رجب طيب أردوغان

مراجعة 15:12، 14 أغسطس 2015 بواسطة imported>هيلا هوب (أنشأ الصفحة ب'right|200px| '''أردوغان''' سياسي عثماني طلع من مولد الربيع العربي بلا حمـّص ، خرج صفر...')

أردوغان سياسي عثماني طلع من مولد الربيع العربي بلا حمـّص ، خرج صفر اليدين كما يبدو ومن دون أية أرباح من بازار الربيع و”الصفقة” . لو حاولنا تعداد خسارات أردوغان لوجدنا هائلة بالجملة والمفرق أفقياً وعامودياً بالطول وبالعرض فلا هو طال عنب الشام ولا بلح اليمن. وبخروجه من الشرق الأوسط نهائياً، سيتعذر عليه تماماً دخول واقتحام أسوار الباب العالي الأوروبي ، التي أصبحت أعلى بكثير من قامة الرجل السياسية ولن يستطيع زحزحتها بعد اليوم واقتحامها بثقله السياسي والمعنوي شبه المعدوم تماما المتواضع والضئيل .

كانت طريقة تعمل أردوغان التعسفية والقمعية مع المحتجين الأتراك سبباً آخر في زيادة معاناته وتآكل هيبته وفقدانه للكثير من شعبيته ورصيده في الشارع التركي ، والإساءة لسمعة تركيا التي كانت تتشكل وعلى نحو مضطرد كواحدة من أشد الأنظمة دكتاتورية في المنطقة وصدور تقارير تؤكد أنها الأسوأ في معاملة الصحفيين والتضييق على حرية الإعلام. اندفع أردوغان حتى النهاية في مشروع الربيع العربي ووضع كل بيوضه فيه ، وقد كانت حسرته الكبرى على عدم توجيه ضربة أمريكية لسوريا ، تعبيراً عن حجم ذاك الاندفاع و”الأمل” الذي تلاشى اليوم وما يزيد في ورطة ومأزق أردوغان ويعمقها احتضانه لما يسمى بالمعارضة السورية التي أصبحت بلا أي أفق واضح مع التسوية السياسية والمقايضات ودفع الفواتير وفتح الدفاتر وكشف الحسابات .

أردوغان فقد نفوذه تماماً فيما يسمى بالشرق الأوسط بعد أن وصل إلى قمة تألقه السياسي فيه في العام 2011 معولاً، حينها التعويض عن خسارة الورقة الأوروبية ، حلمه الأثير، إثر محاولات تركيا الفاشلة للانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية-السياسية العملاقة. بالتوازي مع ذلك، وناهيك عن الحلف الرخو والهش والمـُضِر مع قطر وانفجار الورقة “العلوية” في وجهه ، وعودة السخونة والغليان للملف الكردي وعدم وفائه بالتزاماته وتعهداته للأكراد بمنحهم كامل حقوقهم السياسية ، فهناك العلاقة التي تبخرت كلياً مع الجارة سوريا والتي تعتبر رئة تركياً وممرها الإجباري للإقليم بعد لعبه رأس حربة العدوان عليها تماماً مع خسارة العراق بنفس الطريقة جراء مواقف أردوغان التصعيدية ضد هذا الجار الجنوبي وتدخله السافر في شأنه الداخلي، ضارباً عرض الحائط بعلاقات حسن الجوار مع الجميع ، ولن ننسى العلاقة المتوترة مع قبرص، وأرمينيا التي وصل الأمر به حد إرغام إحدى طائراتها على الهبوط للتفتيش في تركيا ، فقد كانت خسارة محمد مرسي على الصعيد الاستراتيجي الضربة القاضية التي أطاحت وقوضت قوة ونفوذ أردوغان وما جرى من مهاترات وعملية سحب السفراء التي رافقت تأزم وانهيار العلاقات التي كانت “ذهبية” ومميزة حتى وقت قريب ، بالتزامن مع تراجع علاقاته مع السعودية والإمارات إلى الحضيض أرجأت بموجبه، هذه الأخيرة، استثمارات في تركيا بقيمة اثني عشر مليار دولار .

[[