لاكتاب:أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي
الجزء الأول من كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي المكتوب سنة 599 هجرية . الباب الأول في ذكر الحماقة ومعناها . قال ابن الأعرابي:
” | الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت ، فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب. | “ |
عن أبي إسحاق قال:
” | إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدق وإذ بلغك أن فقيراً استغنى فصدق وإذا بلغك أن حياً مات فصدق وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تصدق. | “ |
قال بعض الحكماء: من أخلاق الحمق العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والجهل والتواني والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر ، إن استغنى بطر ، وإن افتقر قنط ، وإن فرح أشر ، وإن قال فحش ، وإن سئل بخل ، وإن سأل ألح ، وإن قال لم يحسن ، وإن قيل له لم يفقه ، وإن ضحك نهق ، وإن بكى خار .
يعرف الأحمق بست خصال : الغضب من غير شيء ، والإعطاء في غير حق ، والكلام من غير منفعة ، والثقة بكل أحد وإفشاء السر وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه ، ويتكلم ما يخطر على قلبه ، ويتوهم أنه أعقل الناس .
علامات الحمق : سرعة الجواب ، وترك التثبت ، والإفراط في الضحك ، وكثرة الإلتفات ، والوقيعة في الأخيار ، والإختلاط بالأشرار ، والأحمق إن أعرضت عنه أعتم ، وإن أقبلت عليه اغتر ، وإن حلمت عنه جهل عليك ، وإن جهلت عليه حلم عليك ، وإن أحسنت إليه أساء إليك ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإذا ظلمته أنصفت منه ، ويظلمك إذا أنصفته ، فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.