مسيلمة الكذاب

مراجعة 00:56، 2 أكتوبر 2008 بواسطة imported>Moslim


في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفة ، فجاؤوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن لهم : أنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .

ولما قوي ساعد مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ... فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .


ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد .

مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه ، وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..


فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب فجيء به وهو مقيد ...

قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم أشهد بذلك .

قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟ قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .

فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده ... فأهوى الجلاد بسيفه وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .

ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم أشهد بذلك .

قال : وتشهد أني رسول الله ؟ قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .

فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون ...

ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ... وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .

حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم.. ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .

ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه نسيبة قالت :

لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته .

لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفَّى له اليوم كبيراً .