لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 1:
[[ملف:Big_lie_2.svg|200px|left|]]
'''الكذاب''' لم يكن أشين من الكذب عند [[العرب]]، كان العربي يغزو وينهب، لكنه لا يكذب، حتى [[كافر|الكفار]] لم يكونوا يكذبون ونرى أمثلة في السيرة النبوية، مثال ذلك أبو سفيان وقد أتيحت له الفرصة ليكذب وقد دعي إلى المثول بين يدي هرقل ملك الروم، و[[عمرو بن العاص]] عندما أوفدته [[قريش]] إلى النجاشي، فلم يتّهم [[اسلام|المسلمين]] بما ليس فيهم، بل إن قريشاً عندما قالت للنبي [[محمد]]: لا نكذِّبك بل نكذب ما جئت به، لشدة توقيرها للنبي وثقتها بصدقه، فكان ذلك منتهى صدق المشركين، فلم تجرّب عليه كذباً، فلماذا يكذِّب [[زعماء عرب|الحكّام العرب]]، بل لماذا لا يصدقون في أصولهم و[[الإسم|أسماء]] آبائهم و[[أم]]هاتهم، ولماذا يكذب إعلامهم حتى في نشرة الطقس، وهي نشرة أحوال جوية، وليست نشرة بورصة، ولا نشرة [[دائرة المخابرات|مخابرات]].
ارتفاع الحرارة ليس رجساً من عمل [[الشيطان]]، وليس تخصيبا لليورانيوم، وانخفاضها ليس توهيناً لنفسية الأمة، فالحرارة ترتفع في كل البلاد السامية والنامية، فلن تخيس درجات الحرارة ب[[ناموس]] الرئيس، وارتفاع حرارة الجو لا يعني أن البلاد بها حُمّى، وليس البرد ولا الضباب من أقارب الرئيس وبقية أهله. ولماذا يحب [[القائد العربي المحنك|الرئيس]] الغرف المغلقة ويكثر من كلمة ال[[شفافية]]؟ ومن ذكر المؤامرة الكونية، ويأمر [[الشعب]] بأن لا يصدقوا شيوخ الفتنة وأن يتجنبوا [[الفضائيات العربية|الفضائيات]] المغرضة؟
الكذب يلقّن للتلاميذ في [[مدرسة|المدارس]]، والجنود في الثكنات، والقضاة في محاكم الظلم، وأنّ الرئيس يقسم كذباً، وقد حاول رئيسان [[عرب]]يان، أو ادعيا الصدق، فتأسيا ب[[مصطفى كمال أتاتورك|أتاتورك]]، فأقسما ب[[شرف]]هما ومعتقدهما على [[الدستور]]، فعبنا عليهما لأنها جعلا شرفهما مقدساً، لكنهما كانا صادقين، فقسمهما بشرفهما يبيح لهما الكذب والنكول عما جاء في الدستور.
تخرج المسيرات العفوية، بأمر صارم وإيعاز ووعيد وتحشيد، والويل لمن لا يكون عفوياً في [[مجتمع]] يضبط كالآلة، و[[انتخابات|تنتخب]] أجهزة الرئيس أبرع المذيعين في الخداع والكذب، وأبرع الفقهاء في انتحال [[فتوى|الفتاوي]] في الأوقاف. وجميع أجهزة [[الدولة]] [[العربية]] المعاصرة تجدل حبل الكذب، حتى طال كثيراً أطول من ليل الضرير، وعندما يصدق [[مواطن]]، يُعتقل فوراً، ويجرَّ إلى دواليب التعذيب حتى يعذِّبه السجان تعذيباً شديداً، كي يفضي بما في سريرته، فإن صدق كذّبه السجان، لأن الصدق [[ممنوع]]، وجزاء الصدق القتل، فيعذبه حتى [[الموت]] لاعترافه بذنبه ولأنَّ الصدق خيانة عظمى، وتكون روحه وهي تُنتزَع أصدق الشهادات. فلا صدق أكثر من [[الموت]].
وإن كذب الضحيّة، فالسجانون يستشعرون الصدق والكذب في النبرة وومى ال[[عين]] وخلجة النفس، ليس لذكائهم وإنما بالخبرة، عذّبوه لأنه يكذب مع أنهم يسرّون بالكذب، لكنهم خائفون، ويريدون معرفة [[الحقيقة]]. ويعرف السجان صدقه وكذبه ليس من لسانه وعقله وقلبه، وإنما من [[اسم]]ه وأصله ومذهبه، وأنه لا يكذب إلا لأنه خائف، لكن الكذب في [[كذاب|المعتقل]] غير الكذب خارجه، وقد خسر فرصته، فصدق مرة وكفر، فكان جزاؤه القتل. فلا الصدق يجدي ولا الكذب ينجي.
ولذلك رفعت [[دول عربية|الدول العربية]] المعاصرة من شأن الممثلين، لأنهم يصدقون في الكذب ويكذبون في الصدق، وتضيع شخصياتهم [[حقيقة|الحقيقية]]، وعمل [[دائرة المخابرات|المخابرات العربية]] هو في تحرّي الصدق بين أفراد [[الشعب]] وصيد الصادقين وإعادتهم لضبط المصنع، كما الأمر في دولة [[عمى الألوان|العميان]] في رواية هربرت جورج ويلز، وكانوا قد اكتشفوا مبصراً وافداً، فقرروا سمل عينيه، فهرب ونجا بنفسه.
تقبل الدول العربية [[الوطن]]ية المعاصرة [[السكوت]] عادة إلا في المناسبات الوطنية، فواجب [[المواطن]] الكذب إن تعرض ل[[امتحان]] مقابلة [[التلفزيون]]، أو دُعي لحفلة العرس الوطني، أو الانتخاب، وإن [[رقص]] مدعياً الفرح ارتفع شأنه، وسما قدره، ونال بعض الحظوة. [[دولة]] الكاذبين تعاقب على الكذب غير المعقول، كأن يبالغ [[المواطن]] في تقديس [[الزعيم]] تقديساً أكثر من الرب في السماء، فالزعيم متواضع ويقبل بمرتبة المرسلين، وأحياناً بمنزلة الإله، وقد يُعاقِب بعض المغالين، إيهاماً للناس بغيرته على [[الدين]]،
===أنواع الكذب ===
* '''كذبة بيضاء''' : حين تسألك زوجتك التي تشبه [[شعبان_عبد_الرحيم|شعبولا]] عن أكثر شيء يعجبك فيها وتجيبها : [[اسماعيل_هنية|عيناكي]] و [[ياسر_عرفات|شفتاكي]] يا حبيبتي .
|