الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سوريا»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 82 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 43:
|- style="vertical-align: top;"
| '''أعظم إنجاز لل[[برلمان عربي|برلمان]]'''
| '''تغيير عمر [[مرشح رئاسي|المترشح للرئاسة]] الى 34 سنة خلال 3 دقائق'''
|- style="vertical-align: top;"
| '''عدد أفراد [[الشبيحة]] الأمن والمخابرات'''
سطر 56:
| '''اللغة الرسمية'''
| '''لغة القاف'''
'''اللغة [[روسيا|الروسية]]'''
|- style="vertical-align: top;"
| '''الأغنية الأكثر مبيعا'''
سطر 64:
| '''الرد في الوقت المناسب و[[طيز|المكان المناسب]] على العدوان الإسرائيلي'''
|}
'''الجمهورية الملكية العربية السورية''' جمهورية ملكية في [[الوطن العربي]] تعرف بين أوساط السوريين بمزرعة [[بشار الأسد|الأسد]]، تستخدم [[الشبيحة|السلطات المطلقة]] في حظر أي [[معارضة]] [[سياسة|سياسية]] لنظام الحكم ، وتقييد [[حرية التعبير|الحريات المدنية]] ويعتمد إقتصادها على [[الرشوة]] و الإكرامية. ويرى خبراء السياسة أن الآمال في تحقيق انفتاح سياسي أكثر في ال[[مجتمع]] تتقلص من جراء استمرار السياسات القمعية ضد الأقلية الغير [[العلوية]] في ال[[مجتمع]] السوري ، واعتقال واحتجاز عدد من ناشطي حقوق [[حقوق الإنسان]] .من الصعب العثور على بقعة سورية غير خاضعة للإحتلال [[روسيا|الروسي]] وال[[إيران]]ي و[[أمريكا|الأمريكي]] و[[تركيا|التركي]] و[[إسرائيل|الإسرائيلي]] و الــ PKK , ففي سوريا يمكنك سماع بياع الجرائد يصيح: [[الوطن]] بخمس ليرات , الثورة بخمس ليرات , [[العروبة]] بليرتين.
 
'''فاصل من [[مخبر|مواطن يعمل مخبرجي]]'''
سطر 74:
كان من المتوقع والمرتجى من هؤلاء الذين انتقلوا من [[فقراء|الفقر]] المريع إلى [[الثراء]] المريع , من رجالات [[السلطة]] أن يعمدوا إلى مكافأة هؤلاء الذين أجهدوا أنفسهم, وأولادهم, في العمل لإثرائهم, فيحسنون شروط عملهم و[[حياة|حياتهم]] كما يفعل الهولنديون و[[الدنمارك]]يون في العناية بأبقارهم لتدر المزيد , وتكتسب المزيد من اللحم, لا أن يتعاملوا مع هؤلاء الذين كدوا لإثرائهم كتعامل أميي الريفيين مع أبقارهم العكشية الداشرة, والتي يتركونها ترعى هي وحظها في تلال [[الله]] ووديانه حتى إذا ماكان المساء حلبوا منها ما تيسر, وهو خير وبركة فهم لم ينفقوا عليها قرشاً واحداً, ولم يعلموها شيئاً إلا الطاعة والطاعة فقط , أما ال[[صحة]] فصحتها برية, والحمد لله, وإذا ما مرضت أو [[موت|ماتت]], أو أكلها [[ذئب]] فهو نصيبها.
 
