الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خلافة إسلامية»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
(تبديل الصفحة بـ'==مصدر== * أحمد قويدر , تاريخ الخلافة الإسلامية تصنيف:تاريخ')
وسم: استبدل
سطر 1: سطر 1:
==الخلافة العباسية==
بدأت الخلافة العباسية سنة 750 بانتصار جيش أبي العباس ، الملقب بالسفاح ، على جيش آخر خليفة أموي مروان بن محمد . ويرجع الفضل في انتصار العباسيين على خصومهم الأمويين إلى قائد جيشهم أبي مسلم الخراساني ، وهو من أصل [[ايران|فارسي]] . لقد بدأ أبو العباس ، أول خلفاء بني العباس ، يوم بيعته ، خلافته بخطاب استهله بهذه العبارات :
{{قال|إن الله رد علينا حقنا ، وختم بنا كما افتتح بنا ، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح}}
وقام باتخاذ مجموعة من الإجراءات ، منها أمر بإخراج جثث خلفاء بني أمية من [[قبر|قبورهم]] ، وجلدهم وصلبهم وحرقهم ، ونثر رمادهم في الريح !! . يقول ابن الأثير :« فنبشوا [[قبر]] [[معاوية بن أبي سفيان]] فلم يجدوا فيه إلا خيطا مثل الهباء ( الغبار الذي يرى على ضوء الشمس) ، ونبشوا قبر [[يزيد بن معاوية]] فوجدوا فيه حطاما كأنه الرماد ، ونبشوا [[قبر]] عبد الملك بن مروان فوجدوا جمجمته ، ونبشوا قبر هشام بن عبد الملك فوجدوه صحيحا تقريبا فضربوه بالسياط وصلبوه وأحرقوه وذروه في الرياح ، وتتبعوا بني أمية فلم يفلت منهم إلا رضيع أو من هرب إلى [[إسبانيا|الأندلس]] .

[[جمع]] أبو العباس ، الملقب بالسفاح أكثر من تسعين شخصا من بني أمية ، بعد أن أعطاهم الأمان، وأمر بضربهم بالعمد حتى [[الموت|مات]] بعضهم وبعضهم أغمي عليه ، ثم أمر بوضع مفارش المائدة على أجسادهم، وأكل الطعام فوقهم ، وبعضهم مازال يئن، حتى ماتوا كلهم ! ولما انتهى أبوالعباس من الطعام شكر [[الله]] وحمده على نعمه ! . لقد فعل السفاح هذا ولم يرتفع صوت من أصوات علماء [[الدين]] ليعارضه ويقول له أن هذا العمل ليس من تعاليم [[الإسلام]] ، مع العلم أن كلا من أبي حنيفة ومالك كانا معاصرين للخليفة أبي العباس . لننتقل إلى الخليفة العباسي الثاني ، أبي جعفر المنصور ، الذي يعود إليه الفضل في بناء مدينة [[بغداد]] . لقد قام بتحريض أبي مسلم الخراساني على قتل عبد الله بن علي ، عم أبي العباس السفاح وقائد جيش العباسيين الذي هزم الأمويين هزيمة نهائية في معركة الزاب ثم قام بقتل أبي مسلم الخراساني الذي يرجع له الفضل في قيام دولة بني العباس . تحدثنا كتب ال[[تاريخ]] أن عبد الله بن المقفع ، صاحب كتاب [[كليلة ودمنة]] ، أرسل كتابا ( رسالة) إلى المنصور يدعوه فيه إلى تقوى [[الله]] . غضب المنصور واعتبر ذلك تطاولا من ابن المقفع ، وأرسل في طلبه ، وقام بتقطيع أطراف المسكين وشيها على النار أمام [[عين|عينيه]] ، وأطعمه إياها مجبرا، حتى مات !

