الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سيارة نصف نقل»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
imported>Amazegho
(أنشأ الصفحة ب''''شاحنة البيك أب أو السيارة النصف نقل''' (بالإنجليزية: Pick-Up) هي شاحنة صغيرة مكشوفة الخلفية تحمل ...')
 
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
'''شاحنة البيك أب أو السيارة النصف نقل''' (بالإنجليزية: Pick-Up) هي شاحنة صغيرة مكشوفة الخلفية تحمل البضائع والأحمال وجثث الزعماء بعد إغتيالهم . تم مصادرتها و منع إستيرادها في دولة غير ديمقراطية , من قبل زعيم غير ليبرالي منع أصحاب المواشي في دولته الذين يعتبرون سيارة النصف نقل نصفهم الأول الذي يتقاسمونه مع نصفهم الثاني من الأغنام والنساء الذين ينقلونهم من مرعى إلى آخر . الزعيم كانت له أسبابه القاهرة ، فقد تفاقمت كآبته، منذ رأى جثة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يحملها في شاحنة البيك-أب
'''شاحنة البيك أب أو السيارة النصف نقل''' ([[بريطانيا|بالإنجليزية]]: Pick-Up) هي شاحنة صغيرة مكشوفة الخلفية تحمل البضائع والأحمال وجثث [[زعماء عرب|الزعماء]] بعد إغتيالهم . تم مصادرتها و [[الممنوع|منع]] إستيرادها في دولة غير [[ديمقراطية]] , من قبل زعيم غير [[الليبرالية|ليبرالي]] منع أصحاب المواشي في دولته الذين يعتبرون [[سيارة]] النصف نقل نصفهم الأول الذي يتقاسمونه مع نصفهم الثاني من [[خروف|الأغنام]] و[[المرأة|النساء]] الذين ينقلونهم من مرعى إلى آخر . ال[[زعيم]] كانت له أسبابه القاهرة ، فقد تفاقمت كآبته ، منذ رأى جثة الرئيس المخلوع [[علي عبدالله صالح]] يحمله في شاحنة البيك -أب رعاع لم يقيموا وزنًا لهيبته ، ولم يحترموا [[تاريخ]]ه الرئاسي ، فلم يعد الزعيم يذوق طعمًا للنوم أو الراحة منذ تلك الحادثة؛ لأنه بات يرى ، في كوابيسه التي لم تعد تفارقه ، أنه هو تلك الجثة المزدراة التي تعبث بها الأيدي وتتلاعب بهيبتها ، و[[السخرية|تسخر]] منها [[السيلفي|كاميرات الهواتف المحمولة]] ، وهنا قرر أيضًا، مصادرة هذا الطراز من [[التلفون الموبايل|الهواتف]] ، ومنع استيراده .
رعاعٌ لم يقيموا وزنًا لهيبته، ولم يحترموا تاريخه الرئاسي، فلم يعد الزعيم يذوق طعمًا للنوم أو الراحة منذ تلك الحادثة؛ لأنه بات يرى، في كوابيسه التي لم تعد تفارقه، أنه هو تلك الجثة المزدراة التي تعبث بها الأيدي وتتلاعب بهيبتها، وتسخر منها كاميرات الهواتف المحمولة، وهنا قرّر أيضًا، مصادرة هذا الطراز من الهواتف، ومنع استيراده.


