الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قناع»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 17: سطر 17:
قد يكون القناع رمزا أو بعدا جماليا ومكياجا يجعل الوجه أكثر حقيقية من حقيقته ، [[الإنسان|فالبشر]] اخترعوا المجاز حتى لا [[الموت|تقتلهم]] الحقيقة . الأفعال الجميلة عادة تحمل قيمتها وتستمد قوتها من ذاتها بوصفها فعلا جميلا مستقلا لا يحتاج يدا [[الأجنبي|خارجية]] لتبرير أو تلميع جماليته ؛ غير أن الأفعال المشبوهة هي التي تحتاج لبهرجة وإضاءة وقناع من أجل إبراز جماليتها وخيريتها المزعومة. هل من أجل التبرع لبناء دار للأيتام يحتاج الأمر أن تنشئ حسابا على ال[[فيسبوك]] للتحسيس بذلك؟ هل كتابة نص يعبر عن آلام الموجوعين وتسيل منه [[بكاء|دموع]] اليتامى والأرامل وينتصر [[الإنسان|للإنسان]] أينما كان يحتاج مؤتمرات صحفية وتنظيما و[[الإسم|اسما]] وميزانية ؟
قد يكون القناع رمزا أو بعدا جماليا ومكياجا يجعل الوجه أكثر حقيقية من حقيقته ، [[الإنسان|فالبشر]] اخترعوا المجاز حتى لا [[الموت|تقتلهم]] الحقيقة . الأفعال الجميلة عادة تحمل قيمتها وتستمد قوتها من ذاتها بوصفها فعلا جميلا مستقلا لا يحتاج يدا [[الأجنبي|خارجية]] لتبرير أو تلميع جماليته ؛ غير أن الأفعال المشبوهة هي التي تحتاج لبهرجة وإضاءة وقناع من أجل إبراز جماليتها وخيريتها المزعومة. هل من أجل التبرع لبناء دار للأيتام يحتاج الأمر أن تنشئ حسابا على ال[[فيسبوك]] للتحسيس بذلك؟ هل كتابة نص يعبر عن آلام الموجوعين وتسيل منه [[بكاء|دموع]] اليتامى والأرامل وينتصر [[الإنسان|للإنسان]] أينما كان يحتاج مؤتمرات صحفية وتنظيما و[[الإسم|اسما]] وميزانية ؟


في مجتمعاتنا [[الإسلام|الإسلامية]] لا يمكن أن تكون مجرما بدون رتوش وقناع لأننا تربينا على النفاق والمواربة في كل شيء ؛ فحتى اللصوص و[[التلاعب بالمال العام|سراق المال العام]] والقتلة و[[السحر|المشعوذون]] و[[اغتصاب|المغتصبون]] يفعلون كل ذلك باسم [[الله]] و[[الدين]] في [[مجتمع]] لا يميز بين الوحي والرأي ؛ بين [[العالم]] والظالم لنفسه ، فيكفي أن تقول كلاما [[غباء|غبيا]] وعنصريا باللغة [[العربية]] ليصبح مرجعا ونصا مقدسا
في مجتمعاتنا [[الإسلام|الإسلامية]] لا يمكن أن تكون مجرما بدون رتوش وقناع لأننا تربينا على النفاق والمواربة في كل شيء ؛ فحتى اللصوص و[[التلاعب بالمال العام|سراق المال العام]] والقتلة و[[السحر|المشعوذون]] و[[اغتصاب|المغتصبون]] يفعلون كل ذلك باسم [[الله]] و[[الدين]] في [[مجتمع]] لا يميز بين الوحي والرأي ؛ بين [[العالم]] والظالم لنفسه ، فيكفي أن تقول كلاما [[غباء|غبيا]] وعنصريا باللغة [[العربية]] ليصبح مرجعا ونصا [[مقدس]]ا .


