الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سقطرى»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
imported>جرير
(أنشأ الصفحة ب''''سقطرى''' هي أرخبيل يمني مكون من ست جزر واقعة جنوب شبه الجزيرة العربية في المحيط الهندي، تم إح...')
 
imported>هيلا هوب
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:suktra.jpg|right|250px|]]
'''سقطرى''' هي أرخبيل يمني مكون من ست جزر واقعة جنوب شبه الجزيرة العربية في المحيط الهندي، تم إحتلالها من قبل الإمارات في 3 مايو 2018 حيث أرسلت أبوظبي إلى مطار جزيرة سقطرى أربع طائرات شحن على متنها أكثر من 100 جندي إماراتي، وأربع مدرعات وأسلحة مختلفة، تزامنًا مع وصول سفينة محملة بالأسلحة الثقيلة، ثم طَردت القوات الإماراتية القوات اليمنية المُكَلّفة بحماية المطار، إضافة إلى الموظفين اليمنيين، وانتشرت في أرجائه.
'''سقطرى''' هي أرخبيل [[اليمن|يمني]] مكون من ست جزر واقعة جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] في المحيط الهندي، تم إحتلالها من قبل [[الإمارات]] في 3 مايو 2018 حيث أرسلت أبوظبي إلى مطار جزيرة سقطرى أربع طائرات شحن على متنها أكثر من 100 جندي إماراتي، وأربع مدرعات و[[سلاح|أسلحة]] مختلفة، تزامنًا مع وصول سفينة محملة بالأسلحة الثقيلة، ثم طَردت القوات الإماراتية القوات اليمنية المُكَلّفة بحماية المطار، إضافة إلى [[موظف مصري|الموظفين]] اليمنيين، وانتشرت في أرجائه.


برزت الأطماع الإماراتية لجنوب اليمن بعد ثمانية أشهر من الحرب التي شنها التحالف العربي فيما عُرف بـ«عاصفة الحزم» في مارس عام 2015، وفيما كانت عاصفة الحزم تخوض معاركها على الأرض، كانت الإمارات تتجه مئات الكيلومترات بحرًا، إلى الجنوب، حيث الجزر التي تحتلّ موقعًا عسكريًّا واستراتيجيًا بحكم موقعها الجغرافي جنوب خليج عدن، وغرب المحيط الهندي، وهي بذلك تُطل برأسها على القرن الأفريقي من جهة، وتعترض خطوط التجارة العالمية من جهة أخرى، لذا خططت الإمارات للاستحواذ عليها عبر ثلاث خُطوات: «إنساني وتجاري وعسكري».نجحت دولة الإمارات في تحقيق نفوذ طاغٍ لها في اليمن عبر إخضاع جزيرة سقطرى اليمنية لنفوذها؛ بفضل التوسع الحكومي الإماراتي داخل الجزيرة عبر بوابة الاستثمارات والأعمال الخيرية. وتحقق للإمارات هذا النفوذ بعدما نجحت في استئجارها لفترة تصل إلى 99 عامًا من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وذلك نتيجة دخول أبوظبي في حرب اليمن.
برزت الأطماع الإماراتية لجنوب [[اليمن]] بعد ثمانية أشهر من الحرب التي شنها التحالف العربي فيما عُرف بـ عاصفة الحزم في مارس عام 2015، وفيما كانت عاصفة الحزم تخوض معاركها على [[الأرض]]، كانت [[الإمارات]] تتجه مئات الكيلومترات بحرًا، إلى الجنوب، حيث الجزر التي تحتلّ موقعًا عسكريًّا واستراتيجيًا بحكم موقعها الجغرافي جنوب خليج عدن، وغرب المحيط [[الهند]]ي، وهي بذلك تُطل برأسها على القرن الأفريقي من جهة، وتعترض خطوط التجارة [[العالم]]ية من جهة أخرى، لذا خططت الإمارات للاستحواذ عليها عبر ثلاث خُطوات: «إنساني وتجاري وعسكري». نجحت [[الإمارات]] في تحقيق نفوذ طاغٍ لها في [[اليمن]] عبر إخضاع جزيرة سقطرى اليمنية لنفوذها؛ بفضل التوسع الحكومي الإماراتي داخل الجزيرة عبر بوابة الاستثمارات والأعمال الخيرية. وتحقق للإمارات هذا النفوذ بعدما نجحت في استئجارها لفترة تصل إلى 99 عامًا من الرئيس اليمني [[عبد ربه منصور هادي]]، وذلك نتيجة دخول أبوظبي في حرب [[اليمن]].


