الفرق بين المراجعتين لصفحة: «روسيا»

أُضيف 6٬410 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Amazegho
لا ملخص تعديل
imported>Prince1
لا ملخص تعديل
سطر 66:
 
في نهاية العام 1999, وبطريقة غير متوقّعة, قدّم يلتسين “هدية” إلى شعبه و[[العالم]] بمناسبة رأس السنة الميلادية والانتقال إلى العام 2000: استقال من منصبه ليسلّم مقاليد الحكم إلى [[فلاديمير بوتين]] الرجل الذي أتى به من عالم المجهول ليجعله رئيساً للوزراء في آب 1999. وفي آذار 2000 تمكّن رئيس الوزراء السابق , الذي صار رئيساً بالوكالة , من الفوز في الانتخابات الرئاسيّة. وهكذا بدأت روسيا الألفيّة الثالثة في ظل قيصر جديد لا يعرف عنه المراقبون إلاّ القليل. لم يكن من المفاجئ أن يفوز فلاديمير بوتين برئاسة الفدرالية الروسية في انتخابات 27 آذار 2000. ف[[الرجل]] صار عملياً قيصر روسيا الجديد منذ استقالة يلتسين في نهاية العام 1999. لكن المفاجئ أن يحظى بوتين بهذا التفويض الشعبي الواضح منذ الدورة الأولى للإنتخابات بنسبة 52,52 في المئة من الأصوات وبمشاركة شعبية عارمة بلغت 68,96 في المئة ممن يحق لهم الاقتراع. هذا في وقت لم يحمل فيه [[الرجل]] مشروعاً سياسياً واضحاً لروسيا الجديدة ولا برنامجاً إنتخابياً محدوداً ولا جدولاً اقتصادياً, ولا قدّم وعوداً وإغراءات للناخبين, ذلك انه, منذ كان في “الكي.جي.بي”, معروف بصمته وقساوة معالم شخصيته الباردة. وقد لعبت مواقفه الصارمة إبّان قيادته لحرب الشيشان ,الدور الأبرز في فوزه بالانتخابات. فالشعب الروسي يشعر بالحاجة إلى الأمن والنظام وببعض الحنين إلى ماضي القوة العظمى التي بسطت نفوذها على نصف المعمورة. من هنا فإنّ صورة “الرجل الحديد” التي رسمها بوتين لنفسه إبّان حرب الشيشان أرضت حاجة شعبه إلى الأمن والقوّة, كذلك وعوده بفرض [[دكتاتورية]] القانون لمحاربة الفساد والفوضى وبناء روسيا عصرية ومنفتحة. وإذا كان موقف يلتسين في كوسوفا يشكّل عنواناً لتعامل الغرب معه, فإنّ موقف بوتين في الشيشان يشكّل عنواناً لتعامله هو مع الغرب. في الحالة الأولى اضطرّ يلتسين للإذعان لإدارة حلف شمال الأطلسي. وفي الحالة الثانية اضطرّ حلف الأطلسي للإذعان لإرادة بوتين. من هنا شعبيّة بوتين الروسية التي أوصلته إلى الرئاسة. ومن هنا أيضاً قلق الغرب على مستقبل العلاقه معه.
 
حتى بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي السابق وسقوطه المدوي والذي لم يستوعبه الكثيرون الى هذه اللحظة في [[العالم]] لم تنتهي آمال وأحلام الشعوب التي إنضوت تحت الافكار الماركسية والاشتراكية السوفيتية الغريبة وظلت آمالها معلقة ببقاء طيف من [[الإنسان|الإنسانية]] التي نادت بها الاإشتراكية العجيبة .
لم يقضي او ينفي وينهي تلك الاطياف الواهمة غير التراجع المر الذي صاحب الدور الروسي بعد سقوطه وإنحلاله والذي صاحبه إنفصال المجموعة المحتلة من قبل تلك الإمبراطورية . وقد تجلى ذلك بشكل جلي في الموقف الذي اتخذته روسيا من حليفها اليوغسلافي بعدما قام [[كافر|الغرب]] يتفتيت تلك الدولة وعلى مقربة من الحدود القبضة الحديدية . كان موقف الروس مُغزِ بشكل لم يتوقعه حتى الاعداء قبل الاصدقاء . لم يكن حظ حليفهم الآخر [[صدام حسين]] اكثر حضوضية من ميلوسوفتش بعد ان تركوه يتمزق مع جيشه وشعبه دون حراك جفن روسي عجوز . واستمر الحال والموقف العار مع حليفهم الآخر [[معمر القذافي]] ومع [[اليمن]] وغيرها من الدول والشعوب التي كانت مرتبطة وحسب اعتقادها ومفاهيمها بالدولة القبضة الحديدية .
خابت آمال وأحلام تلك الشعوب امام التصلب والاستقواء الغربي يقابله تراجع روسي خسيس وبشكل طردي مع الاستقواء الغربي .
 
