لاكتاب:الوثيقة العمرية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


هناك أشياء في التراث الإسلامي ، لا تتداول و مسكوت عنها فنحن كما العادة منذ الأزل وحتى الآن نمدح الحاكم ونخفي أخطاءه ، ونحمي تاريخنا ، ولا نتحدث فيما يعيبنا منه فبقدر ما تحدثنا عن عدل عمر بن الخطاب بقدر ما أخفينا من أمور فعلها تسيء له أو تسيء إلى الإسلام كما يحبون أن يكون . والغريب أن هذه الوثيقة التي تعامل أهل ديانة سماوية أخرى بذل ثم يأتي الشارحون ليعتبروها وثيقة تدل على تسامح المسلمين مع البلاد التي فتحوها وليكن القارئ هو الحكم

عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام ، وشرط عليهم فيه ألّا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب ، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم ، ولا يؤووا جاسوساً ، ولا يكتموا غشاً للمسلمين ، ولا يعلّموا أولادهم القرآن ، ولا يُظهِروا شِركاً ، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا ، وأن يوقّروا المسلمين ، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس ، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم ، ولا يتكنّوا بكناهم ، ولا يركبوا سرجاً ، ولا يتقلّدوا سيفاً ، ولا يبيعوا الخمور ، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم ، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا ، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم ، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين ، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً ، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ، ولا يخرجوا شعانين ، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم ، ولا يَظهِروا النيران معهم ، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين . فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم ، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق

أجاب المسيحيون

هذا كتاب بعثنا به نحن مسيحيوا الشام إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إن أتيتم بلدنا هل ستأمننا منكم لأنفسنا ولذوينا ولأموالنا ولإخواننا في الدين ؟. نتعهد بأن لا نبني كنائس ولا صوامع ولا بيعاً ولن نعمر ما أشرف على الانهدام منها ولن نصلح ما يقع منها في أحياء المسلمين . نؤوي المارة والمسافرين من المسلمين في بيوتنا ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام فقط ولن نقبل جاسوساً ولا عيناً في كنائسنا ولا في دورنا ولن نخفي على المسلمين ما من شأنه الإضرار بمصالحهم . لن نعلّم أولادنا القرآن ولن نحتفل بقداديسنا على مرأى الناس ولن ننصح بذلك في عظاتنا ولن نمنع أحداً من أهل ديننا من اعتناق الإسلام إن أراد. نعامل المسلمين بالبر والإحسان ونقوم إذا جلسوا ولن نتشبه بهم في الملبس ولن نأخذ بلسانهم ولن نكني أنفسنا ولا أولادنا ولن نسرج ولا نحمل سلاحاً ولن نضرب في خواتيمنا حروفاً عربية ولن نتاجر بالمسكرات ونحلق مقادم رؤوسنا ولن نعرض كتبنا ولا صلباننا في أماكن المسلمين