بعد ثمانية أشهر من بداية الحرب، في نوفمبر 2015 ، يأتي إعصار تشابالا الذي يضرب الجزيرة اليمنيّة؛ فيُحوّل بناياتها رُكامًا، وتجد الإمارات أنّ الفرصة قد حانت للبدء في المهمة الأولى؛ فتشرعُ بإرسال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، للقيام بعدد من «المهام الإنسانية»، شملت توزيع المساعدات على المتضررين، وتفقّد الأوضاع المأساوية. وفي الوقت الذي لم تدفع فيه الحكومة للموظفين رواتبهم، كانت أبوظبي قد توغّلت في الجزيرة؛ فأعادت تأهيل كافة المدارس التسع، إضافة لبناء مستشفى «خليفة»، وهو المستشفى الوحيد في «سقطرى»، ويعالج فيه نحو 95% من السكان.
بعد ثمانية أشهر من بداية الحرب، في نوفمبر 2015 ، أتي إعصار تشابالا الذي ضرب الجزيرة اليمنية؛ فحول بناياتها ركاما، ووجدت الإمارات أنّ الفرصة قد حانت للبدء في المهمة الأولى؛ فشرعت بإرسال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، للقيام بعدد من المهام [[الإنسان]]ية، شملت توزيع المساعدات على المتضررين، وتفقّد الأوضاع المأساوية. وفي الوقت الذي لم تدفع فيه الحكومة للموظفين رواتبهم، كانت أبوظبي قد توغّلت في الجزيرة؛ فأعادت تأهيل كافة [[مدرسة|المدارس]] التسع، إضافة لبناء مستشفى خليفة، وهو المستشفى الوحيد في «سقطرى»، ويعالج فيه نحو 95% من السكان.


بدأت المرحلة الثانية بخصخصة المؤسسات الحكومية لصالح النشاط الاستثماري؛ فأعادت أبوظبي ترميم وصيانة مطار «سقطرى»، كما وسّعت ميناء أرخبيل لتسهيل حركة الملاحة البحرية، ثم شرعت في شراء الأراضي، رغم منع السلطات اليمنية بيع أراض يمنيّة لمستثمرين جانب، وذلك عن طريق قيام محافظ سقطرى المعروف بولائه للإمارات، ودعواته للانفصال بتسهيل الإجراءات للمستثمرين الإماراتيين، وعلى رأسهم رجل الأعمال الإماراتي خلفان المزروعي الملقب بأبي مبارك، الذي لعب دورًا كبيرًا في شراء الأراضي المحيطة بالميناء والمطار. ليس هذا فقط؛ فمحافظ الجزيرة قام بتغييرات لكل من مدير الأمن ومدير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؛ مما دفع الرئيس هادي إلى إرسال رسالة يدعوه فيها بالالتزام بصلاحياته، وإلغاء كافة القرارات.
بدأت المرحلة الثانية بخصخصة المؤسسات الحكومية لصالح النشاط الاستثماري؛ فأعادت أبوظبي ترميم وصيانة مطار سقطرى، كما وسّعت ميناء أرخبيل لتسهيل حركة الملاحة البحرية، ثم شرعت في شراء الأراضي، رغم [[الممنوع|منع]] السلطات اليمنية بيع أراض يمنيّة لمستثمرين جانب، وذلك عن طريق قيام محافظ سقطرى المعروف بولائه للإمارات، ودعواته للانفصال بتسهيل الإجراءات للمستثمرين الإماراتيين، وعلى رأسهم رجل الأعمال الإماراتي خلفان المزروعي الملقب بأبي مبارك، الذي لعب دورًا كبيرًا في شراء الأراضي المحيطة بالميناء والمطار. ليس هذا فقط؛ فمحافظ الجزيرة قام بتغييرات لكل من [[مدير]] الأمن ومدير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؛ مما دفع الرئيس [[عبد ربه منصور هادي]] إلى إرسال رسالة يدعوه فيها بالالتزام بصلاحياته، وإلغاء كافة القرارات.
ربما الذي دفع المحافظ لتخطي صلاحياته هو «ابتلاع» أبوظبي للجزيرة كما يبدو؛ ففي ظلّ تضرر شبكة الاتصالات اليمنية، قامت الإمارات بتشغيل شركتها للاتصالات ليستخدمها المواطنون دون تصريح رسمي، كما وضعت المطار تحت إشرافها الكامل، وتحكّمت في تسيير الرحلات بين الجزيرة وأبوظبي، فضلًا عن تسيير الرحلات دون الخضوع لأي تفتيش أو رقابة، دون الرجوع للحكومة اليمنية، كما أنها منعت هبوط طائرة عمانية بالمطار؛ بدعوى عدم حصولها على إذن مُسبق من التحالف العربي.


