قالب:مقالة مختارة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السعادة مصطلح وهمي يُطلق على ذلك السراب المتملص المتهرب المراوغ الصعب المنال الذي للإنسان كامل الحرية بالسعي والهرولة والزحف بإتجاهه حسب الدستور الأمريكي . الإنسان لم يُخلق من قبل الله , إن كنت من المؤمنين القانتين , و لم يتطور من البكتيريا واللافكّيات إن كنت من اللاقانتين الداروينيين , لكي يكون سعيدا . حسب نظرية النشوء والتطور , الإنسان مخلوق تعيس ونتن , والدماغ البشري لم يتطور لكي يكون سعيدا , فقوى التطور مهمتها الرئيسية هو إنتقاء الكائنات الحية القادرة على التكاثر بنجاح لكي تنتقل الجينات الى الجيل التالي , وهذه القوى لاتهتم على الإطلاق إن كان ذلك الكائن الحي نشواناً من الطرب أثناء التكاثر أم عبوسا ميكانيكيا قمطريرا يعاني من القذف المبكر (بالإنجليزية:Premature Ejaculation) . بإختصار , الإنسان كائن لايملك نزعة متأصلة لكي يكون سعيدا , علاوة على ذلك , العديد من الآليات التي تساعد الإنسان في عبثية الصراع على البقاء , مثل قدرتنا على التفكير في المستقبل وتذكرنا لأشياء أو قرارات في منتهى الغباء إتخذناها في السابق , و التوقع لحدوث مصيبة متنيلة بـ 60 نيلة , جميع هذه المهارات تساهم في تعاسة الإنسان اللاسعيد , تماما مثل هذه اللاموسوعة الفكاهية من طيزي .

تم الإستنتاج في تجارب تمت إجرائها في مختبرات بيضيبيديا ان الإنسان فظيع في التنبأ بما يجعله سعيدا . للعديد منا أساطير وخرافات حول ما يجعل الإنسان سعيدا وكثير البركات , مثلا , الحفاظ على شيئ معين , مهنة كانت أم إنجازاً أم مجموعة من الدراهم أو مجموعة من الأطفال كفيل بأن تمنحنا سعادة مستمرة , لكن التجارب أثبتت حماقة هذه الفكرة , فمعظم البشر يعتقدون ان الثراء أحد أركان السعادة ولكن الخبير في شؤون السعادة الأسطة هشام الحرامي وجد بأن الأثرياء ليسوا أكثر سعادة عند مقارنتهم بالطبقة الوسطى من المجتمع . معظم البشر يعتقدون ان الشباب إذا عاد يوما , إما من خلال العمليات التجميلية او إختراع آلة الزمن فسنخبره بما فعل المشيب وهذا كفيل بأن يجعلهم سعداء ولكن التجارب أثبتت ان كبار السن , إن أخذنا عينات من تجاربهم الإنسانية اليومية , فسنجد فيها لحظات سعادة أكثر كمياً ونوعياً مقارنة بالشباب والمراهقين .

يتصور البعض ان إنجاب الأطفال وتربيتهم لكى يكونوا مواطنين صالحين في هذا الوطن اللاصالح سيجلب لهم السعادة , ولكن وبالرغم من حب الأبوين لفلذات أكبادهم فأن التجارب المستندة على قياس وتصنيف نوعية المزاج خلال اليوم الواحد للآباء والأمهات أظهرت بأن الأغلبية الساحقة من الآباء والأمهات ليسوا سعداء على الإطلاق عندما يتعاملون مع أمور العناية بالطفل الى مشاكلهم وتمردهم وهم في سن المراهقة بالمقارنة من ممارسة هواياتهم و إهتماماتهم الشخصية . ببساطة وعلى بلاطة , السعادة صعبة المنال أو على أحسن تقدير , من الصعب جدا ان نحافظ على السعادة . كشفت الأبحاث ان ميل الإنسان نحو السعادة مربوط بالبرمجيات الأساسية في دماغ الإنسان ربطاً شديداً ومحكما وكأنه مغار الفتل شدت بيذبل وإن لكل إنسان نقطة ضبط وراثية تحدد مستوى الخط الأساسي من السعادة الذي نعود اليه بعد الإنتهاء من التعامل والمعالجة مع الأحداث المفرحة جدا أو المحزنة جدا , ويسمى هذه الظاهرة في علم النفس بالـ Hedonic Treadmill الذي قررنا في بيضيبيديا ترجمته الى حلقة اللذة المُفرغة .

للمزيد | المقال المختار السابق | مقالات مختارة