الفرق بين المراجعتين لصفحة: «برتقالي»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 43 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[صورة:Child_monk_group.JPG|left|250px|]]
'''اللون البرتقالي''' هو لون أصحاب [[الدين|الديانة]] البوذية , و المنتخب الهولندي ل[[كرة القدم]] , و المعتقلين في غوانتانامو ومعظم [[السجن|السجون]] في [[أمريكا]] الشمالية , و [[كافر|الكفار]] الذين تذبحهم [[داعش]] امام الكاميرات ليتم عرضها لاحقا في [[الجزيرة]] , وكانت سابقا لون [[عامل تنظيف|عمال النظافة]] في شوارع [[عمان]] عاصمة [[الأردن]] قبل قيام [[داعش]] بحرق الطيار الأردني [[معاذ الكساسبة]] حيا . تستحق عقدة اللون البرتقالي التي طاردت الأردنيين ، منذ إعدام الكساسبة أكثر من وقفة وتدل على فوبيا من طراز خاص أرّقت مسؤولي الدولة وقضت مضاجعهم ، بما يبرهن أن [[اللعنة|لعنة]] داعش لم تقتصر على جرم إحراق الطيار ، بل امتدت لتطال الزي الرسمي لعمالل[[عامل تنظيف|عمال النظافة]] الذين شاء سوء طالعهم أن تكون ثياب عملهم باللون البرتقالي الذي كان يرتديه الكساسبة لحظة إعدامه.
 
منذ تلك اللحظة ، تسللت عقدة هذا اللون إلى غرف نوم أصحاب القرار في أمانة [[عمان]] ، بوصفهم مسؤولين عن [[عامل تنظيف|عمال النظافة]] ، وراحوا يربطون في [[الدماغ|أذهانهم]] بين زيين رسميين متطابقين شكلاً ومتنافرين مضموناً. يمثل الأول لون النار التي التهمت جسد الطيار ، والثاني يمثل لون دبيب ال[[حياة]] لعمال ينتشرون منذ الفجر في الشوارع و[[حارة|الأحياء]] ، للحفاظ على نظافة العاصمة . في المحصلة وبعد اجتماعات مضنية ، واستشارات فنية مع خبراء ومختصين تفتقت [[دماغ|أذهان]] مسؤولي أمانة [[عمان]] عن قرار فصيح باستبدال الزي البرتقالي لعمال [[الوطن]] بآخر تركوازي ، وتنفسوا الصعداء ظناً منهم أنهم تحرروا من [[اللعنة|لعنة]] [[داعش]] ، وراحوا يروجون اللون الجديد وكأنهم ابتكروا لوحة [[موناليزا]] للقرن الحادي والعشرين.
سطر 6:
غير أن السؤال المطروح هنا: لماذا اختار المسؤولون [[الأردن|الأردنيون]] وأد الضحية ، لا الجلاد ؟ , الزي الرسمي ل[[داعش]] بصفته جلاداً وقاتلاً وعدواً هو [[كهرباء|الأسود]] وليس البرتقالي ، وكان حرياً والحال هذه أن يطارد المسؤولون اللون الأسود في شوارعهم ، ويمحوه من ذاكرة [[مواطن|شعبهم]] ، لكونه من ارتكب الفعل الشنيع بحق طيارهم . وفي المقابل كان عليهم أن يمجّدوا اللون البرتقالي الذي يرمز إلى [[شهيد|استشهاد]] معاذ ، ليذكرهم دوماً بضرورة الثأر لدمه من قاتله ، على غرار ما كان يفعله أجدادنا ، حين كانوا يحتفظون بقطعة من ثياب الضحية المضرجة بالدم في خزائنهم حافزاً دائماً على الثأر.
 
والحال أن عقدة وأد الضحية غدت سمة [[عربية]] بامتياز ، لا تقتصر على [[الأردن]] فقط ، ف[[العرب]] باتوا محمومين بهاجس غسل [[الدماغ|أدمغتهم]] من كل ما يذكرهم بنكساتهم وهزائمهم وضحاياهم. لم يعد [[العرب]] مفتونين بالثأر بل بتمجيد القاتل وفي المقدمة [[إسرائيل]] التي تُكافأ على جرائمها بمزيد من التودد العربي[[العرب]]ي لها ، وبعقد صفقات استراتيجية معها على غرار اتفاقيات الغاز والقناة التي ستصل بين البحرين [[البحر الميت|الميت]] والأحمر ، ولإسرائيل كل الأعذار إذا دمرت [[غزة]] ، وإذا اغتالت قاضياً أردنياً على جسر العودة ، لأنه عاد ليدبر ثمن علاج [[أطفال|طفله]] في المستشفى ، ولا أحد هنا يفتش عن لون القاتل ليثأر منه .
 
أما القاتل الأكبر ، ممثلاً ب[[أميركا]] وغيرها فمن حقه أن يزورنا بأي زيٍ يشاء من ثياب المارينز التركوازي ليقصف ويدمر ويحتل به ، إلى اللون [[كهرباء|الأسود]] ليفتتح شركات عابرة للدماء والعرق والنهب والسلب . أما الضحايا المجندلون في كل تلك الكوارث فيطاردون بزيهم وأرواحهم ، لمحوهم تماماً من الذاكرة [[العربية]] المفتونة [[دكتاتور|بالجلاد]] فقط ، وإن حدث أن احتفظت الذاكرة أياماً بلون ضحية فسرعان ما تتسلل الفوبيا إلى أذهان [[سياسيون عرب|الساسة العرب]] ، فتقض مضاجعهم وتتحول إلى [[كابوس|كوابيس]] تطاردهم ليل نهار ، فيستنفرون خبراءهم ومستشاريهم، بحثاً عن وسيلة الطمس الملائمة لمحو الضحية وآلامها وعذاباتها من أذهان [[شعب|شعوبهم]] .
 
وأما السؤال المشروع هنا: ماذا لو فكرت [[داعش]] ، من قبيل النكاية بتغيير زي ضحاياها إلى اللون التركوازي مثلاً ؟ هل سنضطر حينها إلى الانخراط ثانية في عقدة اللون الجديد والسعي إلى استبداله ، وهل سنصل إلى مرحلة [[العدم|انعدام]] اللون في حياتنا [[العربية]] تماماً ؟ أم أن الأجدى بنا أن نعلن منذ الآن إصابتنا ب[[عمى الألوان]] ، كما أصبنا سابقاً بعمى [[الحرية]] و[[الديمقراطية]] والقطرية و[[الطائفية]]. بانتظار الإجابة عن هذا السؤال ، أهمس في آذان أصحاب قراراتنا: ضحايانا ي[[موت]]ون بكل الألوان يا سادة، فكفوا عن هذا [[الخرا|الهراء]] .
[[تصنيف:حياة]]
[[تصنيف:الأردن]]
مستخدم مجهول
الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح