الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:مقالة مختارة»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Alberto conversi profile pic.jpg|120px|left|]]
[[ملف:Musée du Louvre Darafsh (1818).jpg|left|100px]]
'''البطل''' مخلوق لا [[ولادة|يولد]] وحيداً بل يخلق ويترعرع في ظل جو عام [[اللعنة|تلعن]] فيه اللابطولة وعندما ينكح [[الشعب]] عن بكرة [[أب]]يه بكرة وأصيلا مما يؤدي الى ظهور بطل عن طريق إجتثاث الحشائش الضارة منه ، و[[حقيقة|حقائق]] سامة أخرى ك[[جبان|الجبن]] و[[تحميل أفلام سكس مجانا من الإنترنت|مشاهدة أفلام البورنو]] والتفاهة والنفاق و[[اللعب على الحبلين]] و[[كذاب|الكذب]] و[[عبد الفتاح السيسي|التبليح]] . البطولة نتاج لعوامل [[فكرة|فكرية]] واقتصادية و[[سياسة|سياسية]] مؤثرة في تشكيل ال[[مجتمع]] المفعول به الذي يلعب دورا بارزا في رسم ملامح البطولة وتأطير صورتها . يتواجد الأبطال بين [[الشعب|الشعوب]] التي تشعر بالانكسار والظلم و[[تجارة الرقيق عند العرب|العبودية]] التاريخية ، شعب ممزق من الداخل ، نفسيا واجتماعيا و[[الثقافة في الوطن العربي|ثقافيا]] ومصيريا آثر رغما عنه أن يكون قابعا في [[بيت]] الطاعة [[خروف|القطيعية]] التي ضربها حوله الأبطال الخالدون في طي [[عامل تنظيف|مزابل]] خواتيمهم المهلكة المكونة من شعب مبرمج في ال[[بكاء]] و[[السكوت]] و[[منسف|المناسف]].
'''[[مندس|المندس]]''' , [[أنا]] من عائلة كبيرة , تكاثرنا جيلاً بعد جيل بطرق محزنة حتى لا ننقرض وها نحن كثيرون جداً لدرجة أننا لا نعرف بعضنا البعض ولا نشبه بعضنا البعض . اليوم قتلت شخصاً في ساحة الإعتصام وعندما عدت لل[[بيت]] وجدت [[أب]]ي [[بكاء|يبكي]] , سألته : ماذا هناك يا أبي ؟ قال: غريب ما .. قتل أخاك في الشارع , أصابته طلقة لأن صوته أصاب عروش [[دكتاتور|الطغاة]] , آه كم كانت [[ولادة|ولادته]] عسيرة ، لكن قميصه المضرج بالدمِ أفضل ! لونه ضارب للسمرة اكثر من الحمرة، ارجواني مطعون بالبنفسج الكئيب ، كان مرحاً قبل يومين ، أقرانه في ساحة الإعتصام أشعلوا شمعة عرفتها من بين الشموع . المندس [[شخصيات|شخص]] ينتمي الى الفئات الأكثر هامشية و[[مراهقون|الأصغر سناً]] والأكثر بطالة بين الشباب كان قبل [[الثورة]] صغيراً حتى أن يذهب لل[[مقهى]] أو يتأخر ليلاً , طالت [[لحية|لحيته]] من وقوفه تحت الشمس من تموزَ الى تموز ، منذ [[ولادة|ولادته]] يبيع الماء أو يفرش بضاعته على [[الأرض]] ليصادرها [[شرطة|شرطي]] بأمر [[زعيم|الرئيس]] . يعيل خمسة أو سبعة أفراد ، ويحفظ جدول ضربه الذى أضيف عليه رصاص القناص , لم يرى [[دولار]]اً واحد ؛ أما المليار فرقم فلكي صعب لا يدركه , فشهور [[سرقة|السراق]] طوال والمال شحيح لا يكفي أما شهور الضيم على البؤساء فهو الأعرف بقسوتها.


