الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فرج فودة»

أُضيف 2 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب''''فرج فوده''' (1945 - 1992) مفكر مصري تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في القاهرة. كان مثل أبط...')
 
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''فرج فوده''' (1945 - 1992) مفكر [[مصر]]ي تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في [[القاهرة]]. كان مثل أبطال التراجيديا [[اليونان]]ية مساقاً إلى [[الموت|قدره المحتوم]] الذى لا مفر منه، وكان أيضاً مثلهم فى درجة معرفته بهذا القدر ولكن الذى لم يكن يعرفه أو يتوقعه فرج فوده أن حيثيات حكم إعدامه ستصدر عن [[رجال دين|رجل دين]] يحمل شهادة [[الأزهر]] ، وأن مبررات اغتياله سيقدمها [[الرجل|رجل]] يشغل منصب رئيس قسم الدعوة بالأزهر . فرج فوده راهن وخسر الرهان، راهن على إمكانية [[الحوار]] مع هؤلاء من أمثال الدكتور عبد الغفار عزيز وراهن على أنه يوجد فرق بين هؤلاء وبين من أسماهم المتطرفين مع أن مثل هؤلاء الأساتذة الأجلاء ما هم إلا وجه العملة الأخرى الذين يقدمون الدعم النظرى للقسم الثانى، والذى ما عليه إلا أن ينفذ ويضغط على الزناد، وهو فى منتهى راحة [[الضمير]] تسانده ال[[فتوى]] المطبوخة بأيدى أمهر الفقهاء حاملى أختام باسبورتات [[الجنة|الفردوس]] وموزعى صكوك الغفران وحماة حمى الكهنوت ب[[إسإسم]]م التخصص .
 
'''التهمة الأولى''' هى أخطر هذه التهم وأكثرها مداعبة لعواطف المسلمين وهى رفض فرج فودة لتطبيق الشريعة [[الإسلام]]ية عموما والهجوم على التجارب الإسلامية المعاصرة وخاصة [[السودان]] . أن أعظم ما فعله فرج فوده هو أنه قد أعلن هذا الرفض بدون أن يعقبه بكلمة ولكن كما يقول أغلب [[المثقف]]ين المنافقين لهذا التيار دون أن يذيله بعبارات مثل نحن نوافق على تطبيق الشريعة ولكن خطوة خطوه أو [[الانتظار|فلننتظر]] قليلا حتى ينصلح ال[[مجتمع]] إلى أخر، هذه العبارات التى تقال لكسب ود هذه التيارات الجاهلية ودرء خطرهم من باب أبعد عن الشر وغنى له . أى شريعة إسلامية تريد تطبيقها شيخنا العزيز ؟ .. هل هى شريعة [[محمد بن سلمان]] أم [[إيران]] أم تراها شريعة نميرى [[السودان]] والتى هاجمت فرج فودة حين أعلن رفضه لهذه التجربة فى حين أيدتموها جميعا، بداية من الشيخ الغزالى حتى الشيخ كشك مرورا ب[[يوسف القرضاوىالقرضاوي]] والتلمسانى .
 
