الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:مقالة مختارة»

أُزيل 696 بايت ،  قبل 3 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[صورة:Alberto conversi profile pic.jpg|left|120px|]]
'''[[المندس]]''' اليوم قتلت شخصاً في ساحة الإعتصام وعندما عدت لل[[بيت]] وجدت [[أب]]ي [[بكاء|يبكي]] , سألته : ماذا هناك يا أبي ؟ قال: غريب ما .. قتل أخاك في الشارع , أصابته طلقة لأن صوته أصاب عروش [[دكتاتور|الطغاة]] , آه كم كانت [[ولادة|ولادته]] عسيرة ، لكن قميصه المضرج بالدمِ أفضل ! لونه ضارب للسمرة اكثر من الحمرة، ارجواني مطعون بالبنفسج الكئيب ، كان مرحاً قبل يومين ، أقرانه في ساحة الإعتصام أشعلوا شمعة عرفتها من بين الشموع . المندس'[[شخصيات|شخص]] ينتمي الى الفئات الأكثر هامشية و[[مراهقون|الأصغر سناً]] والأكثر بطالة بين الشباب كان قبل [[الثورة]] صغيراً حتى أن يذهب لل[[مقهى]] أو يتأخر ليلاً , طالت [[لحية|لحيته]] من وقوفه تحت الشمس من تموزَ الى تموز ، منذ [[ولادة|ولادته]] يبيع الماء أو يفرش بضاعته على [[الأرض]] ليصادرها [[شرطة|شرطي]] بأمر [[زعيم|الرئيس]] . يعيل خمسة أو سبعة أفراد ، ويحفظ جدول ضربه الذى أضيف عليه رصاص القناص , لم يرى [[دولار]]اً واحداً ؛ أما المليار فرقم فلكي صعب لا يدركه , فشهور [[سرقة|السراق]] طوال والمال شحيح لا يكفي أما شهور الضيم على البؤساء فهو الأعرف بقسوتها. يساعد المندس على التحلل من عبء المسؤولية [[الوطن]]ية و[[الأخلاق]]ية من خلال تحميله وزر التخريب وال[[فوضى]] والدمار . لا [[هوية]] واضحة ومعلنة له , يتغلغل في الحشود . شخص [[عصب|غاضب]] ويائس ومستضعف مثخن بالإحباط واليأس والقنوط لا يجد إلا أن يعبر عن مرامه بالإحتجاج وإن كان مرفوضاً ومستهجناً من قبل الأكثرية القانعة والمستريحة . المندس شخص سأم الوعود وعمل اللجان الحكومية وانتظار نتائج الاجتماعات الموسعة على مستوى الرئاسات ورؤساء الكتل [[سياسة|السياسية]]. لم يعد بإستطاعته الصبر على مشروعات قوانين تعد بالخير الوفير في زمن ومكان يضيق بقاطنيه . لا يتقن على الأغلب [[أدبيات|أدب]] كتابة البيانات [[الثورة|الثورية]] المفوهة أو الخطابات المعبرة ببلاغة عن معاناته لكنه يمثل ذروة ما ينبغي الاستماع إليه والصبر على غضبته.
 
ما أجمله وهو مسجى بدمائه ، وعلى وجنته اليسرى ، او اليمنى وشم كانت تتندر عليها [[أم]]ه عندما كان صغيراً تغسل وجهه من عبث [[الأطفال]] وبقايا الطين . طين في طين , [[وطن]]ه طين، حظه من [[تراب|طين]] ، وقلبه نار ستسجر فيها الطين , فهو يبني [[وطن]]اً تخمّر بدمه و[[بكاء|دموع]] الناس وشقاء المحرومين .دار ودارت أيامه شاحبةً وكبر وما زال ببلاد موعود , لم يلملم سوى أشلاء رفاقه القتلى وبأحسن حال قبض للريح [[العدم|وهمِ]] ووعود , قالوا له مرة صبراً ، وأخرى أمراً، ومن بين الجفنين عمره ومضاً يمضي ، وإن قُدّر من بين [[ابن|الأبناء]] له ولداً غراً فلن يجني سوى أرقامٍ توهمه [[سعادة|سعيدا]] ، لكنه يقضي العمر وحيدا بين السأمِ وجنون [[السكوت|الصمت]] وغياب الوقت .
351

تعديل