عزرائيل ويسمى أيضا ملك الموت يعتبر الوسيلة الوحيدة لاقصاء الحاكم العربي عن كرسيه وهو الوسيلة الوحيدة للتغيير أفضل مئة مرة من الربيع العربي . في الغرب الكافر تم استبدال عزارئيل بصناديق الانتخابات و أصبح صندوق الانتخاب الذي تحول الي صندوق زجاجي ضمانا للشفافية هو الذي يقبض روح اي حكومة لا ترضي شعبها بها. ملك الموت له وسائل عديدة في القبض علي الارواح منها المرض والشيخوخة والحوادث و الكوارث الطبيعية بينما في السياسة والحكم وسيلة ملك الموت هي في الغالب القتل سحلا او طعنا او رميا بالرصاص الا فيما ندر عنما تصبح الشيخوخة او المرض هما نهاية الحاكم ليس لانه عادلا ارضي الشعب ولكن لأنه كان قويا يملك من اجهزة التجسس و القهر ما يضمن له ان يطيح ملك الموت بروح من يفكر في الاطاحة به حتي قبل ان يحاول ان ينفذ ما في رأسه من أفكار.

لنا في زعمائنا أسوة حسنة وعلي رأسهم البطل الهمام صدام حسين الذي انقذه من الوسيلة المفضله في التغيير في العراق وهي السحل في الشوارع أن قبض عليه هولاكو القرن العشرين وليس هولاكو القرون الوسطي فهولاكو القرن العشرين يؤمن بتغيير حكوماتنا بصواريخ كروز والقبض علي الحاكم في حفرة و أذلاله حتي يعتبر الباقون من أمثاله . ابو بكر هو من الزعماء العرب القلائل الذي تغير بالموت الطبيعي علي فراش المرض بينما كان الموت طعنا هو مصير من خلفوه واستمر نظام الحكم بعدهم يعتمد علي السيف في وصول اي حاكم الي السلطة وعلي السيف في تغييره الا من أعمل السيف في رقاب شعبه ومعارضيه فوقي نفسه شرهم حتي يأتي ملك الموت ليقصف روحه مرضا نتيجة آثار التخمة من كثرة الاكل او الارهاق من كثرة الجواري والزوجات وما ملكت الايمان .

حتي في العصر الحديث لم يتخلي عزرائيل ملك الموت عن دوره في تغيير الحكام عندنا الا في الفترة التي كنا فيها تحت الاحتلال من قبل الامبراطورية المتخلفة المسماة بالبريطانية التي كانت تؤمن بالتغيير السلمي للحاكم ثم رجعت ريما لعادتها القديمة . تم تغيير ملك العراق سحلا وعبد الكريم قاسم رميا بالرصاص ثم ممارسة نفس الهواية بعد ذلك . وكانت ثورة 23 يوليو اكثر رحمة بالملك فاروق لانها تعرف ان نهمه للأكل والخمر والنساء سيقوم بالمهمة ولكن هذا لم يمنع ان يتم تغيير جمال عبد الناصر بالسكتة القلبية وأنور السادات قتلا بالرصاص . هل يوجد اي رئيس او ملك عربي سابق الا ان كان منفيا ليتم قتله في المنفي في الغالب باستعمال السم الهاري . فنحن نعتبر ان اي رئيس او ملك سابق هو تهديد محتمل للحالي حتي لو لم يكن بيده حيله ومشغولا بالاستمتاع بما نهبه من نقود شعبه وهرب بها الي الخارج .

ومما يدعو الي الاستغراب و الحيرة ان الاغلبية في عالمنا تتغني ليل نهار بنظام الحكم الذي كان يعتبر عزرائيل هو ملك التغيير وتريد ان نرجع اليه وتترحم علي الخلافة التي كان آخرها الخلافة العثمانية التي استبدلت السيوف والمشانق بالخوازيق فاستطاعت السيطرة بفضلها لمئات السنين علينا واجبرتنا علي ان نغلق عقولنا بالضبة والمفتاح حتي لا يخترق العقول خازوق سفلي علوي واحتجنا هولاكو فرنسي اسمه نابليون لنعرف ان هناك شيء في العالم اسمه الحرية والاخاء والمساواة وان هناك مخترعات حديثة لم يعجبنا منها الا المدفع والبندقية والبارود فاستبدلنا السيوف بها ليستعملها عزرائيل في قصف ارواح الحكام طلبا للتغيير او قصف ارواح المعارضين طلبا للأستقرار , الاسم الحركي في بلادنا للجمود و الدكتاتورية وسيطرة حكامنا الطغاة علي الارض وما عليها و ما في جوفها .

بارك الله لنا في عزرائيل فهو يخلصنا من حياتنا المليئة بالقهر والظلم دهسا في مني أو انهيارا لمنازلنا الآيلة للسقوط او بالسكتة القلبية من الاحساس بالقهر وعدم القدرة علي فعل شيء كما يخلصنا من حكامنا الأشاوس نتيجة التخمة الناتجة عن التمتع بمباهج الحياة التي حرمنا منها كشعوب وكثرة الزواج الذي وصل بالبعض الي زوجة بكر كل أسبوع . حفظ الله لنا عزرائيل فهو ملاذنا الأخير .

مصدر عدل

  • عمرو اسماعيل , عزرائيل هو ملاذنا الأخير