لننظر بسرعة إلى هذه التجربة المضيئة والتى تحدث عنها كل هؤلاء بإعجاب وافتخار.طبعا فى البداية نصب النميرى نفسه [[إمام]]اً وعدل مواد [[الدستور]] لكى تتسق مع تجربته العظيمة، وكانت أول مادة فيه مبايعة الامام مدى ال[[حياة]]، واختياره لخليفته بكتاب مختوم ،ومن مواده أيضاً لا تجوز مساءلة أو نقض بيعة الإمام وإعتبارها خيانة عظمى والامام هو الذى يشكل المحاكم الاستثنائية، مع حرمان المتهم من الاستئناف إلى آخر هذه الم[[ضحك]]ات [[بكاء|المبكيات]]، وطبعا تم التهليل لقطع الأيدى والرجم، أما الجوع الذى عض بأنيابه [[شعب]] [[السودان]] فإنه كان فى رأى مؤيدى التجربة مجرد اختبار يبتلى به المؤمن لامتحان صدق عقيدته واقتناعه بتطبيق الشريعة .
سطر 11:
ويمضى فرج فوده فى شرح كيف هو مستحيل التطبيق فوجود أربعة شهود عدول يرون الفعل رأى الرشاة فى البئر و الميل فى المكحلة هو حلم من الأحلام فى وقتنا الحاضر لا يتم إلا فى [[تحميل أفلام سكس مجانا من الإنترنت|أفلام البورنو]] , ويتحدى فرج فودة هؤلاء المتشدقين بتطبيق الشريعة ان يبحثوا فى ملفات قضايا الزنا من نصف قرن حتى الآن وان يعطوه مثالا واحدا لقضية يطبق فيها الحد , والسؤال هنا من الذى يطالب بالعقوبة، طالب المستحيل، أم طالب تنفيذ القوانين الوضعية الحالية والتى تثبت الزنا حتى بالمكاتيب، والتى أعدمت ثلاثة من الشبان فى حادثة [[اغتصاب]] بالرغم من تقرير [[الطبيب]] الشرعى الذى أثبت بكارتها .
 
'''التهمة الثالثة''' إباحة الخمر وان فرج فوده يبيح صناعة وشرب [[عرق|الخمور]] ، وطبعا هذا ليتخيل [[قراءة|القارئ]] مفكراً سكيراً لا يترك الزجاجة من يده والقنينة من جيبه ، وبالطبع لن يستطيع الشاب المسلم اخذ كلامه مأخذ الجد وسيأخذونه على انه مجرد [[ما بعد الحداثة|هذيان]] سكارى، ورأى الدكتور فرج فوده فى ان عقوبة الخمر ليست أحد الحدود كما يقولون وهو يشارك الشيخ شلتوت فى قوله بأنه عقوبة تعزيزيه (ص111 الحقيقة الغائبة) .وبالطبع لو كان شيخ [[الأزهر] ] يحيا فى عصر أبو حنيفة لأفتى بتكفيره ايضا كما فعل مع فرج فوده الذى لم يصل إلى نصف ما وصل إليه أبو حنيفة فى رأيه عن [[عرق|الخمر]] ، والتى [[حلال|حلل]] منها نبيذ التمر والزبيب ونبيذ العسل والتين مشاركاً فى ذلك [[صحابة|الصحابى]] عبد الله بن مسعود ، وبالطبع كان عدم وجود ذلك الشيخ الأزهري فى ذلك الوقت من سوء حظنا ومن حسن حظ الإمام أبو حنيفة .
 
'''التهمة الرابعة''' : سب [[الصحابة]] ولذلك يجب ان يعاقب لأنه لم يمتثل لأمر [[محمد|النبى]] فى قوله "لا تسبوا أصحابى" والواقع ان هذا الخلط نتج عن تصور ان الصحابى المت[[دين]] هو الصحابى [[سياسة|السياسى]]، وأنه فى الموقفين شخص واحد علينا توقيره وإجلاله وعدم [[معارضة|معارضته]] وهذا خلط بين ووهم متفش بين كل من يتعرضون لمثل هذه الأمور فلم يعترض أحد وأولهم فرج فوده على إيمان وتقوى وتدين هؤلاء [[الصحابة]]، ولكن الاعتراض عليهم عندما مارسوا ال[[سياسة]] وانغمسوا فيها وبدأت حرب حماية المصالح واستحواذ المغانم. ونتساءل عمن كان قاسياً على الصحابة ؟ فرج فوده أم السيدة عائشة التى قالت عن [[عثمان بن عفان]] ذى النورين : اقتلوا نعثلاً [[اللعنة|لعن]] الله نعثلاً"
سطر 17:
ا'''التهمة الخامسة''' : فرج فوده من أهم أسباب الفتنة [[الطائفية]] , من يقرأ هذه الكلمات لابد له ان يتصور ان فرج فوده كان صاحب اعلى السلطات فى [[مصر]]، بل يتصور انه مدير الـ CIA إلى يستطع وحده ان يحرك خيوط مؤامرة الفتنة [[الطائفية]] حتى استحق اللقب الذى أطلق عليه وهو "الأنبا فرج" ' الفرق بين فرج فودة وبين الشيوخ [[حمار|الحمير]] إنه اقترب من منطقة الألغام لينزع الفتيل ، أما هم فقد اقتربوا ليضعوا البنزين على النار حتى تحرق الأخضر واليابس , الفرق بينه وبينهم أنه ي إعتبر [[أقباط|القبطى]] [[مواطن]]اً له كافة حقوق المواطنة ، أما هم فيعتبرونه عظمة زرقاء تفرض عليها [[الجزية]] ، و[[ممنوع|تمنعه]] من تولية [[موظف|الوظائف]] العليا .
 