الواقع، أن فكرة الموت المبجّل سيطرت تمامًا على ذهن الرئيس، فقد بات هاجسه الأول والأخير أن يضمن لجثته، بعد موته، وقارًا وتقديسًا يضاهيان ما حظي بهما في حياته، فقد كان على قناعةٍ تامةٍ بأن الفرق الطبقي القائم بينه وبين الشعب ينبغي أن يظل قائمًا إلى ما بعد الموت؛ إذ كيف يتساوى الزعيم والمواطن في الموت؟ ذلك محالٌ، ويتناقض مع كل الحتميات التاريخية.. المفروض أن يكون لكل منهما موته الخاص.. لا ضير أن يموت المواطن تحت عجلات قلابٍ، أو في حفرة امتصاصية، أو برصاصة طائشة، لأن المواطن، في عرفه، "طائش" وحمولة فائضة عن الحاجة، أما الزعيم "النجم" فلا ينبغي أن يموت إلا كـ"نجم" (هذا على فرض أنه سيموت أصلًا.. لأن الخلود فكرة قابلة للتطبيق على الزعماء العرب)، وأن يكون محاطًا بمظاهر الأبّهة والتقديس.. والشعب المكلوم يحيط بقصره.
الواقع، أن [[فكرة]] [[الموت]] المبجّل سيطرت تمامًا على ذهن الرئيس ، فقد بات هاجسه الأول والأخير أن يضمن لجثته ، بعد موته ، وقارًا وتقديسًا يضاهيان ما حظي بهما في [[حياة|حياته]] ، فقد كان على قناعة تامة بأن الفرق الطبقي القائم بينه وبين الشعب ينبغي أن يظل قائمًا إلى ما بعد [[الموت]] ؛ إذ كيف يتساوى ال[[زعيم]] و[[المواطن]] في الموت ؟ ذلك محال ، ويتناقض مع كل الحتميات ال[[تاريخ]]ية , المفروض أن يكون لكل منهما موته الخاص . لا ضير أن يموت [[المواطن]] تحت عجلات قلابٍ ، أو في حفرة امتصاصية ، أو برصاصة طائشة ، لأن المواطن في عرفه طائش وحمولة فائضة عن الحاجة ، أما ال[[زعيم]] النجم فلا ينبغي أن ي[[موت]] إلا كنجم , هذا على فرض أنه سيموت أصلًا , لأن الخلود [[فكرة]] قابلة للتطبيق على [[زعماء عرب|الزعماء العرب]] ، وأن يكون محاطًا بمظاهر الأبّهة والتقديس والشعب المكلوم يحيط بقصره .


في الموت فقط كان الزعيم مؤمنًا بـالتعدّدية، أما في السلطة فلا تعددية. ولا بأس أن تكون هناك تعدّدية قُطرية في الوطن العربي، أما "الوحدة" المنشودة فينبغي أن يكون هو زعيمها، وإلا فلتذهب الوحدة إلى الجحيم. هذا ما كان يدور في ذهن الزعيم، وهو يعاود النظر إلى شاحنة البيك-أب الفضيحة. وإمعانًا منه في الحذر، راح ينبش كتب التاريخ، للوقوف على "مصارع الزعماء" الذين سبقوه إلى القبور، ليتلافى مصائرهم المأساوية.. قرأ عن الأمراء العباسيين، كيف كانوا ينبشون قبور بني أمية، ويخرجون العظام منها، لجلدها وحرقها إمعانًا في الانتقام والإذلال، فقرّر أن يبني قصرًا خاصّا لضريحه قبل موته، ويخصّص لحراسته كتيبة دبابات وسرب طائرات، وأن يحصنه تحصين القلاع، حتى لا يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه،؛ إذ لا يجوز لأحدٍ أن يعبث بضريحه الملكي.
في [[الموت]] فقط كان ال[[زعيم]] مؤمنًا بـالتعددية ، أما في [[السلطة]] فلا تعددية . ولا بأس أن تكون هناك تعدّدية قطرية في [[الوطن العربي]] ، أما الوحدة المنشودة فينبغي أن يكون هو زعيمها ، وإلا فلتذهب الوحدة إلى [[جهنم|الجحيم]] . هذا ما كان يدور في [[الدماغ|ذهن]] الزعيم ، وهو يعاود النظر إلى شاحنة البيك -أب ال[[فضيحة]] . وإمعانًا منه في الحذر راح ينبش كتب ال[[تاريخ]] ، للوقوف على مصارع الزعماء الذين سبقوه إلى [[القبر|القبور]] ، ليتلافى مصائرهم المأساوية . قرأ عن [[خلافة إسلامية|الأمراء العباسيين]] ، كيف كانوا ينبشون قبور بني أمية ، ويخرجون العظام منها ، لجلدها وحرقها إمعانًا في الانتقام والإذلال ، فقرر أن يبني قصرًا خاصّا لضريحه قبل [[موت]]ه ، ويخصص لحراسته كتيبة دبابات وسرب طائرات ، وأن يحصنه تحصين القلاع ، حتى لا يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه ؛ إذ لا يجوز لأحد أن يعبث [[القبر|بضريحه]] الملكي.


