الوطن العربي

مراجعة 02:36، 15 أكتوبر 2008 بواسطة imported>ليه كته (ليس تخريبا يا جاهل)

الوطن العربي عبارة عن مجموعتين من الدول التي تشترك فيما بينها بالتسمية , تحتل المجموعتان طرفين متقابلين على الخريطة . الأولى و تقع في أقصى الغرب تحوي خمس دول , إحداها و التي تقع أقصى الشرق يستنكر عليها الباقون انتسابها لهم و لا يتوانون عن إطلاق النكات على شعبها . في الطرف المقابل أيضا و في أقصى الجنوب بلد آخر تم تهميشه من كتاب السير و الاحاديث , فلا يأتي ذكره إلا نادرا حتى أن اسمه صعب التذكر ولا يمت للعربية بصلة . بقي لدينا ثلاثة دول متراصة , الوسطى منهن قد أصابها بلاء و هي في ريعان الصبا , و عندما تم شفاؤها قررت الانتقام بملاحقة البلاء حتى الجذور و جذور هذا الأخير تقع في منطقة ما من الطرف الأخر من البحر المتوسط، ومن الجدير بالذكر ان خريطة العالم العربي تشبه الكلب.

بعد وقت ليس بالطويل لحقت بها جاراتها من مبدأ ما حدا أحسن من حدا. و أولهن التي تحدها من الشرق فهي رغم صغرها لا تكف عن التذمر و التأفف من جارتيها متذرعة بأنها تختلف عن الباقين و تتباهى بأصولها القديمة التي تعود للشرق حيث المجموعة الثانية التي سيأتي ذكرها لاحقا . و تستغل الفرصة دائما في حديثها عن ماضيها بأنها تشرب الشاي الأسود مثل أهل الشرق و ليس الشاي الأخضر الذي يشربه هؤلاء المتخلفين القاطنين غربأً . بالمقابل شاربو الشاي الأخضر يشمئزون من شاربي الشاي الأسود و يدعون أنهم لا يفهمون كلامهم فأهون ألف مرة أن يفهموا كلام المجموعه الشرقية من أن يفهموا كلام جيرانهم . و ردا على تفاخر هؤلاء بالأصول الشرقية فقد تباهى شاربو الشاي الأخضر بانتمائهم لأشراف الجزيرة .

لا بد هنا من التنويه أن الجارات الثلاث ينكرن على المجموعة الشرقية انتماءها العربي لغة و عرقا. تلك المجموعة الشرقية أو كما يطلق عليها أهل الغرب من العرب تسمى المشارقة على وزن المغاربة , أيضا تضم خمس دول , أربعة منهن أخوة و الخامسة هي ابنة العم التي تقع إلى أقصى الشرق وقد ابتلاها حديثا بلاء ساهم في تغييبها عن الساحة . فلم يبق إلا الأخوة الأربعة إحداهن أصيبت بالعين منذ القدم و بلاؤها شديد فأصبح العدد ثلاثة , اثنتان منهما شقيقتان و الثالثة بنت الضرة تلتزم الحياد غالبا و قد تتدخل أحياناً في حل الشجار المستمر بين الشقيقتين عن أصل الفلافل و التبولة . فتلك فلافلها من حمّص و الثانية من فول و بنت الضرة المحايدة فلافلها خليط من الاثنين .

التبولة في الوطن العربي

 

المجموعة الغربية تنظر بحقد الى الشرقية من مبدأ عينو فيه و تفو عليه و تنتهز الفرصة في وقت الشجار لتسرق التبولة و تغير الوصفة بما يتناسب مع ذوقها لتقدمها للغرب على طبق من الفضة المغربية المشهورة تحت اسم التبولة الشرقية . بوصول الشقيقتين الى الغرب تتفاجآن بهذه التبولة التي أقبل عليها الغرب بنهم غريب بهدف الاستشراق حيث أن الشرق هنا هو تركيا و ليس بلاد العرب . و لأول مرة تتحد الشقيقتان و تبدآن بالشرح عن ماهية التبولة . لكن كم هو صعب أن تقنع الغرب الذي يتبنى الأفكار دونما بحث حتى في مجال الطعام و كان الرد أن ما تتحدثون عنه طعام لا يأكله إلا الخواريف .

الشقيقة الصغرى و الأكثر دبلوماسية و انفتاحا على الغرب شمرت عن ذراعيها و شاركت الغرب بأكل التبولة الشرقية بكل سرور , و لم يبق بالميدان إلا حديدان يصارع طواحين الهواء مصرّاً أن ما يأكلونه ليس بتبولة . في هذا الوقت ترمقها الجارات الثلات اللائي اتحدن أيضا و لأول مرة بشماتة قائلات :

هيك اللي بياخد مالغيره بيجيه يوم الله بجازيه , فلقتونا عروبة و ما شايفين العروبة بعينكن لا بتشربوا شاي أخضر و لا بتاكلوا كوسكوس الله لا يردكن .

لكن في أول مناسبة لا تتوانى أيا منهن عن التعبير بالسر عن إعجابها بالشرق و بنات الشرق و شباب الشرق و أكل الشرق و حكي الشرق و ذوق الشرق الشرق العربي و في هذه اللحظة تظهر و بشكل مفاجئ المجموعة التي تتوسط الطريق بين المجموعتين و تقول.... أسمع صوت أمي تناديني لأتناول التبولة , المعذرة أكمل لكم الحديث لاحقاً .