[[مصطلحات|مصطلح]] البطل جاء من الإبطال والإزاحة والمحو السلبي ، فيقال بطل الشيء يبطل إبطالاً ، والبطل هو الشجاع الذي يبطل جراحته ولا يكترث لها ، ويقال [[الرجل|للرجل]] بطل وجمعها أبطال و[[المرأة|للمرأة]] بطلة ، ويقال أيضاً بطل الشيء بُطلاً وبطلاناً أي ذهب ضياعاً إذا لم يؤخذ له ثأر ولا دية . في [[العراق]] يستخدم مصطلح البطل كمرادف لقنيبة ال[[بيبسي]] الزجاجية التي كان يحشر في [[طيز]] [[معارضة|المعارض]] السياسي حشراً في عهد [[صدام حسين]] , بعد السقوط تم تبديله بالدريل [[كهرباء|الكهربائي]] لإحداث الثقوب في الجمجمة . يمكن العثور على الأبطال في مسلسلات [[رمضان]] حول تحرير القدس من اختراع مؤلفين [[عرب]] وبإشراف مال عربي حيث يصفق الجمهور طويلا للبطولة [[العربية]] الكاذبة لأن القدس تنتظر بطلا بمواصفات أقل من مواصفات هذا البطل فلو جمعنا أبطال الأكشن الرديئين في [[باب الحارة|الدراما العربية]] وأحضرنا مخرجا رديئا يحركهم وفلتناهم جميعا على حدود القدس لتحررت [[مدن|المدينة]] السليبة في نصف ساعة فقط لأن من مزايا بطل الأكشن العربي أنه لا ي[[موت]] أبدا وإذا مات فسيموت بعد أن ينجز المهمة . البطل لا يقهر ونحن مقهورون كل يوم ، في كل زاوية وفي كل خرم [[طيز]] مقهورون.
يساعد المندس على التحلل من عبء المسؤولية [[الوطن]]ية و[[الأخلاق]]ية من خلال تحميله وزر التخريب وال[[فوضى]] والدمار . لا [[هوية]] واضحة ومعلنة له , يتغلغل في الحشود . شخص [[عصب|غاضب]] ويائس ومستضعف مثخن بالإحباط واليأس والقنوط لا يجد إلا أن يعبر عن مرامه بالإحتجاج وإن كان مرفوضاً ومستهجناً من قبل الأكثرية القانعة والمستريحة . المندس شخص سأم الوعود وعمل اللجان الحكومية وانتظار نتائج الاجتماعات الموسعة على مستوى الرئاسات ورؤساء الكتل [[سياسة|السياسية]]. لم يعد بإستطاعته الصبر على مشروعات قوانين تعد بالخير الوفير في زمن ومكان يضيق بقاطنيه . لا يتقن على الأغلب [[أدبيات|أدب]] كتابة البيانات [[الثورة|الثورية]] المفوهة أو الخطابات المعبرة ببلاغة عن معاناته لكنه يمثل ذروة ما ينبغي الاستماع إليه والصبر على غضبته.


يخرج البطل من [[كس أمك|مهبل]] كيان إنساني مُهمش في حاضرة [[الإنسان]]ية المعاصرة ، طواه بطش العزلة وعاث به الأقوياء بلا رحمة وترك [[السجن|مسجونا]] في أقفاص [[كهرباء|مظلمة]] من الكفاح اليومي المرير وراء القوت والخبز والوقود و[[كذاب|أكاذيب]] النضال المزيف . سُحقت [[وطن|أوطان]] وتلاشت شواهدها وحدودها بفعل ذلك [[مركوب جني|الجنون]] الذي يتلبس روح الأبطال الذين اصطنعوا شرعية بقائهم في [[السلطة]] عبر الكم الأسطوري من طأطأة الجماهير والتقعر الأيدلوجي للنخب التي تدعي الأصالة و[[الوطن]]ية وتفرض على وجودنا هبلاً مسطولاً متطفلاً على دفاترنا و[[قراءة]] أطفالنا في [[مدرسة|مدارس]] الابتدائية، وأجبرتنا على السجود للبطل بكل [[مسجد|المآذن]] والتسابيح و[[خطبة الجمعة|خطب الجمعة]]، ونهض بهذا الإفتراء علماء [[دين]] وشيوخ انتهازيون من اجل تبييض [[كهرباء|السواد]] الذي يكسو جباه بطل الشعب [[العرب]]ي في موسم [[الربيع العربي|ربيع عربي]] بلا منجل ولا حاصد ولا محصول .
في كل اضطرابات تشهدها [[دول عربية|الدول العربية]] هناك اتهام جاهز تطلقه الأنظمة وعليه تبرر [[قمع]]ها للمحتجين , التهمة الجاهزة هي وجود مندسين بين جموع المحتجين ، وهؤلاء المندسون أصحاب أجندات خاصة تتلقى [[تعليم]]اتها لتنفيذ مؤامرة تحاك من أعداء البلد في الخارج ، المندسون هم من شوهوا مطالب شباب [[تونس]] ، وهم من خرب وحرق وقتل ودمر , هذا ما قاله الرئيس المخلوع [[زين العابدين بن علي]] ونفس الشيء قاله الرئيس المخلوع [[حسني مبارك]] . ونفس الشيء قاله ملك الملوك وعميد الحكام [[العرب]] وأمير المؤمنين [[معمر القذافي]] . كما قاله الرئيس [[اليمن]]ي و[[سوريا|السوري]] و[[البحرين]]ي، وهو ما يقوله كل رئيس [[عرب]]ي إذا ما ثار [[شعب]]ه مطالبا بحقوقه [[سرقة|المسروقة]].

