الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجمل»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 345 بايت ،  قبل 6 سنوات
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>سعودي كاوبوي
لا ملخص تعديل
imported>Bigbig1
طلا ملخص تعديل
سطر 35:
البعير من صفاته الحميدة في شخصه من [[العرب|عرب]] أجمعوا على [[لحية|عقيدة]] الإلتزام بدور الحمّال [[بشار الأسد|الجبان]] صاحب الخفّ [[نكتة|الضاحك]] ، الذي لا تستفزّ كرامته إن أستبيحت على [[قندرة|جزمة]] سيّده ، ولا تستفزّ [[الإنسان|إنسانيته]] عندما [[الموت|يئد]] الجلاّد ذويه ، والذي يأكل الشوك وهو محّمل ب[[دولار|الذهب]] ، و المؤمن بحقّ [[زعماء عرب|الحاكم]] بجلده و [[سرقة]] حليب أطفاله وحتّى عرضه. من عجائب الأباعر إنهم مازالوا يظنون انهم [[حرية التعبير|أحرار]] وهم أتعس من عبيد ، وتراهم [[معارضة|يحتجّون]] ويتوعّدون [[اليهود]] و[[امريكا|الإمبريالية]] بالويل والثبور وعظائم الأمور فيما رؤوسهم مستسلمة لجزم أصحاب السعادة والمعالي من الذين ورثوا العرب مع نعالاتهم الضاحكة .
 
في 2017 قامت [[السعودية]] بطرد الإبل القطريةال[[قطر]]ية من أراضيها في عملية فضّفض اشتباك لمتلازمة العربيّ[[العرب]]ي والجمل، والتي استقرّتاستقرت في الخيال العالمي[[العالم]]ي قرونا خلت،خلت ، وها نحن نشهد،نشهد أخيرًا،، أخيرًا ، الخاتمة المأساوية لهذه العلاقة،العلاقة ، بنفوق آلاف البعير المطرودة من [[صحراء]] إلى صحراء. كنا نرجو ألا يشاهد الغرب،[[كافر|الغرب]] حصرًا،، حصرًا . مشهد الإبل [[الموت|النافقة]] على الحدود القطرية السعودية، كي لا تتحطم تلك الصورة الأثيرة في إعلامهم عن العربي[[العرب]]ي والإبل . بأي [[حيوانات|حيوانٍ]] آخر، سيستبدل الغرب الإبل إلى جانب الكائن العربي في [[وسائل الإعلام|إعلامهم]] وصورهم الكاريكاتورية، بعد هذا المشهد الحزين، بعد أن أدهشهم استخفاف العرب بحياةب[[حياة]] أهم رمز في وجدانهم،[[ضمير|وجدانهم]]، وتركه ينفق جوعًا وعطشًا من دون أن تطرف لهم عين،[[عين]]، وتكبيد هذا الرمز ثمن خلافاتهم المزمنة.
 
سيبحثون بالتأكيد عن حيوان يمثل الصفات [[العربية]] الجديدة التي ظهرت لهم في مشاهد الإبل النافقة، وفي مقدمتها، بالطبع، حقد العربيّالعربي على العربي، حدّ الحصار والخنق. وفي هذه الحالة، أجزم أنهم لن يجدوا حيوانًا بهذه الصفات، إلا إذا قرّروا [[مقلوب|عكس الصورة،الصورة]]، وشبّهوا الحيوان بالإنسان،ب[[الإنسان]]، مع الفارق الجمّ بين الثريّا والثرى. ماذا تبقى للعربي من رموز قابلة للاحتفاء والتبجيل؟والتبجيل ؟
 
الإبل رافقت العربيّ[[العرب]]ي في حله وترحاله، واحتفى بها [[الله|الخالق]] ذاته، حين جعلها آيةً للعرب، وخصّ بها نفسه، موصيًا بسقايتها، لكن القوم أعادوا مشهد الجحود وهم يعقرون ناقة القرن الحادي والعشرين على الحدود، وكأني بهم ينحرون آخر ما يربطهم بجلودهم العربية،[[العربية]]، أو كأنه نحرٌ جماعيٌّ للذات، والفرار بعيدًا عن كل ما يذكرهم [[اسطوانة مشروخة|بعروبتهم وتراثهم]]. ولربما كان أكثر المصدومين خالد بن الوليد الذي ظنّ، ذات احتضار، أن الإبل العربية تموتت[[موت]] مدلّلة على فراشها، ولم يكن يرغب بميتةٍ تشبهها، وقد يكون على حقّ في سياقه التاريخي،ال[[تاريخ]]ي، لأن إبل ذلك الزمن كانت مدللة، حقًا، ومحط هوى العربي الذي لم تكن [[الشعر|قصيدةٌ]] له تخلو من ذكرها، ويا لحظّ الحبيبة التي تماثل مشيتها تثنّي الإبل، غير أن ابن الوليد لم يشهد زمنًا آخر، لا تموتت[[موت]] فيه البعير على فراشها، ولا تبقي المعارك [[العربية]] - العربية في جسدها موضعًا فارغًا لضربة سيفٍ أو طعنة رمح، فيما يموت أسياد المعارك الدونكيشوتية على سُرر الحرير من شدة التخمة،[[سمنة|التخمة]]، بعد أن أوكلوا حروبهم الداخلية للإبل والحميرو[[الحمار|الحمير]].
 
ربما نفقت الإبل التي تحمل [[هوية|الجنسية]] القطرية جوعًا وعطشًا، لكنها ماتت قهرًا هذه المرة، بعد أن نفد صبرها على [[النكتة|الملهاة]] العربية التي يختلط فيها الضحكال[[ضحك]] بالبكاء، خصوصًا وهي تعجب من قدرة مديرية الجوازات [[السعودية]] على فرز الإبل حسب الجنسيات، وإدراج البعير في خانة القطريّات كالبشر، تمامًا، ومن يدري فقد تمنع العصافير القطرية من التحليق في الأجواء [[السعودية]] قريبًا،، ما دام لمسؤوليها هذه القدرة العجيبة على الفرز القُطْري.
 
لم تعد "[[تيتانك|سفينة]] الصحراء" تحتفل بلقبها الذي خلعناه عليها ذات أسفار ومشاقّ، لأنها ترى حجم الثقوب في السفينة [[العربية]] أوسع من أن يرتقها راتق، ولأنها هي من آثر أن يفضّ اشتباكه بأسيادٍ كالعبيد،[[تجارة الرقيق عند العرب|كالعبيد]]، حين يتعلق الأمر بالعصا [[الأجنبي|الخارجية]] التي تجلدهم صباح مساء، حتى مع امتثالهم للأوامر بحذافيرها. أما العذر الأخير، فموجّه لأبي فراس الحمداني، فبعيرنا أحقّ منا بالدمع مقلةً، لأننا، باختصار، لم تعد تُبكينا أي مهزلةٍ أو كارثة [[عربية]] أو قومية، مهما استفحل خرابها.
 
[[تصنيف:حيوانات]]
مستخدم مجهول
الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح