الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ضبع»

أُضيف 53 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 32:
|}
 
كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، و سالف العصر و الأوان ، [[صدام حسين|ليث]] أغلب ، نصب نفسه على [[العراق|الغابة]] سلطاناً ، و كان ديدنه إفتراس [[معارضة|الغزلان و الحملان]] ، يعاونه في غزواته [[برلماندائرة عربيالمخابرات|ضبع شرس]] لا يشبع من الفتك [[مواطن|بالحيوان]] . و لأن الضبع كان يعرف أن [[صدام حسين|سيده الليث]] تكفيه هو و لبوته و شبله في كل وجبة [[معارضة|ثلاثة من الحملان أو الغزلان]] ، لذا فقد اعتاد الضبع قتل عشرة منها ، كي يصطفي لنفسه السبعة الباقية . ضجت الحملان و الغزلان من الفتك الذريع بهن ، فاشتكين عند [[ثور مجنح|الفيل]] . شمر الفيل عن خرطومه ، و توجه راعداً نحو عرين الضبع ، و استدعاه ، و قال له و هو يلوح بخرطومه
 
* أسمع ، أيها الضبع النتن ، إياك إياك و أن تفتك مرة أخرى بأي [[مواطن|حمل أو غزال]] ، و إلا طوحت بك في غياهب [[جهنم|مستنقع الرمال المتحركة]] ، فتغرق هناك غير مأسوف عليك ، ثم تطوف جثتك فوق مياه المستنقع ، فتأكلها الأبوام و العقبان .
سطر 45:
* مطعم الماكدونالدز ؟ و لكن نسبة الكوليسترول فيه عالية ، و لحومه متورمة ، و مجدرة ، و مذبوحة على غير [[الإسلام|أحكام الشريعة]] . كما أنها تتسبب في عسر الهضم ! و لا تنسَ أنني حيوان مفلس ، لا يملك شروى نقير !
* لماذا لا تشتغل في [[قحبة|مهنة مفيدة]] غير الفتك بالدواب المسالمة ، فتكسب منها ما تحتاج من النقود ، و تشتري طعامك بعرق جبينك ؟
* و لكنني يا معالي [[ثور مجنح|الفيل]] أمتهن [[شرف|أشرف]] [[موظف|وظيفة]] ؛ و إن كنت أستحرم من قبض النقود لقاء نتاج عرق جبيني ؛ و كل ذلك قربة إلى [[الله|الرب تعالى]] .
* و ما هي وظيفتك ؟
* أنا الكاهن الأعظم [[المعارضة العراقية|للهيكل الحجري]] .
سطر 70:
* الدلو .
* طيـ ..
* إسمع يا سيد جعرور ، لا حاجة لي في [[انتظار]] ما سيحصل لي مستقبلاً ؛ كما أن وقتي ثمين ؛ و لست مستعداً لسماع [[طاش ماطاش|ترهاتك]] ، البتة . أريد منك الآن وعداً باتاً بأنك لن تفترس أحداً من أخواتي بالرضاعة ، مفهوم ؟
* مفـ مفهوم ، [[حفظه الله ورعاه|نيافة]] الفيل المبجل .
* هل أعتبر هذا وعداً قاطعاً منك ، يا سيد جعرور ؟
سطر 81:
و كان من بين الوفود المبايعة [[عمامة|شيخ عشيرة الثعالب]] ، الذي سأل الضبع عن سبب هزاله ، فقص عليه الحاكم جعرور قصة وعده القاطع [[ثور مجنح|للفيل]] بعدم [[سرقة|الفتك]] ب[[مواطن|الحملان و الغزلان]] . لام الشيخ العجوز الضبع على ضعفه و تهاونه في وضع الأمور بنصابها القانوني السليم ، و طالبه بوضعٍ حد لتجاوز الفيل على الحقوق التي كفلها الدستور له باعتباره حاكم [[العراق|الغابة]] ، على سن و رمح . ثم ، عرض شيخ الثعالب أن يأخذوا هو و عشيرته على عاتقهم مهمة شد وثاق الفيل شداً محكماً لا انفكاك له منه ، و تركه على تلك الحالة ، في[[موت]] من الجوع و العطش قضاءً و قدراً . و طلب الشيخ الماكر من الحاكم إصدار الأوامر المشددة لكل [[الحيوانات]] بعدم التدخل بشؤون قضاء الرب العادل المستقل بخصوص الفيل .
 
فرح الضبع بهذه الخطة الذكية الحكيمة ، و وعد شيخ الثعالب بجائزة له و لكل أفراد عشيرته إن هم أفلحوا في تنفيذها ، كما أصدر أوامره المشددة بعدم التدخل بشؤون قضاء و قدر الرب العادل المستقل بخصوص الفيل . في [[كهرباء|الليل]] ، إنسل [[عمامة|الثعلب العجوز]] مع أفراد عشيرته إلى أيكة الفيل ، و طلبوا منه استضافتهم عنده . رحب الفيل بالضيوف أحر الترحيب ، و قدم لهم الورود هدايا ، فردوا عليه بهديتهم : [[عرق|نبيذ]] الكرز . فرح الفيل بهذه الهدية الفريدة ، و عب منها ما شاء ، حتى تعتعه السكر ، و نام . عندها ، شدَّ الضيوف وثاقه بأمراس الكتان شداً محكماً ، و انسلوا منسحبين تحت جنح [[كهرباء|الظلام]] .
 
في الصباح ، صحا [[ثور مجنح|الفيل]] المغلول من سكرته ، و راح يصرخ و يستغيث . تقاعست كل [[الحيوانات]] عن نجدته إمتثالاً للأوامر المشددة للحاكم العادل ، و سدت آذانها ؛ إلا [[مثقف|بغل عنيد]] ، سمع الرعد الرهيب للفيل ، فخف لنجدته ، و فك أسره ، بعد جهد جهيد . ما أن استعاد الفيل حريته ، حتى قرر الرحيل نهائياً عن تلك [[العراق|الغابة الملعونة]] ، مرة ، و إلى الأبد . رجاه البغل التراجع عن قراره المؤلم هذا ، و هو يقول له : كيف يا [[حفظه الله ورعاه|معالي]] الفيل المحترم يمكن أن تقرر الرحيل عن هذه الغابة ؛ فتترك المقام في [[العراق|بلدك العزيز]] ، الذي [[ولادة|ولدت]] و ترعرعت فيه ، و شربت من ماءه العذب ، و تنفست هواءه الطلق ؟ . ألا بئس المقام في بلد يتسنم الحكم فيه [[سياسيون عرب|ضبع نتن حقير]] ؛ و يتولى الشدّ فيه [[رجال دين|ثعلب غادر سكير]] ؛ و لا يتكفل بالحل فيه إلا [[مثقف|بغل عنيد]] غرير .
مستخدم مجهول