لورانس العرب

لورانس العرب (1888 - 1935) عالم آثار وضابط إستخبارات تابع لمكتب التاج الملكي البريطاني في القاهرة تحت إشراف الجنرال إلنبي . لعب دورا مهما في ما يعرف بالثورة العربية الكبرى ضد "الإحتلال" العثماني التي زامنت الحرب العالمية الأولى إن لم تكن جزءا منها ؛ وكان من كبار بائعي الأوهام في أكشاك الندامة التي امتدت من شمال إلي أدنى خط سكة حديد الحجاز (1908-1916) حيث قام بخداع أكبر شنب في حينه في الحجاز ألا وهو وحيد زمانه وفريد سماته الفذ المحنك الصامت الذي لايعرف له وجه من قفى الشريف حسين الذي مات منفيا في قبرص فشخصية الرجل غامضة لدرجة الإنعدام وهذا باب لن نستطرد فيه ! ومعظم شيوخ وأفراد قبائل الحجاز في الجزء الشمالي لإقليم الحجاز الجغرافي.

يعتبر توماس إدوارد لورنس أحد أعمدة الثقافة الغربية الإستشراقية العسكرية بإعمدة الحكمة السبعة التي تركها كإرث له والتي لامست وجدانيات كان يفتقدها الرجل الغربي عموما وكانت تعتبر بمثابة درس لمن سيأتي بعده ليفعل مايفعل في هذه المنطقة التي تعتبر مهدا للإسلام. أرتبط إسم لورانس إرتباطا وثيقا في الصحراء فإلى حيننا هذا مازالت بعض القبائل(الرولة عموما) تسمي مواليدها الجدد بإسم أورانس الذي هو تصحيف البدو لإسم لورانس.

إشتملت أدوار لورانس التخريبية في المقام الأول على حث العرب على الإنفصال عن الكيان العثماني المرهق الذي كان يحاول أن يبقى محورا للعالم الإسلامي بسيطرته على المقدسات الإسلامية(الحرمين أولا والأقصى ثانيا)  ويريد أن يكون أوروبيا في نفس الوقت فلم تتأتى له هذه ولا تلك فأصبح كمن قيل فيه لا نال بلح الشام ولا عنب اليمن! كانت المهمة الرئيسية هي تأليف قلوب شيوخ القبائل بالذهب والسلاح وحثهم على مبايعة الشريف حسين كقائد للعرب في دولته التي لم تقم إلا لسنوات قليلة فكان لابد من معرفة وإحاطة فتفاصيل دقيقة عن ثقافة العرب الرحل الا وهم البدو فهم مادة العرب والأدرى بشعاب الجزيرة العربية فقد سبقت دراسات تشارلز داوتي التي قام بها ووضعا مجلدا (صحراء جزيرة العرب - Arabia Deserta) وكانت مرجعا مهما وتعتبر خلاصة أبحاث الإستشراق في جزيرة العرب التي بدأت في القرن السادس عشر هجري.