ذليلا من غرناطة والى الابد.

الحقيقة، التي يحرص الكثيرون على ابرازها، هي ان النجيفي في واقع الأمر، ليس سوى واحداً من أصناف البرجوازيين والاقطاعيين الصغار، الذي يطمحون الى الخوض في السياسة، معتقدا بأن ارث العائلة الاقطاعي، يتيح له تسيد المشهد. لكن تجارب الدول، تقول ان هذا النوع من الساسة لن يكون نجما حقيقيا، بل نيزكاً يتوهّج لثوان، ثم يهفت، ومع قراءة تاريخ الرجل، يصبح الوصف، واقعياً. ذلك ان النجيفي متقلّب الاهواء السياسية، شأنه شأن التاجر، الباحث عن الصفقات، وبين صداقات مع رؤساء عشائر لتعزيز النفوذ داخل الموصل، جامل اثيل النجيفي، مسعود بارزاني، الى الحد المذل، حين لم يجرأ على الوقوف بوجه توسعه نحو مناطق الموصل، وآبارها النفطية، لأنه أوقع نفسه في مطب الحاجة لهم، فمنحوه بعض ما أراد، وأبرزها اللجوء بعد الفرار من داعش، مقابل المذلة الدائمة.

اثيل ليس مستثمر في المال فحسب، بل في الطائفية أيضا، فيقول عنه الكاتب ذنون يوسف، انه من ألد أعداء التركمان في المحافظة وخاصة ابناء تلعفر سنة، كانوا ام شيعة، ولا عجب في نيله تأييد اعضاء مجلس المحافظة من التركمان السنة، الذين امتثلوا لأوامر مباشرة من الباب العالي التركي، وهم يعلمون كل العلم بأنهم يعيدون انتخاب من كان يمنع اقامة مشاريع، وبنى تحتية في القصبات التي يقطنها التركمان. وزاد في القول وأكثر من ذلك، فما زال ممن على شاكلة النجيفي الذي يمقت الهويات الفرعية من مسيح وايزيديين وشبك وتركمان، ينظر الى اهل تلعفر نظرة دونية ويصفونهم بشتى انواع النعوت البعيدة عن الادب والأخلاق.