خروف

مراجعة 11:35، 31 أغسطس 2008 بواسطة imported>MantiBot (روبوت إضافة: fi:Lammas, pl:Owca)
الخروف
التصنيف العلمي
المملكة الحيوانات
الشعبة الحبليات
الصف الثدييات
الرتبة مزدوجة الأصابع
الفصيلة خروف و تخاريف
الجنس خرفان عرب
معلومات عامة
خروف مستنسخ دولي Dolly
خروف مقدس المسيح
خروف مسكين خروف العيد

الخروف : ارفع يدي الى الباري عز وجل ان يحولني الى خروف في هذا الزمن المر فان هذا يضمن لي صفحة سوابق بيضاء ناصعة وغير مصنفة على فصيل أو لون معين ويضمن لي قبل الذبح طبعا تبنا وشعيرا كثيرا ممزوجا بالملح من التاجرالجشع لضمان زيادة وزني وبيعي بأكبر مبلغ ممكن من الدنانير أو الدولارات أو الشيكلات هذا عدا الجولات السياحية في المراعي للتحلية بالحشائش الطرية بعيدا عن الهم البشري من طحين وغاز وفواتير التليفون والكهرباء وتزايد ضنك من يعيشون الحصار ويعانون من اغلاق المعابر . اني أرحب بمصيري على يد سكين جزار تنفيذا لقيمة التضحية الالهية ففي رأيي كخروف عيد ان نهايتي بهذه الطريقة هي أعظم من نهايات كثيرة للبشر من حولي حيث يذبح الاخ أخيه والابن ابيه من أجل مخترة أو مشيخة .

التاجر يقرر بيعي ويذهب بي السوق راكبا لانه يخشى على من التعب والارهاق , ياسلام على الانسانية ، وهناك يبدأ المساومات وحلف الايمان والصلاة على النبي وهو الذي لم أره يصلي منذ فتحت عيني على الدنيا وحرمني من الرضاع من امي التي باعها بعد ميلادي بعشرة أيام. بعد ربع ساعة باعني التاجر فاقد الذمة الى رجل موسر من أهل الحكم وقبض المبلغ بالدولار فدسه في جيب البالطو الوسخ وقال مبروك . أخذني المالك الجديد راكبا ومعززا مكرما الى بيته وهناك استقبلني الاطفال من رأس الشارع زفوني وداعبوني و حاولوا اضحاكي وصوروني عدة صور للذكرى ولكنى لم ابتسم فكيف أفعل ذلك وأنا سأغادر الدنيا بعد يومين . كان المكان أكثر دفئا وأنسا فقد سمعت لاول مرة أخبار الجزيرة وأناشيد الاقصى وبكيت لما سمعت أغنية حزينة عن الغربة والاسر ولكني فوجئت عندما سمعت اغنية خاصة للخراف أمثالي .

قبل لحظات من موعد الذبح جاء أبو الحسن من صلاة العيد والسبحة في يده وبرفقته جزار محترف . ايقنت لحظتها ان ساعتي قد دنت . قرأت الفاتحة. ودعوت الله ان يخفف عنى سكرة الموت , سمعت كما الحلم زوجة صاحب البيت توصي زوجها بلهجة أمرة ان لايفرط بالكبد والكلاوي والفشة والمعلاق وحتى الكرشة وثلثي الضحية لانها ستخبئها في الثلاجة الكبيرة فاللحمة طار سعرها الى 50 شيكل للكيلو . كانت ضحكتي الاخيرة قبل أن أرفض بصمت الشرب من الجردل الاسود شربتي الاخيرة . وهنا أمسك بي الجزار وداعبني بيده الجافة قليلا وعيني على سكينه الفضي الحاد. بكى الطفل الصغير من جلال المنظر فأخذوه بعيدا . هتف الجزار العبوس :الله أكبر !! تجلدت وتقلصت فرائصي وأخذتني العزة فلم أصرخ بـ ماء .... ماء . كانت قرصة عميقة سرعان ماتحولت الى احتراق كبير واختناق في الرقبة فظيع سائل لزج يتدفق برودة سريعة تسرى ترتعش اطرافي أصعد في غيبوبة بيضاء , ارى امي في أبهى صورة وهي تمد يديها الي سعيدة مرحبة . أحسستني في صعودي الى السماء المسيح ويوسف واسماعيل معا , سعادة مابعدها سعادة أني أغادر ذلك العالم الضيق المتهالك الى فضاء الديمومة والصفاء .

مصدر

  • توفيق الحاج , خاروف و تخاريف .