الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دكر»

أُضيف 154 بايت ،  قبل شهرين
ط
←‏top: إضافة تصنيف
(أنشأ الصفحة ب''''الدكورة''' مصطلح مصري منبعها فكرة الدكر والتي تقال عادة للعاطل، الفاشل، الجاهل، لكن...')
 
ط (←‏top: إضافة تصنيف)
 
(4 مراجعات متوسطة بواسطة 3 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1:
[[صورة:Blue Mustach.jpg |left|250px|]]
'''الدكورة''' مصطلح [[مصر]]ي منبعها فكرة الدكر والتي تقال عادة للعاطل، الفاشل، [[جهل|الجاهل]]، لكن القادر في الوقت ذاته على فرض جهله على الجميع بمنطق القوة فقط. تصلح الدكورة [[مصطلحات|كمصطلح]] معبّر عن سياسية حكم [[السيسي]]، فلا دراسات جدوى للمشاريع، ولا تراجع أو تفاوض، ولا محاولة للتعلم أو التغيير. بل فرض للعضلات ولسلطة [[السلاح]]. خلال سنوات حكمه أنتج [[إعلاميون|إعلام]] السيسي عشرات الأعمال [[فنون|الفنية]] التي ترسخ لقيم الدكورة. وأصبح التمثل بالدكر الجاهل البلطجي هو عنوان النجاح المضمون. انتج إعلام [[مصر]]، الدكر محمد رمضان، والدكر المتقاعد أحمد السقا، وحتى الوسيم أحمد عز، ذهب إلى الجيم وأعاد خلق نفسه ليصبح دكراً مناسباً للقيم الجديدة. في هذا المناخ المليء بهرمونات التستورون، من الطبيعي أن نجد غلبة الفنانين الذكور على [[يوتيوب|فيديوهات]] التأييد للدكر [[السيسي]]، بإستثناء الدكرة [[فيفي عبده]].
 
افتتحت المؤسسة العسكرية المصرية [[سلاح]] الفنانين في الستينات. تولي شؤونه [[مدير]] [[دائرة المخابرات|المخابرات]] وقتها، صلاح نصر. وجرى، في ذلك العهد الذهبي لل[[دكتاتور]]ية المصرية، صك مصطلح القوة الناعمة. عملت المخابرات على السيطرة على الفنانين من خلال الابتزاز والتهديد والترهيب. لم يكن المطلوب فقط التصفيق والغناء على طريقة صلاح جاهين و[[عبد الحليم حافظ]]، بل طُلبت من البعض [[سعاد حسني|مهمات سريرية]] لصالح الأمن القومي، بعضهم لم يتقبل هذه القيادة/[[القواد]]ة، فهربوا وتركوا [[مصر]]. مع مجيء [[السادات]] جرت حركة اصلاحية داخل [[سلاح]] الفنانين، وشهد السلاح تغيرات كثيرة حتى وصلنا لزمن [[حسني مبارك]] فاقتصر دورهم على التطبيل والغناء.
 
حينما اشتعلت [[الثورة المصرية 25 يناير 2011|مظاهرات 25 يناير]]، ظهر بعضهم بالأمر المباشر في [[التلفزيون]]، أحياناً بشخصهم، أو من خلال مداخلات هاتفية. كانت الأوامر وقتها أن يستغلوا مواهبهم الفنية للتأثير في المتظاهرين. شاهدنا أداء متميزاً لعشرات [[فنانون عرب|الفنانين]]، يتصلون بالمذيع و[[بكاء|يبكون]]، ينشرون [[الخوف]]، ويرتفع صوت نحيبهم: "حرام عليكم يا مصريين تعملوا كدا في الريس مبارك". تنافسوا جميعاً في [[البكاء]]، من [[تامر حسني]] إلى أحمد بدير. حتى النجمات الفاضلات حاولن نشر الخوف و[[رعب|الفزع]]: "أين الأمان؟".. أو كما قالت عفاف شعيب عبارتها الشهيرة "حفيدي مش عارف يطلب ريش وبيتزا".
السطر 11 ⟵ 12:
من تلك الفيديوهات القصيرة، بسهولة ظهر في وجوه الفنانين [[الخوف]] و[[الرعب]].. والأهم الذل والمذلة. بعضهم حاول التملّص من التأييد الصريح، فلم يذكر في رسالته [[اسم]] السيسي بل تحدث عن حبّ [[مصر]] و[[اللعنة|لعن]] العملاء. بعضهم كان لديه طموح، وعرف أن مثل هذه الرسائل هي سبيله للعمل والظهور أكثر، وهو مستعد للقلع حتى آخر قطعة فينطلق في وصلات المديح. تهرّب بعض الفنانين، وآخرون سجلوا الرسالة ونشروها التزاماً بالتكليف. فقط ذوو الطموح، انطلقوا في التجويد والإبداع.
 