سُقطرى باتت تحت سيطرة تامة للإمارات، وبعدما تمّ لها الاستحواذ الاستثماري والهيكلي على الجزيرة، تبدو الأزمة الأخيرة فرصة للإمارات في إعلان نفسها كأمر واقع على الجزيرة التي ترتفع أعلام أبوظبي فوق بناياتها.
ربما الذي دفع المحافظ لتخطي صلاحياته هو ابتلاع أبوظبي للجزيرة كما يبدو؛ ففي ظلّ تضرر شبكة الاتصالات اليمنية، قامت الإمارات بتشغيل شركتها للاتصالات ليستخدمها [[المواطن]]ون دون تصريح رسمي، كما وضعت المطار تحت إشرافها الكامل، وتحكّمت في تسيير الرحلات بين الجزيرة وأبوظبي، فضلًا عن تسيير الرحلات دون الخضوع لأي تفتيش أو رقابة، دون الرجوع للحكومة [[اليمن]]ية، كما أنها منعت هبوط طائرة [[سلطنة عمان|عمانية]] بالمطار؛ بدعوى عدم حصولها على إذن مُسبق من التحالف العربي. سُقطرى باتت تحت سيطرة تامة للإمارات، وبعدما تمّ لها الاستحواذ الاستثماري والهيكلي على الجزيرة، تبدو الأزمة الأخيرة فرصة للإمارات في إعلان نفسها كأمر [[واقعية|واقع]] على الجزيرة التي ترتفع أعلام أبوظبي فوق بناياتها.
[[تصنيف:جزر]]
[[تصنيف:اليمن]]
[[تصنيف:جغرافيا]]

مراجعة 17:52، 6 مايو 2018

سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من ست جزر واقعة جنوب شبه الجزيرة العربية في المحيط الهندي، تم إحتلالها من قبل الإمارات في 3 مايو 2018 حيث أرسلت أبوظبي إلى مطار جزيرة سقطرى أربع طائرات شحن على متنها أكثر من 100 جندي إماراتي، وأربع مدرعات وأسلحة مختلفة، تزامنًا مع وصول سفينة محملة بالأسلحة الثقيلة، ثم طَردت القوات الإماراتية القوات اليمنية المُكَلّفة بحماية المطار، إضافة إلى الموظفين اليمنيين، وانتشرت في أرجائه.

