الفرق بين المراجعتين لصفحة: «بيت»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
(أنشأ الصفحة ب''''بيتي''' هناك , في المنحدر المؤدي الى الهاوية . بني من خراب ودمار ، لا من حديد و لا من أحجار .. م...')
 
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Berber_house.jpg|left|200px|]]
'''بيتي''' هناك , في المنحدر المؤدي الى الهاوية . بني من خراب ودمار ، لا من حديد و لا من أحجار .. منحوت من ضجر . لا يتحدى لا العواصف و لا الرعد ولا الامطار . بيتي من طين وتراب ، وسقفه من تبن وتراب وصلصال وقليل من الاخشاب . كنت طفلا سليل عائلة عريقة في الفقر , عائلة من زمن بؤساء فيكتور هيجو . كنت انا جون فالجون في صيغته المغربية , طفل صغير سجين الفقر و الحرمان والتهميش . خريفا وشتاء ، عندما يهطل المطر بيتنا يبدأ بعزف السيمفونية المأساوية لتشايكوفسكي بعد ان تتناوب القطرات النازلة من السقف على الارتطام بالكؤوس و الصحون وباقي الاواني . اواني نكون قد وضعناه حيطة حتى لا تتبلل الارضية و والافرشة و الثياب . صوت ارتطام قطرات المطر بالاواني المطبخية وتفاوت التواقيت ،يخلق الحانا وايقاعات موسيقية اكثر ماساوية من رائعة تشايكوفسكي .سمفونية البرد القارس و الجوع والمطر المنهمر من السماء السابعة تتوحد لتؤلف لحنا رهيبا يتجاوز بيتهوفن و فيفالدي وباقي عباقرة الموسيقى اجمعين . بين الرغبة في النوم والبرد القارس وصوت السمفونية،ولدت حكاية طفل كتب له ان يولد في مغرب البؤس و التهميش و الحرمان .ايقاعات السمفونية والبرد القارص كان يدفعني ان أؤدي رقصة البجعة السوداء مجبرا.
'''بيتي''' هناك , في المنحدر المؤدي الى [[الموت|الهاوية]] . بني من خراب ودمار ، لا من حديد و لا من أحجار .. منحوت من [[الملل|ضجر]] . لا يتحدى لا العواصف و لا الرعد ولا الأمطار . بيتي من طين و[[تراب]] ، وسقفه من تبن وصلصال وقليل من الأخشاب . كنت [[الأطفال|طفلا]] سليل عائلة عريقة في [[فقراء|الفقر]] , عائلة من زمن بؤساء فيكتور هيجو . كنت انا جون فالجون في صيغته [[المغرب]]ية , طفل صغير [[السجن|سجين]] الفقر و الحرمان والتهميش . خريفاً وشتاءً ، عندما يهطل المطر بيتنا كان يبدأ بعزف السيمفونية المأساوية لتشايكوفسكي بعد ان تتناوب القطرات النازلة من السقف على الارتطام بالكؤوس و الصحون وباقي الأواني . أواني نكون قد وضعناه حيطة حتى لا تتبلل [[الأرض|الأرضية]] و والأفرشة و الثياب . صوت ارتطام قطرات المطر بالأواني ال[[مطبخ]]ية وتفاوت التواقيت خلق الحانا وايقاعات موسيقية اكثر مأساوية من رائعة تشايكوفسكي . سمفونية البرد القارس و الجوع والمطر المنهمر من السماء السابعة كانت تتوحد لتؤلف لحناً رهيبا يتجاوز بيتهوفن و فيفالدي وباقي عباقرة [[ضرطة|الموسيقى]] اجمعين . بين الرغبة في النوم والبرد القارس وصوت السمفونية ، [[ولادة|ولدت]] حكاية طفل كتب له ان يولد في [[المغرب|مغرب]] البؤس و التهميش و الحرمان . ايقاعات السمفونية والبرد القارص كان يدفعني ان أؤدي رقصة البجعة [[كهرباء|السوداء]] مجبراً.


