محمد بن سلمان آل سعود
محمد بن سلمان آل سعود (31 أغسطس 1985) ، دكتاتور صغير من السعودية تنقصه الخبرة ويتسم بالعدوانية وقائد لعاصفة الحزم داخل البلاط الملكي , أول من كسر قبضة السعوديين الأكبر سنا على الدولة التي أسسها كبير العائلة , محمد بن سلمان , ولي عهد يحاول جاهدا إقصاء منافسيه وضمان وصوله إلى العرش بسلاسة ودون معارضة , تحت ذريعة تشكيل لجنة لمكافحة الفساد قام بإعفاء الأمير، ذو النفوذ القوي، متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني من منصبه واعتقاله هو والأمراء الوليد بن طلال الملياردير العروف ، وتركي بن عبدالله بن عبد العزيز، وتركي بن ناصر، وعددا آخر من الأمراء ، وعشرات الوزراء ورجال المال والأعمال بتهم الفساد وتسبب في السقوط المفاجئ والغامض لطائرة منصور بن مقرن نائب أمير منطقة عسير مما أدى الى تجنب بقية الأمراء السعوديين ركوب الطائرات المروحية وعدم الأكل من شيئ غير معلوم المصدر .
الفساد يمارس على نطاق واسع في السعودية . الأمراء السعوديون غارقون في نهب المال العام ولم يحدث أن اتهموا بالفساد منذ تأسيس المملكة حتى الآن ، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس لجنة الفساد نفسه ملياردير كبير ! فمن أين جاء سموّه بثروته التي تمكّنه من دفع 500 مليون دولار ثمنا ليخته البحري وهو ما زال شابا في بداية الثلاثينات من عمره ؟ ولماذا كشفت الدولة السعودية عن فساد الأمراء والوزراء الآن ؟ ألم يكن الأمراء والوزراء يسرقون كما يشاؤون في السابق ؟ فلماذا لم يعتقلون ويتّهمون بسرقة المال العام بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم خلال السنوات الماضية .
محمد بن سلمان تمكّن من إبعاد محمد بن نايف عن ولاية العهد وإخراجه من الحكم ، وأبعد أبناء الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وأبناء الأمير الراحل سلطان عن السلطة ، وإنه الآن يستخدم إتهام الأمراء الأقوياء بالفساد والسرقة لتجريدهم من مناصبهم وإنهاء دورهم السياسي، ومنعهم من تشكيل جبهة معارضة عائلية ضدّه، وحرمانهم من إمكانية التصدي لهذه الاتهامات بالسرقة علنا والدفاع عن أنفسهم في وسائل الإعلام .
تصعب معرفة من أي مدرسة سياسية تعلم ولي عهد السعودية ، محمد بن سلمان، حتى عندما كان لا يزال ولياً لولي العهد قبل يونيو 2017، بداية حكمه تتحقق بفتح حروب متزامنة في الداخل وفي الخارج. حروب حرفية بالنار والدم مثلما حصل في اليمن منذ 2015 ، فور تسلمه منصب ولي ولي العهد ، أو حروب بلا دماء في حصار دولة قطر منذ منتصف 2017 ، أو حروب مجازية ضد أبناء العائلة الحاكمة منذ تأسيس المملكة السعودية في 1932، على شاكلة اعتقالات جماعية لأركان النظام السياسي والمالي و الإعلامي و الاقتصادي بشكل لا يبقى هناك أي مركز نفوذ في السعودية يحتمل أن يكون خارج السيطرة المباشرة لولي العهد ، قبل تسلمه العرش حتى، وهو لا يزال في الثانية والثلاثين من العمر.
كان سقوط الأمير متعب بن عبد الله متوقعًا على نطاق واسع. كان متعب يتولى مسؤولية القوة العسكرية الثالثة في المملكة ، بينما كان محمد بن سلمان قد استولى على وزارة الدفاع ثم وزارة الداخلية بعد أن خلع ابن عمه محمد بن نايف وكانت فقط مسألة وقت قبل أن ينقض ابن سلمان على متعب ليحكم بذلك سيطرته التامة على جميع التشكيلات المسلحة داخل المملكة. جرت العادة تاريخيًّا على أن يجند منتسبو الحرس الوطني من داخل القبائل المنتشرة في أنحاء المملكة. وفقام الدكتاتور الصغير بتجميد الحسابات البنكية لمشايخ القبائل التي تشارك في الجيش، وفرض حظر على سفر المشايخ البارزين منهم. ينحدر هؤلاء بشكل رئيسي من قبيلتي مطير والعتيبة، وهم معروفون بولائهم للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. لا يخفى أن الهدف من هذا الإجراء هو سد الطريق على أي محاولة للتمرد أو الانشقاق.
بمعني آخر، بإمكان الأمير الآن أن يفعل ما يريد بمن يريد ، بما في ذلك مصادرة ممتلكات الأفراد داخل وخارج السعودية. ودعونا نذكر أنفسنا بما بات يسيطر عليه حتى الآن، فالأمير يترأس جميع الجيوش الثلاثة في المملكة العربية السعودية، ويترأس شركة أرامكو ، أكبر شركة نفط في العالم ، ويترأس الهيئة التي تناط بها المسؤولية عن جميع الشؤون الاقتصادية ، والتي توشك أن تدشن أضخم عملية خصخصة تشهدها المملكة حتى الآن، وهو الآن يتحكم بشكل مطلق في كافة وسائل الإعلام السعودية.