الخليفة الخامس ، أحد أعظم الخلفاء العباسيين الذين بلغت في عهده أوج ازدهارها ، ألا وهو هارون الرشيد بن محمد المهدي. وقد ساهم في شهرته ذكر اسمه في قصص [[ألف ليلة وليلة]] . أثناء خلافته ، عم المجون ، وتفنن الشعراء في وصف [[عرق|الخمر]] ، ولم يخل بيت من جارية أو أكثر من الجواري الحسان . النقطة الأكثر سوادا في خلافة الرشيد هي غدره بالبرامكة . البرامكة أسرة فارسية قدمت خدمات جليلة لبني العباس فقربوها منهم حتى صار جعفر البرمكي [[وزير]]ا لهارون الرشيد ، وكان أخاه من الرضاعة . كان لهارون الرشيد ولدان: الأمين ، أمه [[عربية]] هاشمية ، والمأمون ، أمه فارسية. قامت أم الأمين ، زبيدة ، بإيغار صدر الرشيد على البرامكة ، محذرة إياه من تزايد نفوذهم . وهي فعلت ذلك ل[[خوف]]ها من أن تفلت ولاية العهد من ابنها ، الأمين الهاشمي 100% ، وتذهب إلى المأمون الفارسي من جهة أمه . جمع الرشيد البرامكة وأعمل فيهم السيف ولم يذر منهم أحدا ، ولم يراع حرمة الأخوة ( أم جعفر البرمكي أرضعت هارون الرشيد في طفولته ) ، ولم يقدر الخدمات التي قدمتها هذه العائلة للعباسيين .

كان الأمين [[مثلية|مولعا بالصبيان]] ، وكان هذا مما يؤرق والدته زبيدة ، وقد حاولت أن تجد حيلة تجعل ابنها يعاشر النساء ، لذلك كانت تلبس الجواري ملابس رجالية وتقدمهن له ، ومن هنا دخل مصطلح غلامية إلى اللغة [[العربية]] ، أي مؤنث [[غلمان|غلام]] ! وكان مغرما بغلام اسمه كوثر . وعند نشوب الحرب بين الأمين والمأمون بسبب الخلافة ، خرج كوثر ليطمئن على الأمين ، أصيب في وجهه . لما رآه الأمين على هذه الحالة ، انطلق إليه مسرعا وأخذ يمسح على وجه ، ثم أنشد :
{{قصيدة|ضربوا قرة عيني ومن أجلي ضربوه|أخذ الله لقلبي من أناس حرقوه}}
الخليفة العباسي الواثق بالله حفيد هارون الرشيد الذي كان مغرما بفتى [[مصر|مصري]] اسمه مهج ، وكان الناس عند ما يريدون قضاء حوائجهم عند الخليفة الواثق بالله يلجأون إلى مهج ليتوسط لهم لدى الخليفة ، لأنه كان لا يرفض له طلبا . ومرة دخل مهج على الخليفة ، وهو مجتمع مع رجال دولته ، قام الخليفة إليه وارتجل الأبيات الشعرية التالية :

{{قصيدة|مهج يملك المهج يسجى اللحظ|والدعج حسن القد مخطف}}
{{قصيدة|ذو دلال وغنج ليس لل[[عين]] |إن بدا عنه باللحظ منعرج}}

ذات مرة غضب مهج من الخليفة الواثق ، مما أثر على الخليفة وتعطلت أمور الدولة ، لأن أمير المؤمنين كان منشغلا بمراضاة حبيبه مهج . ونبقى مع الواثق بالله ، وهذه المرة نبين وجها آخر من هذه الشخصية المعقدة . لقد أحضر عالم الحديث المعروف، أحمد بن نصر الخزاعي، وكان مكبلا بالأغلال ، وسأله : « هل [[القرآن]] أزلي أم مخلوق ؟ » فأجاب الخزاعي : « أزلي ،أي ليس مخلوقا » ، فأمر الخليفة بنطع ( بساط من جلد يوضع تحت المحكوم عليه بالقتل ) وضع عليه رأس الشيخ المسكين ، ومسك السيف وضرب عنقه . مسألة أزلية أو خلق القرآن كانت محل جدل بين فلاسفة [[الإسلام]] ، بين أنصار النقل وأنصار العقل ( المعتزلة ) ، وكان الخليفة من أنصار المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن. ولم يكتف أمير المؤمنين بقطع رأس الخزاعي ، بل أنه أمر بأن يصلب مع جثته على أسوار [[بغداد]]