تخوننا الكلمات و تتشتت ذاكرتنا وتخذلنا لغتنا حين نتحدث عن سوريا. فقد رأينا فيها عجب العجاب . رأينا فيها التقي و الشقي , الخصب و الجدب , [[إلحاد|الملحد]] و [[داعش|الداعشي]] , ألوان قوس قزح و [[كهرباء|الأسود]] البغيض , الشيوعي و [[الشيعة|الشيعي]] , [[لحية|الملتحي]] و السافر , [[شرموطة|العاهر]] و الصالح , التقية و الشقية , رأينا فيها كل المتناقضات ولم نجد فيها بشرا واحدا سويا. في سوريا إما ان تكون أقصى اليمين و إما أن تكون أقصى [[يسارية|اليسار]] !! [[اللعنة]]....في سوريا [[لا]] يوجد مكان كي تكون في الوسط , لا يوجد مكان كي تكون طبيعيا في سوريا . أنت لا يمنكن أن تكون طبيعيا في سوريا .تبا لليمين موصولا باليسار فقد رأينا وجه كلاهما و إتضح لنا أن كلا الأخوين [[ضرطة|ضراط]]. لم يكن لنا في سوريا [[كرامة]] أو [[الإنسان|إنسانية]] , فنحن كسوريين , إما أن نكون ذيلا و بوقا [[البعث|للبعث]] العرص و إما نحن من القوم [[معارضة|المغضوب عليهم]].
 
منايك البعث و معرصين النظام يزرعون في [[فكرة|دماغنا]] شعاراتهم البائسة...أمة [[عرب]]ية واحدة.....ذات رسالة خالدة , سحقا لكم و لشعارات ينفع ان ترفعوها في مدجنة [[دجاج|فراخ]] , فراخ تشبهكم كثيرا. أمة عربية واحدة , دون براهين . هاهي شعارات حزب [[البعث]] الخالد تتهواى تحت [[حذاء|أحذية]] الأمم و ترسانة [[فلاديمير بوتين]] وصبغة شعر [[دونالد ترامب]] المهرج [[أمريكا|الأمريكي]] الذي أتانا من عتمة القدر و تعريص قضاء [[الله]]. لا وفقكم الله ولا شكر مسعاكم. مباركة هي تلك الروح الخيرة الهوجاء الآتية إعصارا عاتيا على كل حاضركم الأسود و ماضيكم [[شهادة جامعية|المزور]] و مستقبلكم الضبابي . ليحيا [[الإنسان]] السوري و ليسقط [[دكتاتور|الحاكم]] في غياهب الجب. سوريا لنا هي أرضنا و سمائنا و إلهنا الذي نعبد و لو كره الكارهون .
 
كل العاملين في الشأن السياسي في سوريا في الخارج والداخل ليسوا ببساطة أكثر من متآمرين ، عن سابق إصرار وتصميم أو عن [[جهل]]، لا نستثني منهم أحدا . ليست سورية غنيمة تتقاتلون عليها يا أبناء ال[[قحبة]]، وليست وسيلة لتصلوا بها إلى الحكم، وإلا بماذا تختلفون عن النظام وجيشه وسياسييه، ما الذي يجعل [[معارضة الخارج]] تحاجج على حصتها من الدماء السورية ولا يختلف عنه المنبر [[ديمقراطية|الديمقراطي]]. أو أي فصيل آخر من الفصائل السياسية . كل من يعمل في الشأن السياسي السوري تحول إلى خائن، أو هو خائن أصلا، مادام أنه يخون الآخرين، وطالما أنه مصر أنه الوحيد الذي على حق والآخرون على خطأ. لستم أوصياء على سورية، ولستم الأكثر [[شرف]]ا، ما زال هناك متسع من الوقت لتتراجعوا، لتنسوا خلافاتكم الشخصية، وتتوقفوا عن تخوين بعضكم بعضا باتهامات مذلة مثل الخضوع ل[[قطر]] و[[السعودية]] أو الخضوع للغرب و[[أمريكا]]،. ما زال هناك متسع من الوقت لتلملموا جراح [[الشعب]] السوري، وتصونوا دمه المهدور بتوحدكم بعيدا عن المال السياسي، وبعيدا عن الاتفاقات الجانبية التي تخدم أجندات أخرى. توحدكم الآن، بكل أطيافكم، سيضع النظام، كما سيضع [[دولة|الدول]] الطامعة بكل أطيافها أمام أمر واقع هو أن السوريين متحدون وأن أحدا لا يستطيع التفرقة بينهم. أو تظلوا أولاد [[قحبة]].
سطر 82:
شهدت هذه البلاد المنكوبة بموقعها [[جغرافيا |الجغرافي]] عدة تدميرات كاملة ولكل المدن منذ الغزوة [[ايران|الفارسية]] الأولى , القرن السادس قبل الميلاد , وكانت الدولة تدعى بالإخمينية , والتي تسلط فيها الإخمينيون على سورية , و[[العراق]] , بابل , فدمروا كل شيء , العمارة, و[[أماكن عبادة|المعابد]] , والأسواق , والأسوار , وكل ما بناه [[الانسان]] في ذلك العهد, وحين طرد الإسكندر الفرس من [[العالم]] القديم سياسياً تقريباً وجد السوريين ما يزالون منشغلين بإعادة الإعمار لايفكرون ب[[سياسة]], ولا برياسة, فالهم الوحيد هو العيش , والعيش فقط .ربما كانت الفترة السلوقية , الفترة التي تلت [[موت|وفاة]] الإسكندر واحدة من الفترات الزاهية في تاريخ سورية, ففي تلك الفترة لم يكن لدى السوريين ما يقتتلون عليه, فلا اختلاف في ال[[أديان]] أو المذاهب , فالكل يعبد مظاهر الطبيعة ولتسمها ما شئت فهي هي سميتها: شمس , أو شيمش , أو زيوس , أو جوبيتير , فستظل ذلك الكائن المعلق بالسماء, والباعث لل[[حياة]], وهكذا امتزجت الحضارتان والثقافتان في تساو , فكانت الهيلينستية أزهى فترات العصور الكلاسيكية , والتي لن تتكرر إلا في [[إسبانيا|الأندلس]] بعد عدة مئات من السنين .
 
ترك السلوقيون من خلفهم مدناً ما تزال حية حتى يومنا هذا, تركوا اللاذقية, وتركوا أفاميا, وتركوا الإسكندرونة وأنطاكية, ولم يتركوا الحرائق والخراب كمن سبقوهم . ثم جاء الرومان اللاتين , وكانوا جنداً ريفيين [[ثقيل دم|أفظاظاً]] , ولكنهم لم يدمروا المدن, ولم يحرقوها, بل بنوا الملاعب والمسارح والمعابد العظيمة , وقد يعترض معترض , بأن مدينتي اللاذقية وأفامية قد بنيتا بأيدي بنائين سوريين , وربما كان على حق , فهم لن يستقدموا بنائين ومهندسين من [[اليونان]] أو روما ليعمروا مدناً في سورية, وسورية بلد البنائين والمهندسين ! ولكن المدنال[[مدن]] تسمى على [[اسم]] بناتها, واسم اللاذقية , وأفاميا اسمان لسيدتين سلوقيتين . ثم يأتي الاعتراض على الاعتراض ليقول: لم كان كل ما نقرأ في كتب [[تأريخ|التاريخ]] أن مدمري المدن في سورية كانوا دائماً إما من الفرس , أو من المغول ك[[هولاكو]]الوثني, وقازان وتيمور لنك المسلمين , ولمَ لم توجد مدينة واحدة في سورية كلها تحمل اسماً فارسياً , أومغوليا ,أو أمر ببنائها فارسي ,أومغولي بينما نشهد ب[[أم]] أعيننا اليوم كيف يدمر [[ايران|الفرس]] وأعوانهم سورية مدينة مدينة , وبتصميم مسبق , وإرادة واعية , ف[[سلاح]] إركاع السوريين , وإشغالهم بإعادة الإعمار إلى أن يتمكن الغازي في البلد [[سلاح]] مجرب, وقد أبدى نجاعته فيما مضى.
 
