عدنان أوكتار

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عدنان أوكتار (بالتركية: Adnan Oktar) والمعروف باسم هارون يحيي (1956) داعية إسلامي تركي مثير للجدل . أشهر ما يثيره من جدل في تركيا ، هو استقدام أجمل الفتيات التركيات إلى مكتبه وتقديمه أمامهن محاضرات دينية، بينما يقدمن عروضاً راقصة بين الحلقة الدراسية والأخرى. ورغم أن هذا الأسلوب يبدو ترفيهياً ومبتذلاً ، أو حتى رخيصاً، إلا أنه أثبت جدواه في التسويق. إذ لا تزال نسبة مشاهديه مرتفعة، ويُنظر إلى حلقاته التلفزيونية كمزيج يجمع بين التسلية والتشويق من جهة، والقيم الأخلاقية والتعليم الديني من جهة أخرى.

طريقة إدارة أوكتار للبرنامج تبدأ بكلمة له في موضوع ديني ما، فيما الكاميرا تتنقل بينه وبين وجوه الفتيات وأجسادهن بلباسهنّ القصير والمثير دائماً. ثم، بعد نهاية الحلقة الدراسية الدينية الأولى، يتم بث الموسيقى الفلكلورية والطربية التركية فتتسابق الفتيات إلى الرقص أمام الداعية بطريقة مثيرة، فيما يعمد هو إلى النظر إليهن أو الرقص معهنّ أحياناً، أو يكتفي، كما غالباً، بالتمايل في مقعده أحياناً أخرى. وبعد دقائق معدودة من الرقص والموسيقى، يعود الإنضباط إلى الاستوديو، فيبدأ يحيى درساً دينياً جديداً في أمور الشريعة الإسلامية.

في 2011 ، أطلق أوكتار قناته "A9" بهدف بث محاضراته الدينية على الهواء مباشرة، وسرعان ما حظيت حلقات برامجه التلفزيونية باهتمام كبير من وسائل الإعلام التركية والدولية بسبب غرابتها الشديدة، خصوصاً تلك التي يظهر فيها الفتيات الجميلات اللواتي يرتدين ملابس مثيرة ويضعن مساحيق تجميل ويرقصن ويتناقشن مع أوكتار في موضوعات عدة حول الإسلام.

يؤكد أوكتار دائماً أن هدفه الأساسي هو تقديم نسخة عصرية من الإسلام، لكن رئيس الشؤون الدينية التركية وصفه بأنه شخص يعاني من مشاكل عقلية ، محذراً من مشاهدة قناته، قبل أن يرد أوكتار عليه بأن رواتب الشؤون الدينية يتم سدادها من ضرائب بيوت الدعارة في تركيا .

شارك في برنامج هذا الداعية التركي المثير للجدل إسرائيليون كثر منهم عضو الكنيست يهودا غليك (الليكود)، ووزير الاتصالات أيوب كارا (الليكود)، فضلاً عن الكثير من الحاخامات، والزيارات مدفوعة التكاليف بالكامل .أوكتار نجح منذ إنشاء قناته التلفزيونية A9، في استضافة سياسيين وحاخامات كثر من إسرائيل ، معلقاً بالقول إن رغبة بعض السياسيين ورجال الدين الإسرائيليين في الظهور في برنامج أوكتار التلفزيوني قد يكون سببها هو موقفه من المسجد الأقصى. من وجهة نظر أوكتار، فإن المسيحيين واليهود والمسلمين يمكنهم جميعاً أن يعبدوا الله في المسجد الأقصى، وأن الأرض هناك تتسع للجميع، على حدّ تعبيره.

الداعية عدنان أوكتار جمع المجد من طرفيه، عبر مجالسة أجمل مخلوقات الأرض وتعليمه أنبل القيم السماوية في آن واحد ، يبقى أسلوبه الإعلامي والتسويقي اللافت غير مقبول لدى بعض الأتراك. حيث لا يُستثنى من الانتقادات بين الحين والآخر، وخصوصاً من دعاة يرون في أساليبه انتقاصاً من الدين. في حين يتحاشى يحيى الرد عليهم غالباً، ويشدد على حرية أسلوب العمل طالما الغاية هي التبشير بالدين وإعلاء شأنه، كما لا يمتنع أحياناً من السخرية من غيرتهم منه بسبب فشلهم ونجاحه.

يتعامل أوكتار مع النساء بشكل مختلف تماماً عن تعامل أغلب رجال الدين المسلمين معهن، إذ يعتبر النساء مخلوقات مذهلة، واصفاً إياهن بأنهن "أجمل الكائنات على الأرض، أعمال فنية رائعة خلقها الله. إنهن كائنات متألقة يجب احترامهن والإعجاب بهن، والوقوع في غرامهن ، ويكمل أن النساء يمكنهن ارتداء البكيني ، حيث أن الحشمة في الإسلام من وجهة نظره هي فقط عدم إظهار الحلمتين ومنطقة الرحم ، بحسب قوله.

كشف تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن أوكتار زعيم لطائفة دينية تقوم بأعمال جنسية تحت غطاء إسلامي ، ناقلاً شهادتين لسيدتين تركيتين كانتا منضمتين لتلك الطائفة لسنوات طويلة، وقالتا لمحرر الصحيفة إنهن حاولن الهرب من الطائفة أكثر من مرة لكنهن فشلن، بسبب الرقابة الشديدة التي يتعرضن لها، قبل أن تتمكن إحداهن من الهرب بمساعدة والدها في سيناريو بوليسي .لا يمكن القول إن الرجل مجرد داعية إسلامي كما يصف هو نفسه ، فقد بات أقرب لزعيم طائفة دينية ، لها تفاصيل وأسرار لا يعرفها الكثيرون ، خصوصاً أن المشترك الوحيد بين أتباع طائفته هو أن كل المنتمين لها من الأثرياء ، وبحسب شهادات لبعض من كانوا في تلك الطائفة فإن قرار الخروج منها ليس أمر سهلاً أبداً بل محفوف بالمخاطر.

بحسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية مطلع عام 2018 هناك أقاويل كثيرة في تركيا ترى أن أوكتار صديق شخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وإنه داعم حقيقي له. أوكتار قدم مؤلفات عدة تتبنى نظرية المؤامرة، وتهاجم الماسونية والصهيونية والإلحاد، وكان السبب في غلق موقع داعية الإلحاد البريطاني ريتشارد دوكينز في تركيا.

أوكتار أُدين عام 2008 بالسجن لمدة ثلاث سنوات، لاتهامه بتصوير أتباعه وهم يمارسون الجنس من أجل ابتزازهم، لكن هذا الحكم ألغي عام 2010 . وفي بداية دعوته، اتُهم أوكتار بالتحريض على قيام ثورة دينية، وصدر حكم وقتها بحبسه 19 شهراً، قضى 10 منها في مصحة نفسية ، بعد أن قيل إنه يعاني من اضطراب الوسواس القهري والشيزوفرينيا. لكن بعد إطلاق سراحه بدأت جماعته الدينية تزيد بشكل كبير واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعاراً لها.

بعدما أثمر عمله شهرة في تركيا والبلقان وأوروبا خلال السنوات الماضية، يعمل يحيى ومساعدوه على التوجه إلى الجمهور العربي واقتحام هذا العالم. وذلك عبر كتابته أخيراً مقالات في بعض الصحف والمواقع العربية، وعبر إنشاء صفحات إلكترونية وحسابات له تبث أفكاره وتعاليمه بلغة الضاد، بالإضافة إلى إعطاء دروسٍ بشكل متزايد تتعلق باللاجئين والوحدة الإسلامية والحضارة العربية .