'''التهمة السادسة''' : [[العلمانية]] وهى تهمة ينطبق عليها القول بأنها تهمة لا أنكرها و[[شرف]] لا أدعيه وتذكرنا هذه التهمة بموقف فى فيلم البداية لصلاح أبو سيف عندما أقنع جميل راتب رجل الأعمال سكان الواحة أن [[أحمد زكىزكي]] رجل [[ديمقراطيديمقراطية|ديمقراطىديمقراطي]] وبدأ الكل يتعامل معه على انه شخص مجذوم والمفروض ان يبتعد الجميع عنه "ده ديمقراطى يعنى ما يعرفش ربنا" . وكذلك فالعلمانى كافر و[[العلمانية]] يعنى اللادينية . ان هذا ما هو إلا محض [[كذاب|كذب]] وافتراء ولنعد إلى اصلها اللغوى Secularism مشتقة من كلمة لاتينية وهىsaeculum بمعنى القرن ولو شئنا الدقة الكاملة لكانت الترجمة الصحيحة للكلمة هى الزمانية، أى التى ترتبط بالأمور الزمنية، أى بما يحدث فى هذا [[العالم]] وعلى هذه [[الأرض]]، فى مقابل الأمور الروحانية التى تتعلق أساسا بالعالم الآخر، إذن فالعلمانية لا تعنى من قريب أو بعيد اللادينية على إطلاقها ولكنها تقصر التنظيم السياسى لل[[مجتمع]] على اجتهادات البشر دون ان يكون لفئة منهم الحق فى الزعم بان هذه وجهة نظر السماء .
 
هذه هى أهم التهم التى وجهت الى فرج فوده والتى استخلص منها أنه [[كافر]] خارج عن ملة [[الإسلام]] حسب كتابات [[إبن تيمية]] وآراء شيوخ [[الأزهر|أزهريين]] ممن لم ينسو أن يستنكروا ويشجبوا القتل , فالقتل بأيدى المتطرفين فقط هو المستنكر عندهم، فقد كانوا يتمنون أن تكون الدولة هى التى تتولى محاكمته وأن تدينه بإعتباره من عتاة المتطرفين وتقيم عليه الحكم الشرعى الذى يستحقه, أى ان الإعتراض فقط على ان القتل لم يكن على الطريقة الشرعية!! أى ان شيخ [[الأزهر]] ظل يكفر ويكفر وهو يعرف تماما ان التكفير إعدام مؤجل لحين توافر الإمكانات والشروط، أى لحين توافر من اقتنع ونفذ وأطلق الرصاص ولكن وهو يعرف تماما ان من منحه ال[[فتوى]] منحه معها راحة [[الضمير]]، وبعدها هل يحق لنا ان نتساءل بكل براءة وبعد كل هذه السنوات من هو القاتل الحقيقى لفرج فودة ؟!.
326

تعديل