احتل الرومان اللاتين سورية , ولكنهم أدخلوا إلى سورية الملاعب , والمجالد التي كان [[تجارة الرقيق عند العرب|العبيد]] يتجالدون فيها حتى [[الموت]] مع الوحوش , وفيما بعد وضعوا مكان العبيد [[مسيحية|المسيحيين]] الرافضين لعبادة [[دكتاتور|الامبراطور]] . وبنى الرومان أقنية الري, وبنوا الطريق العظيم الستراتوم طريق العربات المبلط الواصل ما بين بصرى في جبل حوران وبين روما في [[إيطاليا]] المعاصرة,. وغابت روما لترثها بيزنطه, وغابت بارثيا فارس لترثها ساسان, ولترث مع ميراثها شهوتها لاستكمال امبراطوريتها, وما استكمال الامبراطورية إلا في احتلال سورية, والوصول إلى البحر المتوسط .
سطر 94:
كان المغول وهم فرع من طوران يضم المغول, والتتار, والجغتائيين, فأما المغول, فكان منهم جنكيز خان الذي امتدت امبراطوريته من كوريا وحتى بولنده, وكان حفيده [[هولاكو]] وهو أمير لم يصل أبداً إلى منصب الخاقان , أو الامبراطور. كان المغول بدواً من الرعاة الذين لا كلفة في غزواتهم وأسفارهم مهما طالت, فغذاؤهم قطعة لحم مجففة قديد تدس تحت سرج الحصان, فإذا ما استهلكها عمد إلى حصانه, ففصده, وامتص بعضاً من دمه.بهذا التقشف غزوا خوارزم, و[[إيران]], والشرق الإسلامي, ودمروا كل من قاومهم, ونهبوا ما غلا ثمنه, أما الباقي فأحرقوه, وكانت هذه طريقتهم في التدمير. هل اكتسبوا هذه العادة الذميمة من الفرس, أم أنها خصلة آسيوية أصيلة, وعلى أية حال, فالمغول سيسلمون بعد [[هولاكو]] الوثني, ولكن إسلامهم لن يهذب من وحشيتهم شيئا, فقازان المسلم سيدمر ويخرب الشام كلما عبر الفرات, وقد فعلها أكثر من مرة, أما تيمورلنك المسلم, فسيدمر معظم آسيا المسلمة, ويحرق مدنها وهو يحاجج ب[[الإسلام]], ومحاججته لعلماء دمشق ومشايخها وفيهم ابن خلدون كانت في سؤالهم: من من الرجلين, [[علي]] و[[معاوية]] كان على حق ؟ ولنا أن نتصور نوع الجواب, ونوع الجزاء!.ولم يفد الشرق الإسلامي من إسلامه إلا الخراب والحريق!
 
وجد الغزاة الحل: السوريون [[مجتمع]] بناة, ولكن [[البيت|لبيوتهم]] الخاصة, ومدنهم الخاصة. حسن , دمروا لهم ما بنوه, وسيضيعون السنين الطويلة في إعادة الإعمار, وسينسون في هذه السنين من يحكمهم, ومن يحتلبهم, ومن يطغى عليهم منتظرين فرجاً لا يصنعونه, بل يسقط عليهم من السماء استجابة لدعواتهم .والآن [[المهدي المنتظر]] يعلن أن سورية هي المحافظة "35" في [[الدولة]] الإيرانية , ويضمر ما لم يعلنه في سؤاله: أإيران "الولي الفقيه "هي وارثة الإخمينية والساسانية ؟ أم أنها دولة [[الثورة]] الاسلامية ؟ ويلح السؤال: أكان هذا الإعلان حلم يقظة, أم تسرعاً في قراءة الحلم, وجهلاً في قراءة خارطة الإمبراطوريات المعاصرة, ومدى رغبتها في انضمام امبراطورية صغيرة جديدة إلى المنظومة, أم أنه السعي وراء وعد أضاع [[العرب]] في السعي وراءه قرناً كانت فيه دول أخرى كاليابان وماليزيا يبنيان الحاضر دون تفكير في ماض امبراطوري لا أمل منه, أما [[العرب]] ففكروا, وأضاعوا قرنا كانوا في أمس الحاجة إليه.
 