لحد الآن ، في القرن الواحد والعشرين ، مازال كثير من المسلمين يعتقدون اعتقادا راسخا أن القرشيين مقدسون يجب أن يحكموا المسلمين . ف[[الأردن]] تسمي نفسها بالمملكة الأردنية الهاشمية ، أي من بني هاشم من قريش ، ويدعي الملك الأردني ، وقبله أبوه الحسين وأجداده ، أنهم من نسل بني هاشم ، أي أنهم [[مقدس]]ون ، من حقهم أن يحكموا المسلمين ، ويرون أنهم أحق بحكم المملكة العربية [[السعودية]] من [[آل سعود]] الذين يصفونهم بمغتصبي عرش أجدادهم من بني هاشم . و الملك المغربي، [[محمد السادس]] ، وقبله والده الحسن وأجداده ، يفتخرون بأنهم علويون ، أي أنهم من ذرية [[علي بن أبي طالب]] ، أي أنهم أشراف و[[مقدس]]ون ، وأن حكمهم للمغرب حق إلهي يستمدونه من السماء ! والآيات في [[إيران]] يستمدون شرعيتهم من كونهم ينتسبون إلى علي بن أبي طالب . والأمير عبد القادر الجزائري ، يقول لنا المؤرخون عنه أنه ابن محيي الدين الحسيني، أي يتصل نسبه ب[[الحسين]] بن علي بن أبي طالب .

قريش قبيلة [[مقدس]]ة يجب الخضوع لها ، لأن [[الدين]] الإسلامي يأمر بذلك . أغلب المسلمين مقتنعون بأن قريشا هي أفضل خلق الله ، والدليل أنها ذكرت في [[القرآن]] « لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ...» . ولأن الرسول [[محمد]]ا قال :« إن الله عز وجل اختار من الناس "[[العرب]]" ثم اختار من العرب "مضر" ثم اختار من مضر "كنانة" ثم اختار من كنانة "قريشاً "ثم اختار من قريش "بني هاشم "ثم اختارني ممن أنا منه ‏»‏‏.‏ وقال :« إن الله فضل قريشاً بسبع خصال لم يعطها قبلهم أحداً ولا يعطيها أحداً بعدهم: أن الخلافة فيهم ، وأن الحجابة فيهم ، وأن السقاية فيهم ، وأن النبوة فيهم، ونصروا على الفيل، وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم، ونزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم (لِإِيلافِ قُرَيشٍ» ، وقال : « الأئمة من قريش » . وهذا يتناقض مع الحديث : « لا فرق بين [[العرب|عربي]] وأعجمي إلا بالتقوى » ، ومع الآية : « ا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير". وحسب منطق الذين يفضلون قريشا على غيرها من الأقوام ، أليس [[معاوية بن أبي سفيان]] ، و[[يزيد بن معاوية]] ، وأبو العباس السفاح ، والأمين بن هارون الرشيد ، و.... من قريش ؟ أليس عقبة بن نافع «[[المقدس]] » ( مجرم حرب ) ، وزهير بن قيس البلوي (مجرم حرب ) ، وموسى بن نصير( مجرم حرب ) من قريش ؟ أليس الشريف حسين ، والملك طلال وابنه حسين حفيده عبد الله من قريش ؟ أليس الملك الحسن وابنه [[محمد السادس]] من قريش ؟ هؤلاء الذين يدعون أن نسبهم يتصل ببني هاشم لهم باع طويل في الخيانة والتآمر مع أعداء العرب والمسلمين ضد مصالح [[العرب]] والمسلمين .

[[قريش]] لم يأت من ورائها إلا الدمار والحرق والدم ، إنها آفة [[الله]] على [[الأرض]] ! هذه القبيلة المسماة قريشا قد استخدمت [[الدين]] الإسلامي للنهب والسلب والسبي والتسلط والتحكم في مصائر الناس طيلة أكثر من أربعة عشر قرنا . وللتخلص من هذه الأغلال ، وللانعتاق من هذه العبودية، يجب قراءة التاريخ الإسلامي من مصادر مختلفة ، عربية وغير عربية ، ويجب إعادة النظر في مناهج [[التعليم]] ، بل في مشروع ال[[مجتمع]] ، وإلا فإنها النهاية ، نهاية كل المسلمين ، بما فيهم [[العرب]] ، فأسرعوا قبل فوات الأوان !!

[[تصنيف:اسلام]]
==مصدر==
==مصدر==
* أحمد قويدر , تاريخ الخلافة الإسلامية
* أحمد قويدر , تاريخ الخلافة الإسلامية

مراجعة 15:57، 9 مارس 2023

مصدر

  • أحمد قويدر , تاريخ الخلافة الإسلامية