أحد هؤلاء كان نجم شاب منفوخ العضلات يحلم بأن يصبح النجم الدَّكَر مثل النجوم الذين ظهروا في زمن [[السيسي]]. سجل فيديو كاملاً، أكثر من ربع ساعة لا يمكن أن تفهم منه ما يريده بالضبط أو ما يقول، هو يوجه كلامه ل[[محمد علي (ممثل مصري)|محمد علي]] لأنه يهاجم و[[شتيمة|يشتم]] بلده من الخارج ويتحداه إن كان '''دكر''' أن ينزل [[مصر]] ويثبت نفسه. [[محمد رمضان]] النجم المتربع على عرش الدكورة، شعر بالتهديد على ما يبدو، فسجل هو الآخر فيديو في [[حب]] مصر و[[الجيش المصري|جيش مصر]] وسيسي مصر ويخاطب جمهوره بعدم الاستماع لل[[حرامي]]ة والعملاء قائلاً: "انظروا إلي، أنا اهوه قصة نجاح [[شرف|شريفة]]".
 
رد الفعل كان سريعاً. فتحت هذا الفيديو، توالت التعليقات التى [[شتيمة|تسب]] وتنتقد محمد، النجم ‏الأول الأكثر نجاحاً وحباً، تحول الجمهور الذي رفعه ودافع عنه، ليهاجمه. لكن ‏هذا كله لا يهم [[محمد رمضان،رمضان]]، فهو يغنى ويصور هذه الفيديوهات لشخص واحد، هو ‏الضابط المكلف بتوجيهه ورعايته. لكن الموج عالٍ. فأغنية محمد رمضان ‏‏"هما عايزينها فوضي" [https://youtu.be/SKvWevmBHHk]، والتى يمكن اعتبارها معالجة رديئة لبروباغندا [[أحمد موسى]]، ‏انهار عليها سيل الشتائم والانتقاد لرمضان، حتى أنه وللمرة الأولى اضطر لإغلاق ‏التعليقات على الفيديو.‏ وسواء في فيديوهات رمضان او فلوكس وغيرهم من الفنانين فالدكورة هى العنصر ‏الغالب. والدكورة ليست كالذكورة التي نعرفها من ال[[أدبيات]] النسوية.‏
 
فرسائل الفنانين ال[[مصر]]يين ، ليس الغرض منها ابتزاز مشاعر الناس والتأثير فيهم، فهم حتى لا يرون الجمهور. هذا الجيل من الفنانين نشأ في فقاعة الفن في عصر [[السيسي]]، حيث يمثلون لشخص واحد، هو الرئيس السيسي ومستنسخاته في الأجهزة الأمنية. الغرض من الفيديوهات التي سجلوها الحصول على رضا الضابط الذي اتصل بهم واعطاهم التكليف، وهم يتقمصون شخصية ذلك الضابط في [[يوتيوب|الفيديوهات]]، فيهددون ويتحدون الخونة والعملاء.. في معزوفة تمثل قمة الفشل ل[[سلاح]] الفنانين. لذا حينما أتى التكليف لراقصتنا الحبوبة، [[فيفي عبده]]، لم تكن التعليمات "عايزين توعي الناس" ولكن كانت أن الراجل (الرئيس) زعلان، عاجبك اللي العملا والخونة عاملينه دا يا فيفي .
 
لأجل ذلك خرجت [[فيفي عبده]]، بوَصلة من ردح العوالم الكلاسيكي، والمسكينة لا تعرف من تهاجم أو تسب،تسب [https://youtu.be/BNDNhD_YJDg]، فهي في كوكب "الخمسة أمواه" منفصلة عن [[العالم]]، حتى أن نصف وصلتها خصصتها للراجل أبو نضارة، والذي بعد جهد عرفنا انه [[البرادعي]]. رغم أن الراجل متقاعد في الريف النمساوي، يمارس التأمل الكونفشيوسي بعيداً من كل هذه الضوضاء. الجميع [[ضحك]] على فيديوهات الفنانين ، لأن حالة الهياج والاضطراب التي يظهرون فيها تعكس حالة الاضطراب الذي يعيشه النظام كله.
 
لكنننا بصراحة لم ن[[ضحك]]، ففي [[عين|عيونهم]] رأينا الذل و[[الخوف]]. حتى فيفي كانت خائفة، هؤلاء البشر تعرضوا مثل كل ال[[مصر]]يين للاذلال المتعمد. حتى أن بعضهم، ولكي يتخفف من إحساس الوضاعة أحياناً، تخيل نفسه شريكاً وتحدث عن ضباط الأمن والمخابرات الذين يقودوهم بصفتهم أصدقاء له أو بصفته يعمل معهم. حالة تماهٍ تقليدية مع المستبد، جعلتهم يفقدون اتصالهم مع الواقع ويعجزون عن استخدام مهاراتهم الفنية في [[البكاء]] أو التأثير في الجمهور، بل راحوا يسبّون و[[شتيمة|يشتمون]]. بعضهم استوعب درس [[الثورة المصرية 25 يناير 2011|25 يناير]]، فالقفا الذي أخذه [[تامر حسني]] في ميدان التحرير، و[[شلوت|الشلوط]] الذي أخذه أحمد السقا، جعلهم متوارين عن الأنظار، يحاولون التخفّي من الضابط الذي يطاردهم بالتأكيد، في انتظار أن يقفشهم ويسجل لهم فيديو: "بنحبك يا ريس ويسقط العملاء".
السطر 23 ⟵ 24:
[[تصنيف:مصطلحات]]
[[تصنيف:مصر]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]