في [[مجتمع]] يمكنك أن [[اغتصاب|تغتصب]] الأمهات والبنات وتهين [[كرامة]] الإنسان بطلسم [[العدم|فارغ]]. في بلاد يمكنك أن تربي [[لحية]] كما تربي كبشا وأنت بائع مخدرات لا يشق له غبار. في مجتمع يطالب [[سرقة|السارق]] بتطبيق الشريعة ؛ وتطالب [[قحبة|المومس]] المتزوجة بتفعيل الرجم وينادي [[الرجل]] الخصي بتعدد الزوجات ويصرخ مقطوع اليدين بحقه في العزف على البيانو . في بلاد المتناقضات والانفصام [[حب]] الرسول [[محمد]] يعني الشبق [[مركوب جني|المجنون]] بالنساء البريئات ؛ والالتزام ب[[الدين]] يعني جعل [[تجارة الرقيق عند العرب|العبودية]] الظالمة للبشر ركنا سادسا من أركان [[الإسلام]] ؛ والمواساة والأخوة [[الدين]]ية تعني الدفاع عن وضع مريض قائم على تراتبية وجاهلية متعفنة تقزم [[الإنسان]] إلى درجة ما تحت الحضيض.
في [[مجتمع]] يمكنك أن [[اغتصاب|تغتصب]] الأمهات والبنات وتهين [[كرامة]] الإنسان بطلسم [[العدم|فارغ]]. في بلاد يمكنك أن تربي [[لحية]] كما تربي كبشا وأنت بائع [[مخدرات]] لا يشق له غبار. في مجتمع يطالب [[سرقة|السارق]] بتطبيق الشريعة ؛ وتطالب [[قحبة|المومس]] المتزوجة بتفعيل الرجم وينادي [[الرجل]] الخصي بتعدد الزوجات ويصرخ مقطوع اليدين بحقه في العزف على البيانو . في بلاد المتناقضات والانفصام [[حب]] الرسول [[محمد]] يعني الشبق [[مركوب جني|المجنون]] بالنساء البريئات ؛ والالتزام ب[[الدين]] يعني جعل [[تجارة الرقيق عند العرب|العبودية]] الظالمة للبشر ركنا سادسا من أركان [[الإسلام]] ؛ والمواساة والأخوة [[الدين]]ية تعني الدفاع عن وضع مريض قائم على تراتبية وجاهلية متعفنة تقزم [[الإنسان]] إلى درجة ما تحت الحضيض.


في هذا ال[[مجتمع]] يمكنك ممارسة كل الرذائل وما عليك إلا أن تكتب أو تتلفظ قبل أية جريمة بآيات [[القرآن|قرآنية]] أو [[البخاري|أحاديث]] أو مأثورات أو حتى هلوسات ؛ فالمهم أن تحتمي خلف حروف من اللغة [[العربية]] الفصحى أو خلف صاحب [[عمامة]] مشتراة من مخصصات بناء [[المسجد|المساجد]] أو من بيع الوهم لل[[جهل]]ة وال[[فقراء]] والمحبطين وما أكثرهم ؛ وستصبح نبي القرن الواحد والعشرين في [[أرض]] يوما لم تنبت الأنبياء .
في هذا ال[[مجتمع]] يمكنك ممارسة كل الرذائل وما عليك إلا أن تكتب أو تتلفظ قبل أية جريمة بآيات [[القرآن|قرآنية]] أو [[البخاري|أحاديث]] أو مأثورات أو حتى هلوسات ؛ فالمهم أن تحتمي خلف حروف من اللغة [[العربية]] الفصحى أو خلف صاحب [[عمامة]] مشتراة من مخصصات بناء [[المسجد|المساجد]] أو من بيع الوهم لل[[جهل]]ة وال[[فقراء]] والمحبطين وما أكثرهم ؛ وستصبح نبي القرن الواحد والعشرين في [[أرض]] يوما لم تنبت الأنبياء .