النباح لو ان العرب وقفوا في بيوتهم ومتاجرهم وشوارعهم وعماراتهم واماكن تواجدهم ونبحوا جميعا في وقت واحد فان علم الجيولوجيا يقول بان الأرض سوف تصيبها هزة تعادل سبعة بمقياس ريختر . علم الاصوات وتذبذباتها يقول بان نصف مليون من البشر لو نبحوا في عمارة مكونة من ستة وعشرين طابقا فانها ستنهار حتما . فما بالك بمليار وخمسين مليونا من العرب لو نبحوا . وبما ان النباح حسب آخر الاحصائيات لا يقدم ولا يؤخر اذا كان فرديا ، ويحسب له حساب ان كان جماعيا ، فلن يتفق زعماء العرب على النباح في وقت واحد فقد اختلفوا حتى في النباح وان تظاهروا بانهم ينبحون سويا عندما يتعلق الامر بفلسطين او الاقصى تحديدا او المقدسات المسيحية .

في الزمن الذي مضى كان العالم واقفا على قدميه ، اذا نبح كلب في الصين قال الامريكيون والبريطانيون ان فلسطينيا داس على ذيله ، وان ماءت قطة في الهند قالوا انها تموء جوعا لان الفلسطيني لايطعمها ، وان ضرب امريكي زوجته في نيويورك قالوا انه تلقى تحريضا من فلسطيني في مكان ما ، ثم تطور الامر بعد ذلك فاستلموا ابن لادن ٍ، ان فرقعت علبة من الصودا في احد الشوارع قالوا ، انه ابن لادن ، وان ضبطت امرأة مع عشيقها قالوا السبب هو لحية ابن لادن ، فقد خلب لب النساء الامريكيات وغدون لا يفكرن الا بها ، وان حملت امرأة سفاحا قالوا ابن لادن هو السبب انه يخرب المجتمع الامريكي ، ثم كان ما كان من امر ابن لادن فعادوا للفلسطيني لانه الاضاءة الوحيدة التي بقيت في العرب . فاخذ العرب ينبحون والامريكيون يؤمنون على ذلك النباح حتى قيل في الامثال ان الفلسطيني سوسة هذا العالم .

وقد قيل والعهدة على الراوي ان الجامعة العربية بصدد وضع قانون للنباح يوقعه جميع العرب تتضمن احدى بنوده ان النباح سوف يكون جماعيا كلما احتلت اسرائيل جزءا من الوطن العربي , اما حال استفرادها بشعب فلا يجب النباح ، لان العواء من شيمة الكلاب وليس من شيمة الزعماء . ولسوف يتم النباح بعد ذبح الشعب الذي استفردت به اسرائيل ، عندها فقط سوف تسمع النباح عبر النداءات التي توجه طائرة مع الاثير لاهداء اغنية على النجده هيا يا رجال للشعب الذي يذبح . اخزاكم الله يا كلاب العرب من حكام ومن يدور حولهم ، فلو انكم اصدرتم اقرارا بتعيين يوم للنباح في بلادكم ما وصلنا الى ما وصلنا اليه . ولكنكم تأبون الا النباح على زوجاتكم وبناتكم ، فانتم كلاب فقط في بيوتكم .