أدهم صبري

مراجعة 09:41، 1 سبتمبر 2015 بواسطة imported>Amazegho

أدهم صبري شخصية أسطورية ابتكرها الكاتب اللوذعي نبيل فاروق الذي خدع المراهق المصري والعربي لعقود طويلة وغسل دماغهم ورسم لهم صورة خيالية وأوهمهم ان مصر اصبحت اقوى دولة في العالم , و الجميع يعمل لها الف حساب وان جهاز المخابرات المصري أقوى جهاز مخابرات في الكون , و جميع الاجهزة الاخرى اضعف منه وبالتالي ساهم بإبعاد الشباب عن الاحساس بمشاكل البلد المعاصرة , وبدؤا يتخيلون اننا على الطريق الصحيح , و بأمكاننا التفوق على العالم اجمع في اي لحظه .

اقنع الشباب بقوة لانمتلكها بسبب رواياته التي تميزت دوما بالسلاسة والانسياب بين يدي القارئ فلا يلبث أن يندمج في الرواية متجاهلا أجزاءها السابقة حتي ينتهي به الكاتب بوعد علي إنهاء الرواية في العدد القادم. كنا نريد أن نصدق أن جهاز المخابرات المصري لديه فعلا رجل كأدهم صبري , كنا نريد أيضا أن تكون بداية القرن الحادي والعشرين هي النقطة التي ستحدث فيها النهضة العلمية المصرية لتنقلب الموازين فتصبح مصر سيدة العالم ويصبح نور الدين بطل جهاز المخابرات العلمية المصرية هو أفضل رجل في العالم .الحق أن مراهقا في العاشرة والحادية عشرة من عمره يتمنى ، ولو لم يكن أمامه أمل . ومتى كان للمراهق عقل يزن به الأحداث ويستخدم معطيات الواقع لتوقع المستقبل .

صفته

قوي ليس بالهزيل ، طويل ليس بالقصير، إذا تكلم أفحم، وإذا سكت أسخم ، عند السلم حمل وديع ، وعند القتال أسد ضار ، فهو في القوة قوي وفي الشدة شديد. يجيد قيادة كل أي شيئ قابل للقيادة حيث أنه يجيد قيادة كل أنواع المواصلات من الطائرات والغواصات والسوبرجيت حتى التوك توك ، ويجيد القتال بأي شيئ صالح للقتال من المسدس وبمب العيد حتى القنابل النووية والهيدروجينية، يجيد كل اللغات بما فيها الاسبرانتو التي لا يتحدثها أي شعب علي وجه الأرض وهناك لغتين تعلمهم وهو نائم بيشخر . ويجيد جميع أنواع التنكر، وجميع أنواع فنون القتال والألعاب من التايكوندو وحتى البلاى ستيشن

دوره الإعلامي والتثقيفي

منذ 2003 بدأنا نرى الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصري وسيطا في الملف الفلسطيني ، إن المخابرات كما شكلتها في عقولنا قصص رجل المستحيل جهاز أسطوري خارق ، كالجني الذي في مصباح علاء الدين ، لكن شباب ومعجبي أدهم صبري تلقوا جميعا ضربة قاسية بعدما رأوا رئيس جهاز المخابرات المصري يصافح إريل شارون وعلى شفتيه ابتسامة عريضة . الصورة التي كونها أدهم صبري تحطمت تماما عند قراءتنا كتابا عن ثورة يوليو وكيف نشأ جهاز المخابرات المصري ومن الذي أنشأه ورعاه ، ثم فضائح مخابرات صلاح نصر ، وما نشر في محاكم ما بعد النكبة الثانية ( 1967 ) ، ومذكرات بعض شهود العيان ، ودور المخابرات في التعذيب الذي ملأ عهد عبد الناصر ، وليس أحد بحاجة لأن يفهم مدى التوافق – على الأقل توافق – بين مصر والأمريكان في عهد السادات ، ثم كامل الانسجام في عهد حسني مبارك .

حتى قرأنا أن الفلسطينيين الذي دخلوا مصر في فتح معبر رفح ( يناير 2008 ) يُحقق معهم وبكافة وسائل التعذيب لمعرفة أماكن قادة كتائب القسام وأين يختبئ إسماعيل هنية عند حالات الطوارئ ، وبعضهم كشف وجود محققين إسرائيليين في غرف التحقيق . وفي تلك الأثناء ، كان أدهم صبري في الرواية يحارب في غزة والضفة بل وفي العراق إلى جانب المقاومة ضد الأمريكان والإسرائيليين .. ألا ما أبعد ما بينهما ؟ ترى هل يشعر نبيل فاروق الآن أنه خدع الشباب طوال الوقت ورسم لهم صورة لامست أحلامهم فتمسكوا بها وتمنوا أعمق التمني وأحر الرجاء أن تكون حقيقة أو فيها بعض الحقيقة ؟ ثم سألت أيضا : هل يمكن لنبيل فاروق أن يعتذر عن هذا بأي شكل وبأي صورة حتى لو كانت قصة قصيرة أو مقالا في جريدة مشحونا بإيحاءات ورموز أدبية فيلتقط عشاقه المعنى دون أن تدركه عين الرقيب ؟

أتساءل .. لماذا كان الرئيس المصري دوما حسن الصورة في قصص نبيل فاروق ؟ هل لأنه فعلا كذلك ؟ هل الرئيس يعتقد في الله و يؤمن به و يحفظ آياته التي كنت تكتبها على لسانه ؟ ، هل الرئيس له بالفعل تلك الكاريزما عند كل الناس كما كنت تصوره ؟ ، لا أدري لماذا شعرت و أنا أقرأ وقتها أنني لا أعرف هذا الرئيس الذي تتحدث عنه ! .

مصدر

  • محمد إلهامي , هل اعتذر نبيل فاروق ؟