الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حزب الله»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 4٬638 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 9:
 
حزب الله ذهب للقتال في [[سوريا]] رغماً عن الموقف الرسمي ال[[لبنان]]ي، ووردت أسماء أعضائه أو دائرين في فلكه في قضايا مخدرات وأدوية [[فساد|فاسدة]] وغسيل أموال. يقف القانون اللبناني موقف المتفرج على هدم أكشاكهم ومقاهيهم ، و [[السيارة|سياراتهم]] المركونة ، ومصادرة دراجاتهم النارية وفاناتهم غير المرخّصة . غير مسموح للدولة التواجد في الضاحية الجنوبية ولو حتى [[شرطة|بشرطي]] سَير . ولّى عهد الاسترخاء لحزب الله في زمن الحرب الأهلية السورية و[[العراق]]ية ، فقد كان الأمر سهلا عندما كان العدو المزعوم الوحيد هو [[اسرائيل]] . كأنه تحدّي التأسيس الأول وعَصَبه. الزمن الحَرِج يتطلب إجراءات لا مكان فيها لحَرَج أو تساهل في [[الهوية]] وصورتها .هكذا، يبدو أن الإطلالات [[تلفزيون|المتلفزة]] ل[[حسن نصرالله]] من علٍ ، والتي ينفي خلالها الخسائر الفادحة للحزب في [[سوريا]]، ما عادت كافية. كما لم تعد التعبئة الإعلامية التقليدية وحدها قادرة على جمع الأمة حول كلمة <s>الحزب</s> [[الله]] السواء .
==انتصارات ...انتصارات==
تصر حزب الله بلا هوادة على انتصاره التاريخي، الاستراتيجي، الإلهي ضد إسرائيل. تلاه انتصار أعظم، ضد الشعب السوري، وما توسّطهما من انتصاراتٍ أصغر، أقلّ عظمة، أقل إقليميةً أو أكثر. وكل مرة، يكون لانتصاره طعم القبض على مفاصل البلد الذي يُفترض أنه ينتمي إليه. ينتصر من هنا، فتضعف حصانة لبنان، ويضعف معه شعبه وسياسيوه الطامحون دوماً إلى الاحتفاظ بشيء من حكمهم، مهما تهلْهلَ وتبهْدلَ، مهما تبّلدَ. ولا تمرّ إشارةٌ في اليوم الواحد من دون التأكيد على انتصار حزب الله على لبنان، أيضاً، بعد انتصاره على إسرائيل والشعب السوري، فيتأكد حكمه لبنان، أو كما يقول المعلّقون، تتأكد وراثته النظام السوري في حكم لبنان. هكذا، هو الذي يقرّر كل شيء، أو يفوّض حليفاً لينفذ ما يقرّره: من أصغر الحوادث الأمنية، أو القضائية، إلى تعيين (لا انتخاب) رئيس الجمهورية، وتحديد الحصص من الدولة، مغارة علي بابا، من أعلى مناصبها، وحتى أصغرها. مع التأكيد دائما على حصة الكبير، أي الحليف الذي رسم على وجه الحزب قناع المنفتح على كل الطوائف، كل المذاهب، تحت شعار "تحالف الأقليات"
 
حزب الله هو الحاكم الآمر الناهي في لبنان. كل البلاد تحت إمرته، بمن فيها الخصوم الذين كانوا يصْدحون بالأمس بالاستقلال والسيادة؛ وصاروا الآن يهمسون بـ"التسوية" مع حزب الله، كمن أصابه وسْواس التسليم: لا يقطعون خَيطا من دون أن يأخذوا في حسابهم، من أن يقدّروا، من دون أن يفهموا، موقف الحزب من هذا الخَيط. ومع هذا المجد، تجد البلاد تهرْول سريعاً نحو قعورٍ جديدة، تكاد سرعة السقوط فيها تحرف النظر إليها؛ أو ربما الاعتياد على التساقط، كل يوم أعمق، في مظالم العتْمة والشلل والعوز، بأبعادهم مترامية الأطراف. لكن كل هذا البلاء ليس من مسؤولية الحزب الذي يحتفي إعلامه ليل نهار بانتصاره على الكون كله. مثل أي إعلامٍ حكومي عربي، هو مضطرٌ أن يعترف بمصائب البلاد. لكن المسؤولية لا تقع على الحاكم، حزب الله، إنما على شركائه الضعفاء في المحاصصة، المذعنين لجَبَروته: ودائما ما يكونون، هؤلاء، وتاريخياً، ضد الشعب المسكين، الفقير.. الذي لم ينسه الحزب الحاكم في دعائه وابتهالاته.
 
ما هو نوع الحكم هذا الذي يمارسه حزب الله على اللبنانيين؟ هل هو حكم "شبح"، كواليسي، غير مصرّ على تصدّر الأدوار، بل دافعا حلفاءه إليه؟ هل هو حزبٌ يكتفي بخطاب أمينه العام من خلف شاشة عملاقة، وحشد الجماهير المضحّية بروحها من أجله؟ هل "شبحية" هذا الحزب تمنعه من أن يحكم؟ أن تساعده على الحكم؟ ولماذا يحتاج إلى ممارسة هذا التناقض، بين وجود صارخ، يتجاوز الحدود الوطنية، وصمتٍ مريب، أو ديماغوجيا صاخبة؟ أم هو حكمٌ لا يريد أن يحكم؟ أي لا يريد إدارة شؤون البلاد. يتركها لحلفائه النشطين الطموحين، لكي يتفرّغ هو للمسائل الأعظم، الإقليمية والدولية؟ وهذا ما تلمسه من خطاب أمينه العام، حسن نصر الله، والذي ينعطف عن معركة الإصلاح ومحاربة الفساد، الداخلية، التي احتفل بها منذ ليتوعّد أميركا بصناعة صواريخ دقيقة، و"داعما" بذلك إيران في "شدّ حِبالها" معها.
 
 
[[تصنيف:لبنان]]
326

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح