الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دانيال دي لويس»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Daniel_Day_Lewis_26_May_2013.jpg|left|180px|]]
[[صورة:Daniel_Day_Lewis_26_May_2013.jpg|left|180px|]]
'''دانيال دي لويس''' (بالإنجليزية: Daniel Day-Lewis) (1957) ممثل [[بريطانيا|إنجليزي]] سابق , إعتزل التمثيل , يعتبر أحد أفضل الممثلين في [[تاريخ]] ال[[سينما]] البريطانية و[[العالم]]ية . كان يستنزف ذاته في أدواره ليصبح داخل الشخصية التي يؤديها . كان دائم الهرب من الأضواء ، التي لم يكن يشعر تحتها بالارتياح . عندما مثل دور هاملت تحول الى هاملت على خشبة المسرح . حين ظهر له شبح الملك المغدور في مسرحية شكسبير، كان الشبح طيف [[الأب|والده]] الحقيقي [[الشعر|الشاعر]] سيسيل داي لويس [[الموت|المتوفي]] منذ العام 1972 ، كان يظهر كل ليلة عرض ضمن مشاهد الشبح ، فيتحادث دانيال ووالده من خلال النص . هو كهاملت ووالده كالملك .
'''دانيال دي لويس''' (بالإنجليزية: Daniel Day-Lewis) (1957) ممثل [[بريطانيا|إنجليزي]] سابق , إعتزل التمثيل , يعتبر أحد أفضل الممثلين في [[تاريخ]] ال[[سينما]] البريطانية و[[العالم]]ية . كان يستنزف ذاته في أدواره ليصبح داخل الشخصية التي يؤديها . كان دائم الهرب من الأضواء ، التي لم يكن يشعر تحتها بالارتياح . عندما مثل دور هاملت تحول الى هاملت على خشبة المسرح . حين ظهر له شبح الملك المغدور في مسرحية شكسبير، كان الشبح طيف [[الأب|والده]] الحقيقي [[الشعر|الشاعر]] سيسيل داي لويس [[الموت|المتوفي]] منذ العام 1972 ، كان يظهر كل ليلة عرض ضمن مشاهد الشبح ، فيتحادث دانيال و[[الأب|والده]] من خلال النص . هو كهاملت ووالده كالملك .


دانيال كان , في كل دور مثله , يتمسك بالنص كمن يحتضن حطام [[تيتانيك|سفينة]] للنجاة . في فيلم '''قدمي اليسرى''' (1989) مثل دور [[فنون|فنان]] مشلول من كل جسده سوى قدمه اليسرى . حصل على [[الأوسكار]] لأنه أمضى شهورا في مستشفى لدراسة [[الأطفال]] المقعدين . توالت الأدوار البطولية عليه وتكثف تجارب دانيال داي لويس في الغياب عن ذاته والإنغماس في ذات الشخصيات التي يلعبها . من طرق الصيد البدائية إلى بناء [[بيت|المنازل]] والسفن ، رمي السكاكين و[[مايك تايسون|الملاكمة]] ، تشغيل آلات تنقيب [[النفط]] واللغات المحكية من اللكنات الإنكليزية و[[أمريكا|الأميركية]] حتّى التشيكية. وضع نفسه في ظروف مشابهة للشخصيات ، من النوم في زنزانة إلى الطلب من [[الشرطة]] التحقيق معه بعنف ومن العاملين على الفيلم بإذلاله ورمي المياه الباردة عليه . أكثر ما كان يشغله , التفاصيل الدقيقة حول عتاد وثياب الشخصية كالسكين، القبعة والمعطف .
دانيال كان , في كل دور مثله , يتمسك بالنص كمن يحتضن حطام [[تيتانيك|سفينة]] للنجاة . في فيلم '''قدمي اليسرى''' (1989) مثل دور [[فنون|فنان]] مشلول من كل جسده سوى قدمه اليسرى . حصل على [[الأوسكار]] لأنه أمضى شهورا في مستشفى لدراسة [[الأطفال]] المقعدين . توالت الأدوار البطولية عليه وتكثف تجارب دانيال داي لويس في الغياب عن ذاته والإنغماس في ذات الشخصيات التي يلعبها . من طرق الصيد البدائية إلى بناء [[بيت|المنازل]] والسفن ، رمي السكاكين و[[مايك تايسون|الملاكمة]] ، تشغيل آلات تنقيب [[النفط]] واللغات المحكية من اللكنات الإنجليزية و[[أمريكا|الأميركية]] حتّى التشيكية . وضع نفسه في ظروف مشابهة للشخصيات ، من النوم في زنزانة إلى الطلب من [[الشرطة]] التحقيق معه بعنف ومن العاملين على الفيلم بإذلاله ورمي المياه الباردة عليه . أكثر ما كان يشغله , التفاصيل الدقيقة حول عتاد وثياب الشخصية كالسكين ، القبعة والمعطف .