سيطرت [[الولايات المتحدة]] على العالم ومقدرات الشعوب التي فقدت السند الذي كانت تتوهمهُ بعد ان تركها تحت اقدام الماكنة الهوليودية . استمر ذلك التراجع ومنذ التسعينات من القرن الماضي الاجوف يقابله صعود السهم الكابوي وتدخله في صناعة الخارطة [[الإرهاب|الارهابية]] والدولية الجديدة في المنطقة . ورأينا ذلك كيف قامت بِخلع اغلب رؤساء [[العرب]] الذين كانوا في طريق الروس سائرون الى وقت إندلاع الصيحة السورية او مطالبة الشعب السوري بضرورة رحيل [[بشار الأسد|قائد الصمود والتصدي]] والذي تخللهُ التدخل الوهابي [[قطر|والقطري]] العصعوصي والذي نتج عن ذلك التدخل الاهوج في قتل وتشريد وتهجير الملايين من الشعب السوري .
 
فجأتاً تنهض الحِمم الروسية ويصحو ضميرها الميت فتقوم بالتدخل الغريب في [[سوريا]] مع [[ايران|حليفها الشيعي]] ومن ثم يستمر دور المماطلة في إيجاد حل لتك القضية حتى بعد أن اكتملت شروط قواعدها وحجج إحتلالها والإستقرار في ذلك [[دول عربية|البلد العربي]] المتوسطي . لقد تجلت تلك المماطلة في طريقة تعاملها المزدوج مع المنظمات الارهابية والذي كان يقابلها ضربات وتدمير للمعارضة الشعبية وبكل فصائلها المختلفة . فقد كانت كل القوى الروسية موجهة لصدر المعارضة اكثر بكثير مما كانت موجهه لملتشددين والارهابيين . لم يتغير ذلك النهج الغريب إلا بعد سقوط [[داعش|الدولة الاسلامية في العراق]] وتحرير الرقة عاصمة الدولة في [[سوريا]] من قبل التحالف والقوى السورية المختلفة مع الأكراد . في ذلك الوقت كانت اسس الاحتلال قد اكتملت بعد وضع قائد الصمود والتصدي تحت الهيمنة والرحمة الروسية والحشد الإيراني و[[حسن نصرالله|حزبه الإلهي]] وبعد ان اصبحت مسألة رحيل [[الاسد]] غير مؤكدة المشكلة هو لا راح ولا بقى ! .
تقوم روسيا بنفس الدور مع الشعب [[ايران|الإيراني]] . فهي تقف مع القبضة الحديدية الملالية التي طُوقت به الشعب الإيراني ضد ثورته السلمية لقد اضمحلت تماماً كل الشعارات التي كانت تنادي بالمستضعفين في العالم . هذه القبضة الحديدة التي كانت روسيا صانعته ومكتشفته وتسميتها لنفسها به مُدَعية بأنه موجه ضد الاستعمار والمعسكر الغربي ولكن اتضح بانه كان الجدار الحديدي المقيد والمحاصر لشعبها .
الغريب في المسألة كلها هو هذا الاستقواء الروسي المفاجيء يقابله [[سكوت]] واسترخاء الغربي وإستسياع الخليج للأمر الواقع في المنطقة وبشكل غير مدرك ومبهم . لا احد في [[العالم]] يعي او قادر على استنباط الحاصل او ماهي الخطوة القادمة ! ترك الغرب لروسيا تحتل [[سوريا]] وبقاء بشار يقابله هدوء وقبول والإقرار الخليجي وسكوت هيجانها في خلع العلوي السوري لا يخلو من اي مفاجئة او اتفاق سري بين المحتلين للمنطقة . على حساب مَن سيكون الشرك الاقدم ؟ أين ستُكمن الضحية القادمة على خلفية هذا الوضع المبهم ؟ مَن ستكون البقرة الحلوب التالية ؟ لا احد يدرك ويعلم والاهم من كل هذا وذاك لا شخص يعي كيف ومتى ستتخلى روسيا المُجرّبة لحليفها المخدوع القادم !
==القوة العسكرية==
ما تزال روسيا تحظى [[سلاح|بقوّة عسكرية]] مهابة, تقليدية ونووية. والجيش الروسي بعديده البالغ 1,2 [[مليون]] جندي (بعد أن كان 2,8 مليون عام 1991 وأكثر من أربع ملايين حتى الثمانينات) يبقى الأقوى في [[أوروبا]], لكنه يعاني من أزمات عديدة تطال وسائل الاتصال واللوجستية والبنى التحتيّة, حتى ان أفراده يعانون من سوء التدريب و[[خميعة|التغذية]], وعدم دفع رواتبهم بانتظام, وهي متدنيّة جداً في الأصل, في حين تطال الفضائح ضباط القيادة الكبار ووزارات الأمن والداخلية . ويشكّل إصلاح الجيش مادة خلافات عميقة في الأوساط القيادية, وهو يتطلّب أموالاً يصعب تأمينها وعقيدة عسكرية جديدة تنبع من رؤية واضحة لمتطلّبات الأمن الروسي المستقبلي, وهو موضوع نقاش محتدم.
مستخدم مجهول