تلميذ

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

التلميذ يا معلمي، يا سيدي وتاج رأسي ، أنا ابن الست سنوات , لست صفحة بيضاء ، جيناتي الفطرية أعقد من أعقدِ كتاب صدر في التاريخ , أنا كتابٌ مكتوبٌ بلغة لا يفقه فك رموزها إلا أعلى الراسخين في العلم. انا كتاب يضم بين دفتيه تاريخ البشرية ، الكتاب الوحيد القادر على استنساخ نفسه بنفسه. يا معلمي، يا سيدي وتاج رأسي ، قبل أن آتيك إلى المدرسة وأنا أحمل اسما ولقبًا، دينا وانتماءً، وهوية، عادات وميولات جمالية وذوقًا واقعًا وخيالاً ، صحةً وسقمًا، أحلامًا وأوهامًا، تجاربَ وأخطاءَ، تاريخًا بانتصاراته وهزائمه , أما زلتَ تصرّ على أنني مجرد صفحة بيضاء!

إستوعبتُ من المعلومات في ست سنوات ما لا يقدر على استيعابه أنجب الطلبة في الجامعة في نفس المدة. تعلمت من عائلتي ومحيطي ، تعلمت اللغة العربية ورموزها، الأخلاق وحدودها، القرابة وآدابها، الحب ونقيضه، باختصار يا سيدي تعلمت الحياة من الحياة. أخيرًا يا معلمي، يا سيدي وتاج رأسي، وليس آخرًا، سأقسو عليك قليلاً على قدر قسوتك علي بنعتي بـ الصفحة البيضاء ، هي شتيمة يا سيدي ، لو كنتَ تدري ، وإن كنتَ لا تدري فالمصيبةُ أعظمُ ! , أتعتقدُ أنك العالم وأنا الجاهل ؟ , أنا، يا معلّمي ، يا سيدي وتاج رأسي ، طفل في طورِ التشكّل، جسديا وذهنيًّا، لي ماضٍ وأطمحُ لمستقبل أفضل . أنا لست عجينةً تشكلها أنت كما تشاء ، ولا إناءً فارغًا تملؤه أنت بما تشاء ، ولا صفحة بيضاء تكتب فيها أنت ما تشاء .

هذه المقالة عبارة عن بذرة تحتاج لإضافة الكثير من الحقائق الموجعة و المضحكة فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.