حسن الخّير كان شاعرا من سوريا إنتسب الى حزب البعث في شبابه وبلغ من حماسه وولعه بحزب البعث أن سمى ابنه بعث . بعد إستلاب السلطة في سوريا من قبل حافظ الأسد وإنتشار الفساد بدأ حسن الخّير بكتابة قصائد معارضة للسلطة . في عام 1979 تم قتل صديق للشاعر على يد تنظيم الطليعة التابعة للإخوان المسلمين في سوريا . ألقى حسن الخّير هذه القصيدة في ذكرى تأبين صديقه مهاجما فيها حزب البعث ورفعت الأسد محملا النظام المسؤولية الكاملة عن كل مايجري في سوريا . تم إعدام الشاعر بعد قطع لسانه
ماذا أقول وقول الحق يعقبه
|
|
جلد السياط وسجنٌ مظلمٌ رطبُ
|
وإن كذبت فان الكذب يسحقني
|
|
معاذ ربي أن يُعزى لي الكذب
|
وإن سكت فان الصمت ناقصة
|
|
إن كان بالصمت نور الحق يحتجب
|
لكنني ومصير الشعب يدفعني
|
|
سأنطق الحق ان شاؤوا وان غضبوا
|
عصابتان هما: إحداهما حكمت
|
|
باسم العروبة لا بعثٌ ولا عرب
|
وآخرون لباس الدين قد لبسوا
|
|
والدين حرم ما قالوا وما ارتكبوا
|
عصابتان أيا شعبي فكن حذراً
|
|
جميعهم من معين السوء قد شربوا
|
أيقبل البعث أن تثري زعانفه
|
|
باسم النضال ثراء ما له سبب
|
من أين جاؤوا به حقا وجلّهم
|
|
ما زانهم أبدا علم ولا أدب
|
ولا تشقق كف فوق معوله
|
|
في الحقل يوما ولا اضناهم التعب
|
ولا تجلى على أيديهم هدف
|
|
ولا تحررت الجولان والنقب
|
هل السماء بكت من فوقهم فرحاً
|
|
فراح يهطل منها المال والذهب
|
لا تكذبوا إنها أموال أمتنا
|
|
ومن غذاء بنيها كل ما سلبوا
|
كم قد سمعنا بهيئات تحاسبهم
|
|
لتسترد إلى الجمهور ما نهبوا
|
فما رأينا سوى قول بلا عمل
|
|
كم في تصرفهم من عجبة العجب
|
علا برتبته (لص) ورتبته
|
|
من سوئه انخفضت.. ولتخجل الرتب
|
إني لأخجل ان أحصي معائبهم
|
|
أنّى ذهبت تجلى العيب والعطب
|
قالوا: النقابات قلنا: إنها كذب
|
|
كم لعبة بمصير الشعب قد لعبوا
|
اختاروا لكل قطاع لاعباً حذقاً
|
|
ونصبوه نقيباً بئس من نصبوا
|
ومجلس الشعب كل الشعب يعرفه
|
|
ويعرف الناس هل جاؤوا أم انتخبوا
|
قالوا: وجبهتنا؟ قلنا: لقد صدقوا
|
|
يوم البيان بما قالوا وما كتبوا
|
اذ قال قائلهم: إنّا سماسرة
|
|
نمشي كما يقتضيه العرض والطلب
|
لم يصدقوا بحديث غيره أبدا
|
|
وما عداه لعمري كله كذب
|
سيعلمون جميعا أي منقلب
|
|
يوم الحساب وما فيه هم انقلبوا
|
قالوا حماه عماها الحقد فاضطربت
|
|
يا للعجب عرين البعث يضطرب
|
لو يذكرون حماة الامس ما فعلت
|
|
بالظالمين وبالاقطاع لانتحبوا
|
كانت وكان بنوها خير من رفعوا
|
|
للبعث راياته خفاقة تجب
|
لما رأوكم نكبتم عن مبادئكم
|
|
فإنهم شرفاًعن حبكم نكبوا
|
ألم تكن حلب الشهباء ساحتهم؟
|
|
ألم تدكي كيان الفرد يا حلب
|
الم تثوري بوجه الانفصال؟ وهل
|
|
أغضى على عاره ابناؤك النجب
|
واللاذقية مهد البعث ما فعلت؟
|
|
حتى اثير على ساحاتها الشغب
|
مباحث السوء شاؤوا ان تشب بها
|
|
نار الخلاف وقد أغراهم اللهب
|
قالت لهم وجراح الحزن تؤلمها
|
|
لا تحلموا بخلاف كلنا عرب
|
آل الفقيد عزاء أن محنتكم من
|
|
محنة الشعب لا تجدي بها الخطب
|
لئن نكبتم بحر صادق فطن
|
|
فحسبكم أن كل الناس قد نكبوا
|
يرضى فقيدكم دربا يوحدنا
|
|
وليس يرضى إذا تاهت بنا شعب
|
سيسقط الغيث في أرضي وقد ظمئت
|
|
وينجلي الليل و……السحب
|
يبقى مدى الدهر صوت لا بديل له
|
|
الله أكبر إنا كلنا عرب
|