البطل لايخضع سوى لإرادته التي تعمل وفق منطقها الخاص كما قام البطل [[صدام حسين]] باعدام رفاقه من قيادة [[حزب البعث|حزب البعص]] بمجرد الاختلاف في الرأي الذي أفسد في الود قضية او الاشتباه بالخيانة , وكما قام البطل [[جمال عبدالناصر]] في غرفة مغلقة مع محمد حسنين هيكل بكتابة خطاب التنحي بعد النكسة بمنتهي [[غباء|الذكاء]] الخارق. الخطاب لم يكن مجرد خطاب [[مغازلة|عاطفي]] ، بل خطاب ذو لهجة منضبطة وأهداف معينة, تكلم ناصر كأنه لاحرج عليه ولا مسؤولية ولا محاسبة، ولكنه كبطل سيذهب وسط [[الشعب|الجماهير]] ليناضل معهم . لم يذكر التنحي سوى في آخر الخطاب. لم يكن أحد يمتلك حلا لأي شيء، وطرح البطل الحل الوحيد الممكن في خطاب التنحي . الحل هو أنه سيتنحى، ولكن على [[الشعب]] [[ممنوع|منعي]] من ذلك , فخرجت التظاهرات من كل حدب وصوب تطالب البطل بإنقاذ [[شعب]]ه, شعبه الذي لا يستطيع أخذ رد فعل ناحية الهزيمة سوى [[انتظار]] مسبب الهزيمة.


المندس هو [[مجهول|شخص]] أو عدة أشخاص يتسللون إلى داخل [[الشعب|مجموعة كبيرة من الناس]] ، وهذا المندس لا يشارك المجموعة همومها ولا أحلامها وطموحاتها، ويعمل المندس على إضعاف الروح المعنوية للمجموعة ، وبث روح [[طائفية|الفرقة]] ، ويتعاون المندس مع جهات [[الأجنبي|خارجية]] ليست على وفاق مع الجهة التي اندس فيها ، وغالبا ما تكون المصالح المادية دافعا للمندس ، وأحيانا يكون دافعه الكره . من هذا التعريف اللغوي للمندس لا نرى فئة في [[الوطن العربي|العالم العربي]] ينطبق عليها هذا الوصف أكثر من الأنظمة الحاكمة وحاشيتها . فالأنظمة [[العربية]] انفصلت عن شعوبها حتى أصبحت قلة معزولة مقابل سواد أعظم هو [[الشعب]] ، كما أن الأنظمة [[العرب]]ية لا تشارك شعوبها همومها ولا آمالها وتطلعاتها ولا أحلامها وطموحاتها ؛ فالأنظمة العربية في واد وشعوبها في واد ، هي وزبانيتها ترفل بالنعمة ، وتتلفح بالحرير بينما شعوبها ترزح تحت خط [[فقراء|الفقر]] والبطالة
<div style="font-size .:08em;text-align:center;paddin
<div style="font-size .:08em;text-align:center;paddin
g:10px;">
g:10px;">
[[مندس|للمزيد]] | [[ثورة|المقال المختار السابق]] | [[مقالات مختارة]]
[[بطل|للمزيد]] | [[مندس|المقال المختار السابق]] | [[مقالات مختارة]]
</div>
</div>
[[تصنيف:قوالب]]
[[تصنيف:قوالب]]

مراجعة 01:29، 26 يناير 2020

البطل مخلوق لا يولد وحيداً بل يخلق ويترعرع في ظل جو عام تلعن فيه اللابطولة وعندما ينكح الشعب عن بكرة أبيه بكرة وأصيلا مما يؤدي الى ظهور بطل عن طريق إجتثاث الحشائش الضارة منه ، وحقائق سامة أخرى كالجبن ومشاهدة أفلام البورنو والتفاهة والنفاق واللعب على الحبلين والكذب والتبليح . البطولة نتاج لعوامل فكرية واقتصادية وسياسية مؤثرة في تشكيل المجتمع المفعول به الذي يلعب دورا بارزا في رسم ملامح البطولة وتأطير صورتها . يتواجد الأبطال بين الشعوب التي تشعر بالانكسار والظلم والعبودية التاريخية ، شعب ممزق من الداخل ، نفسيا واجتماعيا وثقافيا ومصيريا آثر رغما عنه أن يكون قابعا في بيت الطاعة القطيعية التي ضربها حوله الأبطال الخالدون في طي مزابل خواتيمهم المهلكة المكونة من شعب مبرمج في البكاء والسكوت والمناسف.