الغياب الذي نشده داي لويس لم يكن إنغماساً بالكامل داخل الشخصية الممثلة لكي يفقد نفسه ، بل كان تجوالاً في المنطقة الحدية بينه وبينها. حين دخل إلى [[عالم]] الشخصية كان يدخل بجسدٍ مشغولٍ بها، بما تقوم به وما تعتاش له وعليه لكي يهيم بجسده المتعب داخلها ، حينها ينتهي الصراع بينهما ويتلاحم الإثنان في غيابهما . كان يبدأ بالتحضير قبل فترة طويلة من [[الأعور الدجال|التصوير]] لكي يكون داخل تلك المنطقة الحدية حين يبدأ العمل أمام الكاميرا. حرفته [[حقيقة|الحقيقية]] كان الانشغال بالزمن و[[الانتظار]] ، أمور تعلمها من الحرف اليدوية التي شغلته طول [[حياة|حياته]]: النجارة، صنع [[حذاء|الأحذية]] وصيد السمك . في كلِ مرة لبس فيها شخصية , أصبحت واقعاً متكاملاً . ولمدة أشهر لم يكن من الممكن التواصل مع داي لويس ، بل فقط مع الشخصية المجسدة . كان في ذلك دعوة من داي لويس لكل فريق عمل الفيلم للرحيل إلى [[واقعية|واقع]] آخر يحمله هو بجسده . ربما لذلك كان دائماً حريصاً على إيجاد معطف للشخصية، لكي يضعه على كتفيه ويحمي به هذا الواقع.
الغياب الذي نشده داي لويس لم يكن إنغماساً بالكامل داخل الشخصية الممثلة لكي يفقد نفسه ، بل كان تجوالاً في المنطقة الحدية بينه وبينها. حين دخل إلى [[عالم]] الشخصية كان يدخل بجسدٍ مشغولٍ بها، بما تقوم به وما تعتاش له وعليه لكي يهيم بجسده المتعب داخلها ، حينها ينتهي الصراع بينهما ويتلاحم الإثنان في غيابهما . كان يبدأ بالتحضير قبل فترة طويلة من [[الأعور الدجال|التصوير]] لكي يكون داخل تلك المنطقة الحدية حين يبدأ العمل أمام الكاميرا. حرفته [[حقيقة|الحقيقية]] كان الانشغال بالزمن و[[الانتظار]] ، أمور تعلمها من الحرف اليدوية التي شغلته طول [[حياة|حياته]]: النجارة، صنع [[حذاء|الأحذية]] وصيد السمك . في كلِ مرة لبس فيها شخصية , أصبحت واقعاً متكاملاً . ولمدة أشهر لم يكن من الممكن التواصل مع داي لويس ، بل فقط مع الشخصية المجسدة . كان في ذلك دعوة من داي لويس لكل فريق عمل الفيلم للرحيل إلى [[واقعية|واقع]] آخر يحمله هو بجسده . ربما لذلك كان دائماً حريصاً على إيجاد معطف للشخصية، لكي يضعه على كتفيه ويحمي به هذا الواقع.

