الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خلافة إسلامية»

أُزيل 11٬440 بايت ،  قبل سنة واحدة
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
==الدولة الأموية==
تبدأ فترة بني أمية بتولي [[معاوية بن أبي سفيان]] الخلافة بعد أن تنازل عنها له [[الحسن بن علي بن أبي طالب]] ، على أن تكون الخلافة له ثم لأخيه الحسين بعد وفاة معاوية . تزوج الحسن تسع زوجات ومنهن جعدة بنت الأشعث التي دست السم له في عسل أو لبن بطلب من معاوية حتى يضمن الخلافة لابنه [[يزيد بن معاوية]] ، ومقابل ذلك وعدها بتزويجها بابنه يزيد وأعطاها مئة ألف درهم . ولكنه لم يزوجها طبعا بابنه ، لأنه خاف أن يلقى نفس مصير الحسن . عند تولي معاوية الخلافة انتقم من محمد بن أبي بكر أخ عائشة [[أم]] المؤمنين الذي كان ضمن من هاجموا [[عثمان بن عفان]] وقتلوه بأن قتله ووضعه في جوف [[حمار]] وأحرقه ! بعد وفاة معاوية وتوريث الخلافة لابنه يزيد ، لم يبايعه [[الحسين]] ، واشتد الخلاف بينهما، وانتهى الأمر بمقتل الحسين بن علي في [[معركة كربلاء]] من قبل جيش يزيد ، وقد فصل رأسه عن جسده ووضع في [[طشت|إناء كبير]] وأرسل إلى الخليفة الجديد [[يزيد بن معاوية]] . ولا يعلم إلى الآن أين دفن الرأس ولا أين دفن الجسد . عندما استلم يزيد بن معاوية رأس الحسين في [[طشت]] ، أنشد :
{{قصيدة|لعبت هاشم بالملك فلا|[[ملائكة|ملك]] جاء ولا وحي نزل}}
أهل المدينة (يثرب) رفضوا مبايعة يزيد ، فأرسل إليهم جيشا بقيادة مسلم بن عقبة ، وأوصاه بما يلي :« أدع القوم ثلاثا ، فإن أجابوك وإلا فقاتلهم ، فإذا ظهرت عليهم ( غلبتهم ) فأبحها ثلاثا ، فكل ما فيها من دابة أو طعام أو [[سلاح]] فهو للجند ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس » . عندما حاول جيش مسلم بن عقبة دخول المدينة قاومه أهلها فانتصر عليهم في موقعة الحرة ، وبعد ذلك استبيحت المدينة ثلاثة أيام ، وبلغ عدد القتلى ما يقرب الخمسة آلاف ، واغتصبت ألف بكر حيث ان بوكو حرام و[[جبهة النصرة]] و[[داعش]] و[[القاعدة]] وجند الخلافة وأخواتهن لم يخترعن شيئا) . لما وصل خبر ما فعله قائد جيشه في المدينة، أنشد يزيد البيت التالي :
{{قصيدة|ليت أشياخي ببدر شهدوا|جزع الخزرج من وقع الأسل}}
يريد أن يقول أنه انتقم لقومه بني أمية الذين هزمهم الخزرج ( الأنصار) في موقعة بدر بقيادة الرسول [[محمد]] ، وأنهم أرعبهم بسهامه ، ورد لهم الصاع صاعين . ورغم ما فعل يزيد ، فإن فقهاء [[الإسلام]] يقولون أن يزيدا مغفور له ، وحجتهم أنه كان أول خليفة حاول غزو القسطنطينية ( إسطنبول حاليا ) ، وذلك لأن النبي [[محمد]]ا قال: « أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له » .
===عبد الملك مروان===
أعظم الخلفاء الأمويين من حيث الإنجازات ، عبد الملك مروان ، الذي توسعت الإمبراطورية الإسلامية في عهده . كان عبد الملك ، قبل توليه الخلافة ، ورعا تقيا ، قال فيه نافع مولى عبد الله بن عمر : « لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميرا ، ولا أفقه ولا أنسك ، ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان » . وعندما أتاه نبأ توليه الخلافة ، وكان يقرأ [[القرآن|مصحفا]] بين يديه ، قال : « هذا آخر العهد بك» !! من إنجازات عبد الملك بن مروان ، تنقيط القرآن بناء [[المسجد]] الأموي في دمشق وبناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس . ولكن ولايته كان لها جانب مظلم في نظر المسلمين وهو أنه ولى [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] على [[العراق]] ، وكان هذا الأخير شديدا جبارا أعمل سيفه في معارضي بني أمية حتى أخضعهم لهم .
 
بعد وفاة [[يزيد بن معاوية]] وتولي مروان بن الحكم ، أعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة للمسلمين ، واستقر ب[[مكة]] واحتمى بأهلها . ولما تولى عبد الملك بن مروان أرسل الحجاج في جيش إلى [[مكة]] لإنهاء التمرد ، ودار قتال عنيف بين الفريقين أودى ب[[حياة]] كثير من المسلمين ، واستخدم جيش الحجاج المنجنيق Catapulte ضد عبد الله بن الزبير المتحصن داخل [[الكعبة]] ، وقد أدى ذلك إلى مقتل عبد الله بن الزبير بن العوام وكثير ممن كانوا معه من أنصاره ، وهدم جدران [[الكعبة]] . وفي عهد عبد الملك بن مروان تم الاستيلاء على المغرب الكبير ( شمال أفريقيا ) . حيث أعّد الأمويون الجيوش الجرارة للاستيلاء على هذه المنطقة الإستراتيجية والغنية بالموارد الطبيعية ، والتي تعتبر بوابة كل من [[أوروبا]] وأعماق أفريقيا . ولكن أهلها قاوموا الغزاة مقاومة شديدة .
 