برزت الأطماع الإماراتية لجنوب اليمن بعد ثمانية أشهر من الحرب التي شنها التحالف العربي فيما عُرف بـ عاصفة الحزم في مارس عام 2015، وفيما كانت عاصفة الحزم تخوض معاركها على الأرض، كانت الإمارات تتجه مئات الكيلومترات بحرًا، إلى الجنوب، حيث الجزر التي تحتلّ موقعًا عسكريًّا واستراتيجيًا بحكم موقعها الجغرافي جنوب خليج عدن، وغرب المحيط الهندي، وهي بذلك تُطل برأسها على القرن الأفريقي من جهة، وتعترض خطوط التجارة العالمية من جهة أخرى، لذا خططت الإمارات للاستحواذ عليها عبر ثلاث خُطوات: «إنساني وتجاري وعسكري». نجحت الإمارات في تحقيق نفوذ طاغٍ لها في اليمن عبر إخضاع جزيرة سقطرى اليمنية لنفوذها؛ بفضل التوسع الحكومي الإماراتي داخل الجزيرة عبر بوابة الاستثمارات والأعمال الخيرية. وتحقق للإمارات هذا النفوذ بعدما نجحت في استئجارها لفترة تصل إلى 99 عامًا من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وذلك نتيجة دخول أبوظبي في حرب اليمن.

بعد ثمانية أشهر من بداية الحرب، في نوفمبر 2015 ، أتي إعصار تشابالا الذي ضرب الجزيرة اليمنية؛ فحول بناياتها ركاما، ووجدت الإمارات أنّ الفرصة قد حانت للبدء في المهمة الأولى؛ فشرعت بإرسال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، للقيام بعدد من المهام الإنسانية، شملت توزيع المساعدات على المتضررين، وتفقّد الأوضاع المأساوية. وفي الوقت الذي لم تدفع فيه الحكومة للموظفين رواتبهم، كانت أبوظبي قد توغّلت في الجزيرة؛ فأعادت تأهيل كافة المدارس التسع، إضافة لبناء مستشفى خليفة، وهو المستشفى الوحيد في «سقطرى»، ويعالج فيه نحو 95% من السكان.

بدأت المرحلة الثانية بخصخصة المؤسسات الحكومية لصالح النشاط الاستثماري؛ فأعادت أبوظبي ترميم وصيانة مطار سقطرى، كما وسّعت ميناء أرخبيل لتسهيل حركة الملاحة البحرية، ثم شرعت في شراء الأراضي، رغم منع السلطات اليمنية بيع أراض يمنيّة لمستثمرين جانب، وذلك عن طريق قيام محافظ سقطرى المعروف بولائه للإمارات، ودعواته للانفصال بتسهيل الإجراءات للمستثمرين الإماراتيين، وعلى رأسهم رجل الأعمال الإماراتي خلفان المزروعي الملقب بأبي مبارك، الذي لعب دورًا كبيرًا في شراء الأراضي المحيطة بالميناء والمطار. ليس هذا فقط؛ فمحافظ الجزيرة قام بتغييرات لكل من مدير الأمن ومدير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؛ مما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى إرسال رسالة يدعوه فيها بالالتزام بصلاحياته، وإلغاء كافة القرارات.

ربما الذي دفع المحافظ لتخطي صلاحياته هو ابتلاع أبوظبي للجزيرة كما يبدو؛ ففي ظلّ تضرر شبكة الاتصالات اليمنية، قامت الإمارات بتشغيل شركتها للاتصالات ليستخدمها المواطنون دون تصريح رسمي، كما وضعت المطار تحت إشرافها الكامل، وتحكّمت في تسيير الرحلات بين الجزيرة وأبوظبي، فضلًا عن تسيير الرحلات دون الخضوع لأي تفتيش أو رقابة، دون الرجوع للحكومة اليمنية، كما أنها منعت هبوط طائرة عمانية بالمطار؛ بدعوى عدم حصولها على إذن مُسبق من التحالف العربي. سُقطرى باتت تحت سيطرة تامة للإمارات، وبعدما تمّ لها الاستحواذ الاستثماري والهيكلي على الجزيرة، تبدو الأزمة الأخيرة فرصة للإمارات في إعلان نفسها كأمر واقع على الجزيرة التي ترتفع أعلام أبوظبي فوق بناياتها.