مراجعة 16:54، 13 ديسمبر 2019

دانيال دي لويس (بالإنجليزية: Daniel Day-Lewis) (1957) ممثل إنجليزي سابق , إعتزل التمثيل , يعتبر أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما البريطانية والعالمية . كان يستنزف ذاته في أدواره ليصبح داخل الشخصية التي يؤديها . كان دائم الهرب من الأضواء ، التي لم يكن يشعر تحتها بالارتياح . عندما مثل دور هاملت تحول الى هاملت على خشبة المسرح . حين ظهر له شبح الملك المغدور في مسرحية شكسبير، كان الشبح طيف والده الحقيقي الشاعر سيسيل داي لويس المتوفي منذ العام 1972 ، كان يظهر كل ليلة عرض ضمن مشاهد الشبح ، فيتحادث دانيال ووالده من خلال النص . هو كهاملت ووالده كالملك .

دانيال كان , في كل دور مثله , يتمسك بالنص كمن يحتضن حطام سفينة للنجاة . في فيلم قدمي اليسرى (1989) مثل دور فنان مشلول من كل جسده سوى قدمه اليسرى . حصل على الأوسكار لأنه أمضى شهورا في مستشفى لدراسة الأطفال المقعدين . توالت الأدوار البطولية عليه وتكثف تجارب دانيال داي لويس في الغياب عن ذاته والإنغماس في ذات الشخصيات التي يلعبها . من طرق الصيد البدائية إلى بناء المنازل والسفن ، رمي السكاكين والملاكمة ، تشغيل آلات تنقيب النفط واللغات المحكية من اللكنات الإنجليزية والأميركية حتّى التشيكية . وضع نفسه في ظروف مشابهة للشخصيات ، من النوم في زنزانة إلى الطلب من الشرطة التحقيق معه بعنف ومن العاملين على الفيلم بإذلاله ورمي المياه الباردة عليه . أكثر ما كان يشغله , التفاصيل الدقيقة حول عتاد وثياب الشخصية كالسكين ، القبعة والمعطف .

الغياب الذي نشده داي لويس لم يكن إنغماساً بالكامل داخل الشخصية الممثلة لكي يفقد نفسه ، بل كان تجوالاً في المنطقة الحدية بينه وبينها. حين دخل إلى عالم الشخصية كان يدخل بجسدٍ مشغولٍ بها، بما تقوم به وما تعتاش له وعليه لكي يهيم بجسده المتعب داخلها ، حينها ينتهي الصراع بينهما ويتلاحم الإثنان في غيابهما . كان يبدأ بالتحضير قبل فترة طويلة من التصوير لكي يكون داخل تلك المنطقة الحدية حين يبدأ العمل أمام الكاميرا. حرفته الحقيقية كان الانشغال بالزمن والانتظار ، أمور تعلمها من الحرف اليدوية التي شغلته طول حياته: النجارة، صنع الأحذية وصيد السمك . في كلِ مرة لبس فيها شخصية , أصبحت واقعاً متكاملاً . ولمدة أشهر لم يكن من الممكن التواصل مع داي لويس ، بل فقط مع الشخصية المجسدة . كان في ذلك دعوة من داي لويس لكل فريق عمل الفيلم للرحيل إلى واقع آخر يحمله هو بجسده . ربما لذلك كان دائماً حريصاً على إيجاد معطف للشخصية، لكي يضعه على كتفيه ويحمي به هذا الواقع.

حين كان ينتهي داي لويس من تصوير فيلم ، كان يلزمه وقت طويل للخروج من هالة لقائه مع الشخصية المتخيلة . يخرج منها متعباً كمن يخرج من البحر ناجياً. ربما لذلك أعلن اعتزاله التمثيل بعدما أصبح في سن الـ 60 ، لكي يحمل كل ما لديه من حرفٍ وانتظار ويصنع بها كل السفن والأحذية قبل الغياب الأخير.