تاج راسك اردوغان

أس - 400 ترايمف

كان حافظ الأسد على مدى عقود ما بعد هزيمة 67 و في كل لقاء مع الزعماء السوفييت يلح على حصول سوريا على منظومة اس - 300 الصاروخية ولكنه لم يجد آذانا صاغية من الحليف السوفياتي . مع مطلع الألفية الثالثة، دخلت روسيا حقبة بوتين الذي أعاد الى رأس النسر في الشعار الروسي التفاتته نحو الشرق الأوسط. وعادت الحياة إلى صادرات الأسلحة الروسية لسوريا.وحين حلقت الطائرات الاسرائيلية فوق قصر بشار الاسد، اعلن بوتين، ان موسكو ستزود دمشق بالمنظومة المتطورة ذات المدى في الرصد والدفاع يصل الى 300 كيلومتر كي لا تحلق طائرات تل أبيب ثانية فوق القصر الرئاسي السوري هكذا صرح حينها بوتين.

لكن تل أبيب ، استنفرت كل قواها للتشويش على الصفقة،وتدخل حماة إسرائيل في واشنطن لاجهاضها. وباتت زيارة كبار المسؤولين في الدولة العبرية إلى موسكو تتم في غالبيتها تحت عنوان منع وصول اس - 300 إلى السوريين. وجاء حادث إسقاط طائرة سو-24 الروسية بصواريخ الأتراك في نوفمبر 2015 ، لينفض الغبار عن مشروع كانت موسكو وضعته على الرفوف العالية ، وتجده اليوم ضرورة حتمية للدفاع عن القوات الروسية المرابطة في الأراضي السورية.

لعل اسرائيل هذه المرة لن ترفع عقيرتها بالعواء . فالروس أدرى بمصالحهم ، وبدلا من اس - 300 التي حلم بها الأسد الأب ، صار لدى بشار اس - 400 الأكثر تطورا والتي يصل مداها الى عمق إسرائيل . من غير المحتمل أن رجب طيب أردوغان كان يتوقع تطورا نوعيا سيطرأ على تسليح سوريا ، حين أمر طياريه بملاحقة القاذفة الروسية وإسقاطها! . في 26 نوفمبر 2015 أكد مسؤول أمريكي كبير ، بأن إعلان روسيا نيتها نشر صواريخ مضادة للطائرات متطورة جداً في قاعدة حميميم في سوريا يثير "قلقاً جدياً" لدى العسكريين الأمريكيين. وأعلن وزير الدفاع الروسي نشر صواريخ مضادة للطائرات من طراز س-400 في القاعدة الروسية في سوريا، ما يتكامل مع إرسال الطراد قاذف الصواريخ "موسكو" إلى السواحل السورية. ويصل مدى هذه الصواريخ إلى 400 كلم، ويمثل تهديداً حتمياً لطائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال المسؤول الأمريكي ، الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، إن "الأمر يتعلق بنظام سلاح حديث يمثل تهديداً كبيراً على الجميع".