صفاء السراي

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

صفاء السراي (1993 - 2019) شاعر عراقي سقط شهيدا أتناء ثورة تشرين 2019 مثله مثل العشرات من الشباب والثوار في العراق على أيدي قوات الأمن قرب جسر الجمهورية، وسط العاصمة بغداد. أصيب صفاء السراي بقذيفة غاز في رأسه بشكل مباشر . شيَعه الآلاف ، في ساحة التحرير ، تلبيةً لرغبته، حيث كان قد أوصى أن يطاف به حول نصب التحرير . تقدمت عربات التكتك التي أصبحت أيقونة احتجاجات تشرين في العراق، مسيرة تشييع ابن ثنوة كما لقب صفاء السراي نفسه نسبة إلى والدته، فيما استمرت صرخات أصدقائه تلاحق سيارة الكوستر التي حملت النعش ، تتعهد بـاستمرار الاحتجاجات والمطالبة بدماء السراي ورفاقه الذين قتلوا ، منذ مطلع تشرين الأول 2019 .

صفاء السراي واحد من الشهداء الذين بلغوا نحو 4 آلاف قتيل وجريح منذ انطلاق ثورة تشرين 2019 ، يوم الجمعة 25 أكتوبر . وُلد عام 1993 لعائلة بغدادية ، سكنت مناطق جميلة والشعب، تخرّج من الجامعة التكنولوجية، وخلال سنوات الدراسة، عمل في سوق جميلة حمّالًا، أكمل دراسته دون أي سنة رسوب، وتخرج مبرمجًا من قسم علوم الحاسبات في الجامعة التكنولوجية، وبعد التخرّج، عمل في كتابة العرائض (عرضحالجي) أمام إحدى مديريات المرور. كتب صفاء السراي الشعر الشعبي والفصيح على نطاق ضيق، وفي الشعر، كان يُبدي إعجابًا بالشاعر مظفر النواب.

توفي صفاء السراي عند منتصف الليل، ووصل جثمانه إلى ساحة التحرير بعد أذان الفجر، رغم سريان حظر التجوال، وطاف به أصدقاؤه تحت نصب الحرية الذي يتوسط الساحة، والذي تحوّل إلى رمز للاحتجاجات العراقية. ورغم صعوبة الرؤية في ساحة التحرير خلال ساعات الفجر الأولى، أنارت أضواء عجلات التوك توك ، مسير موكب تشييع السراي، وتحولت تلك العجلات أيضاً إلى إحدى رموز الاحتجاجات ، والتي عبّرت عن الشريحة الاجتماعية للمحتجين في التظاهرات التي واجهت أعنف حملة تسقيط سياسي وإعلامي منذ ما قبل انطلاقها ، شملت مختلف اتهامات التخوين، حيث تحدث زعماء ميليشيات ونشطت مؤسسات إعلامية في نسج الاتهامات المختلفة ضد الحراك. لكن أفواج التكاتك واصلت تعزيز صورة وهوية شريحة المحتجين الأكثر فقراً . حملت جثمان السراي سيارة نقل جماعي (كوستر)، وتقدم التشييع عجلات التوك توك فيما هتف المشيّعون باسم “ثنوة” والدة صفاء بعبارات ابنك رافع راسه يا ثنوة.