رقصة الباليه على ايقاعات احزان و الام طفولة مغتصبة. صباحا قرب الولي الصالح سيدي محند و يوسف , هذا الاخير صنع له الناس قصرا صغيرا يؤمه الزوار . و اكثرهم زائرات باحثات عن البركة ، يغتسلون في الحنفية المجاورة له قبل الدخول , حاملين قراطيس الشمع هدية الفقراء للولي الصالح , تقربا وطلبا للمساعدة على حل مشاكل مختلفة ، كساد تجارة ، فشل في الزواج ، عقم ، واشياء اخرى . يتحول مقر الولي الى مصحة متعددة التخصصات. سوسو صديقتي و أنا نلعب بالقرب منه و نراقب الزوار , الولي الصالح ورغم موته ، بيته من حجر وسقفه من حديد ، وغير مجبر على سماع السمفونية كل مساء , ينام نومة الملوك و الامراء .
رقصة الباليه على ايقاعات احزان و آلام طفولة [[اغتصاب|مغتصبة]] . صباحاً قرب الولي الصالح سيدي محند و يوسف , هذا الأخير أقام له الناس قصراً صغيراً يؤمه الزوار . و اكثرهم [[المرأة|زائرات]] باحثات عن البركة ، يغتسلون في الحنفية المجاورة له قبل الدخول , حاملين قراطيس الشمع هدية ال[[فقراء]] للولي الصالح , تقرباً وطلباً للمساعدة على حل مشاكل مختلفة ، كساد تجارة ، فشل في ال[[زواج]] ، عقم ، واشياء اخرى . تحول مقر الولي الى مصحة متعددة التخصصات . أنا و سوسو صديقتي كنا نلعب بالقرب منه و نراقب الزوار . الولي الصالح ورغم [[موت]]ه ، كان له بيت من حجر وسقف من حديد ، وغير مجبر على سماع السمفونية كل مساء وكان ينام نومة الملوك و الامراء .


[[تصنيف:حياة]]
[[تصنيف:حياة]]

مراجعة 15:28، 15 أغسطس 2019

بيتي هناك , في المنحدر المؤدي الى الهاوية . بني من خراب ودمار ، لا من حديد و لا من أحجار .. منحوت من ضجر . لا يتحدى لا العواصف و لا الرعد ولا الأمطار . بيتي من طين وتراب ، وسقفه من تبن وصلصال وقليل من الأخشاب . كنت طفلا سليل عائلة عريقة في الفقر , عائلة من زمن بؤساء فيكتور هيجو . كنت انا جون فالجون في صيغته المغربية , طفل صغير سجين الفقر و الحرمان والتهميش . خريفاً وشتاءً ، عندما يهطل المطر بيتنا كان يبدأ بعزف السيمفونية المأساوية لتشايكوفسكي بعد ان تتناوب القطرات النازلة من السقف على الارتطام بالكؤوس و الصحون وباقي الأواني . أواني نكون قد وضعناه حيطة حتى لا تتبلل الأرضية و والأفرشة و الثياب . صوت ارتطام قطرات المطر بالأواني المطبخية وتفاوت التواقيت خلق الحانا وايقاعات موسيقية اكثر مأساوية من رائعة تشايكوفسكي . سمفونية البرد القارس و الجوع والمطر المنهمر من السماء السابعة كانت تتوحد لتؤلف لحناً رهيبا يتجاوز بيتهوفن و فيفالدي وباقي عباقرة الموسيقى اجمعين . بين الرغبة في النوم والبرد القارس وصوت السمفونية ، ولدت حكاية طفل كتب له ان يولد في مغرب البؤس و التهميش و الحرمان . ايقاعات السمفونية والبرد القارص كان يدفعني ان أؤدي رقصة البجعة السوداء مجبراً.

رقصة الباليه على ايقاعات احزان و آلام طفولة مغتصبة . صباحاً قرب الولي الصالح سيدي محند و يوسف , هذا الأخير أقام له الناس قصراً صغيراً يؤمه الزوار . و اكثرهم زائرات باحثات عن البركة ، يغتسلون في الحنفية المجاورة له قبل الدخول , حاملين قراطيس الشمع هدية الفقراء للولي الصالح , تقرباً وطلباً للمساعدة على حل مشاكل مختلفة ، كساد تجارة ، فشل في الزواج ، عقم ، واشياء اخرى . تحول مقر الولي الى مصحة متعددة التخصصات . أنا و سوسو صديقتي كنا نلعب بالقرب منه و نراقب الزوار . الولي الصالح ورغم موته ، كان له بيت من حجر وسقف من حديد ، وغير مجبر على سماع السمفونية كل مساء وكان ينام نومة الملوك و الامراء .