غير أن هاجس "تبجيل جثته" لم يفارقه، خصوصًا وهو يقرأ عن "مصارع زعماء" معاصرين، على غرار عبد الكريم قاسم ونوري السعيد في العراق، وكيف تم تمزيق جثة الثاني وسحله في شوارع بغداد، إبّان الانقلاب العسكري، فقرّر أن يطمر الشوارع، ويمنع إنشاء شوارع جديدة، وليعد المواطنون إلى عصر الدواب، لا ضير، المهم أن لا يعبث أحد بجثته. حدث ذلك كله وأزيد، من دون أن يحاول الزعيم، ولو مرة واحدة في "مماته"، أن يحقّق معادلة التبجيل المزدوج لشخصه حيًّا، وجثته ميتًا، بأن يتبادل التبجيل والاحترام مع شعبه، وأن يمنحه حرياته وحقوقه.
غير أن هاجس تبجيل جثته لم يفارقه ، خصوصًا وهو يقرأ عن مصارع زعماء معاصرين ، على غرار عبد الكريم قاسم ونوري السعيد في [[العراق]] ، وكيف تم تمزيق جثة الثاني وسحله في شوارع [[بغداد]] ، إبان [[ثورة 14 تموز 1958]] ، فقرر أن يطمر الشوارع ، ويمنع إنشاء شوارع جديدة ، وليعد [[المواطن]]ون إلى عصر [[حيوانات|الدواب]] ، لا ضير ، المهم أن لا يعبث أحد بجثته . حدث ذلك كله وأزيد ، من دون أن يحاول ال[[زعيم]] ، ولو مرة واحدة في مماته ، أن يحقّق معادلة التبجيل المزدوج لشخصه حيًّا، وجثته ميتًا ، بأن يتبادل التبجيل والاحترام مع شعبه، وأن يمنحه [[حرية|حرياته]] وحقوقه.


ولأن الهاجس تفاقم في جمجمة الزعيم من عقدة شاحنة البيك-أب التي استحوذت عليه، فقد واتاه الحل السحري، وسخر من نفسه، لأنه لم يفكر به قبل الآن، فقد تذكّر ما فعله الشعب الإسباني يوم أحاط بقصر زعيمه الديكتاتور فرانكو، إبّان احتضاره ليودعه، وحين قيل لفرانكو "إن الشعب جاء ليودعك.. تساءل: لماذا؟.. أين سيسافر الشعب؟".. نعم، فالزعيم لا يسافر عن عرشه حتى لو مات.. أما الموت، فينبغي أن يكون على سريرٍ وثير يشبه العرش، وباقات الزهور والشموع من حوله، والحاشية كلها حاضرةٌ بنياشينها وأوسمتها، وعلى الأرض أن تتوقف عن الدوران مع توقف أنفاسه.. اتخذ الزعيم القرار: الحل الوحيد أن يموت الشعب كله قبل موته.
ولأن الهاجس تفاقم في جمجمة الزعيم من عقدة شاحنة البيك -أب التي استحوذت عليه ، فقد واتاه الحل [[السحر]]ي ، وسخر من نفسه ، لأنه لم يفكر به قبل الآن ، فقد تذكّر ما فعله الشعب [[إسبانيا|الإسباني]] يوم أحاط بقصر زعيمه ال[[دكتاتور]] فرانكو ، إبان احتضاره ليودعه ، وحين قيل لفرانكو إن الشعب جاء ليودعك .. تساءل: لماذا؟ .. أين سيسافر الشعب؟ .. نعم ، فال[[زعيم]] لا يسافر عن عرشه حتى لو مات أما [[الموت]] ، فينبغي أن يكون على سريرٍ وثير يشبه [[كرسي|العرش]] ، وباقات الزهور والشموع من حوله ، والحاشية كلها حاضرة بنياشينها وأوسمتها، وعلى [[الأرض]] أن تتوقف عن الدوران مع توقف أنفاسه. اتخذ الزعيم القرار: الحل الوحيد أن يموت الشعب كله قبل [[موت]]ه.
[[تصنيف: تكنلوجيا]]