كانت الجيوش الإسلامية المتعاقبة على غزو شمال أفريقيا تحمل في يد [[القرآن]] وفي اليد الأخرى السيف . كان من بين الغزاة [[العرب]] من يتصفون بالتقوى والورع والإخلاص في نشر ما كانوا يعتقدون أنها رسالة إلهية ، وبالمقابل كان من بينهم آخرون لم يكن همهم سوى القتل والنهب والسبي والحصول على الغنائم . لقد استطاع العرب احتلال [[العراق]] و[[سوريا]] و[[فلسطين]] و[[مصر]] في بضع سنوات ، بينما استغرق احتلالهم المغرب الكبير حوالي سبعين سنة ، بسبب المقاومة الشرسة لسكان المنطقة للغزاة الجدد . ارتكب بعض قادة المسلمين أعمالا فظيعة باسم [[الإسلام]] في حق سكان تامزغا ( سكان شمال أفريقيا) . أهان عقبة بن نافع ، كسيلة قائد [[الأمازيغ]] ، مع أن أبا المهاجر أحسن معاملته . خان أحد الأسرى المسلمين ملكة البربر ، ديهيا ( يسميها [[العرب]] الكاهنة ) ، وكانت قد تبنته ، والذي نقل أسرارا عن نقاط ضعف جيش الأمازيغ إلى العرب ( عمل جاسوسا )، وهم ما مكن حسان بن النعمان من الانتصار على الكاهنة وقتلها. وإليكم بعض ما فعل الفاتحون بأهالي المنطقة :
* يقول ابن عذاري المراكشي : « ثم وجه عبد الملك بن مروان معاوية بن حديج في ألف فارس إلى مدينة جلولاء ( تقع ب[[المغرب]] ) فحاصرها وقتل من أهلها عددا كثيرا حتى فتحها عنوة، فقتل المقاتلة وسبى الذرية، وأخذ جميع ما كان في المدينة وحمل ذلك كله إلى عبد الملك بن مروان » .
* ويقول أيضا عن عقبة بن نافع في غزوه لشمال أفريقيا :«ووصــل عقبــة بن نافع الفهــري إلى إفريقيــة ( تامزغا ) فافتتحها ودخلها ووضع الســيف في أهلها، وأوغــل في الغرب يقتل ويأسر أمة بعد أمة، و[[طائفية|طائفة]] بعد طائفة» .
* في موضع آخر ، يقول مؤرخ مصري اسمه ابن عبد الحكم في كتابه فتوح أفريقيا والأندلس : « فخلف عقبة بن نافع جيشــه هناك ، ثم سار بنفسه ومن خف معه، أربع مائة فارس وأربع مائة [[الجمل|بعير]] حتى قدم 'ودان' ( تقع ب[[ليبيا]] ) فافتتحها ، وأخذ ملكهم فجدع أذنه ، فقال : لم فعلت بي هذا وقد عاهدتني؟ ، فقال عقبــة: إذا مسســت أذنــك ذكرته، فلم تحارب [[العرب]]. وفرض عليهم ثلاثمائة وســتين رأسا من [[تجارة الرقيق عند العرب|العبيد]]» . ولما قتل عقبة ، أرسل عبد الملك بن مروان زهر بن قيس البلوي للانتقام من [[الأمازيغ]] ، وقال له : « لا يصلح للطلــب بدم عقبة من الروم والبربــر إلا من هو مثله دينا وعقلا » . وبعد أن أتم مهمته ، أي الانتقام من الأمازيغ عاد إلى [[مصر]] .
 
الشيء الذي يدعو إلى الدهشة هو أن سكان المغرب الأوسط ، [[الجزائر]] ، بنوا [[قبر|ضريحا]] لجلادهم عقبة بن نافع بالقرب من بسكرة ، وهو مزار مقدس يأتيه الناس من مختلف مناطق البلاد ! هل يعلمون ماذا فعل عقبة بن نافع بأجدادهم أم يجهلون ذلك ؟ . لا يمكن اعتبار حكم بني أمية ، الذي دام اثنتين وتسعين سنة، خلافة إسلامية ، وإنما كان خلافة [[عربية]] ، لأنه اعتمد على العنصر [[العرب]]ي في منحه مناصب المسئولية في الدولة ، بل أنه وصف بأنه كان عنصريا تجاه الأقوام الأخرى التي دخلت [[الإسلام]] . وقد تولد عن ذلك شعور بالتذمر لدى الأقوام غير العربية التي دخلت الإسلام ، خاصة الفرس . كان العرب ينظرون إلى القوميات الأخرى بنوع من التعالي والاحتقار . لقد أدرك العباسيون هذا الوضع ، وحاولوا استعماله لمصلحتهم في دعوتهم المسلمين للثورة على بني أمية العنصريين .
 
قال عبد الملك بن مروان ، منقط [[القرآن]] ومشيد قبة الصخرة بالقدس و[[المسجد]] الأموي بدمشق :« من أراد أن يتخذ جارية للتلذذ فليتخذها بربرية ، ومن أراد أن يتخذها للولد فليتخذها فارسية ، ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية »
==الخلافة العباسية==
بدأت الخلافة العباسية سنة 750 بانتصار جيش أبي العباس ، الملقب بالسفاح ، على جيش آخر خليفة أموي مروان بن محمد . ويرجع الفضل في انتصار العباسيين على خصومهم الأمويين إلى قائد جيشهم أبي مسلم الخراساني ، وهو من أصل [[ايران|فارسي]] . لقد بدأ أبو العباس ، أول خلفاء بني العباس ، يوم بيعته ، خلافته بخطاب استهله بهذه العبارات :