مصطلح البطل جاء من الإبطال والإزاحة والمحو السلبي ، فيقال بطل الشيء يبطل إبطالاً ، والبطل هو الشجاع الذي يبطل جراحته ولا يكترث لها ، ويقال للرجل بطل وجمعها أبطال وللمرأة بطلة ، ويقال أيضاً بطل الشيء بُطلاً وبطلاناً أي ذهب ضياعاً إذا لم يؤخذ له ثأر ولا دية . في العراق يستخدم مصطلح البطل كمرادف لقنيبة البيبسي الزجاجية التي كان يحشر في طيز المعارض السياسي حشراً في عهد صدام حسين , بعد السقوط تم تبديله بالدريل الكهربائي لإحداث الثقوب في الجمجمة . يمكن العثور على الأبطال في مسلسلات رمضان حول تحرير القدس من اختراع مؤلفين عرب وبإشراف مال عربي حيث يصفق الجمهور طويلا للبطولة العربية الكاذبة لأن القدس تنتظر بطلا بمواصفات أقل من مواصفات هذا البطل فلو جمعنا أبطال الأكشن الرديئين في الدراما العربية وأحضرنا مخرجا رديئا يحركهم وفلتناهم جميعا على حدود القدس لتحررت المدينة السليبة في نصف ساعة فقط لأن من مزايا بطل الأكشن العربي أنه لا يموت أبدا وإذا مات فسيموت بعد أن ينجز المهمة . البطل لا يقهر ونحن مقهورون كل يوم ، في كل زاوية وفي كل خرم طيز مقهورون.

يخرج البطل من مهبل كيان إنساني مُهمش في حاضرة الإنسانية المعاصرة ، طواه بطش العزلة وعاث به الأقوياء بلا رحمة وترك مسجونا في أقفاص مظلمة من الكفاح اليومي المرير وراء القوت والخبز والوقود وأكاذيب النضال المزيف . سُحقت أوطان وتلاشت شواهدها وحدودها بفعل ذلك الجنون الذي يتلبس روح الأبطال الذين اصطنعوا شرعية بقائهم في السلطة عبر الكم الأسطوري من طأطأة الجماهير والتقعر الأيدلوجي للنخب التي تدعي الأصالة والوطنية وتفرض على وجودنا هبلاً مسطولاً متطفلاً على دفاترنا وقراءة أطفالنا في مدارس الابتدائية، وأجبرتنا على السجود للبطل بكل المآذن والتسابيح وخطب الجمعة، ونهض بهذا الإفتراء علماء دين وشيوخ انتهازيون من اجل تبييض السواد الذي يكسو جباه بطل الشعب العربي في موسم ربيع عربي بلا منجل ولا حاصد ولا محصول .

البطل لايخضع سوى لإرادته التي تعمل وفق منطقها الخاص كما قام البطل صدام حسين باعدام رفاقه من قيادة حزب البعص بمجرد الاختلاف في الرأي الذي أفسد في الود قضية او الاشتباه بالخيانة , وكما قام البطل جمال عبدالناصر في غرفة مغلقة مع محمد حسنين هيكل بكتابة خطاب التنحي بعد النكسة بمنتهي الذكاء الخارق. الخطاب لم يكن مجرد خطاب عاطفي ، بل خطاب ذو لهجة منضبطة وأهداف معينة, تكلم ناصر كأنه لاحرج عليه ولا مسؤولية ولا محاسبة، ولكنه كبطل سيذهب وسط الجماهير ليناضل معهم . لم يذكر التنحي سوى في آخر الخطاب. لم يكن أحد يمتلك حلا لأي شيء، وطرح البطل الحل الوحيد الممكن في خطاب التنحي . الحل هو أنه سيتنحى، ولكن على الشعب منعي من ذلك , فخرجت التظاهرات من كل حدب وصوب تطالب البطل بإنقاذ شعبه, شعبه الذي لا يستطيع أخذ رد فعل ناحية الهزيمة سوى انتظار مسبب الهزيمة.

للمزيد | المقال المختار السابق | مقالات مختارة