==المعارضة السورية==
:''مقالة رئيسية: [[المعارضة السورية]]''
جماعات المعارضة السورية المسلحة ذات توجه [[لحية|ديني]] , تجمعها رؤية الخلافة والشريعة ومهما تغيرت [[الأسم|أسمائهم]] فالنبض واحد والجوهر واحد . صراعهم مع أنفسهم هو صراع على الغنائم , [[جبهة النصرة]] و[[داعش]] والجيش الحر وجيش [[الإسلام]] وجيش الفتح كلهم يتقاتلون على المكاسب , بالمنطق السياسي , صراع نفوذ. ليس كما يظن البعض أن بهم تطرف واعتدال , كلهم متطرفون. [[أمريكا]] لها المصلحة في تصنيف تلك [[المعارضة]] بين تطرف واعتدال بغرض الاستخدام . ال[[معارضة]] تحارب من أجل [[الدين]] وليس من أجل الإطاحة ب[[بشار الأسد]] , بشار ما هو إلا [[خيال المآته|فزاعة]]. هدف المعارضة [[حقيقة|الحقيقي]] هو تحقيق حلمهم في [[الخلافة الإسلامية|الخلافة]] والشريعة والحدود، كونهم يرون هذه الأشياء وسيلتهم الوحيدة في التمكين وتحقيق هواجسهم التي قرأوها في الكتب عن [[الجنة|جنة]] الحكم الإسلامي.
 
بسبب عنف [[السلطة]] وهمجية استعماله، تطوّر الحراك الجماهيري رداً على ذلك إلى معارضة مسلحة، ثم تشظّت هذه المعارضة إلى مجموعات [[سلاح|مسلّحة]] منفصلة بعضها عن البعض الآخر، لكل منها أهداف مختلفة وممارسات مختلفة. ولم تستطع فصائل [[المعارضة]] المسلحة هذه أن تتوحّد تحت قيادة واحدة بل تشظّت أكثر فأكثر وشكلت عشرات المجموعات المسلّحة يقود كل منها قائد، من دون أن يكون له أي روابط جدية أو تشاور جدّي مع القادة الآخرين. وتحوّلت أهداف كل مجموعة إلى أهداف محليّة صرفة، واستقلت هذه المجموعات في مناطق تسيطر عليها وتناست الأهداف الرئيسية للثورة وبنيتها العامة. وبديهي مع شروط وظروف كهذه أن تتفسخ هذه المجموعات العسكرية إلى مجموعات أصغر وأصغر، وأن يتحوّل بعضها إلى أداء مهمات أخرى كالخطف و[[شبيحة|الابتزاز]] والتهريب وممارسة الأفعال المشينة، وتستقوي بذلك كونها قوات مسلحة أيضاً ولها الحق بمعاقبة [[الشعب]] واعتقاله بل وقتل المخالفين. واستمتعت بأن تبنّت أسماء تاريخية مشهورة أو [[الإسم|أسماء]] مناطق جغرافية مثل جيش الفتح و جيش الإسلام و جيش [[شهيد|شهداء]] اليرموك وغير ذلك.
سطر 104:
بعض قادة الفصائل الصغيرة التي لا يتجاوز عدد مسلحيها الخمسين يرأسها أحد الذين كانوا إما وجهاء في مناطقهم أو عاطلين عن العمل ، ويتصرفون الآن وكأن واحدهم قائد جيش كبير له الحق بفرض ما يريد على المنطقة التي يتواجد فيها وعلى [[السلطة]]، فيقطع المياه عن الناس إذا كانت مضخّاتها في منطقته، كما يقطع [[الكهرباء]] أيضاً، ويخرّب مراكز تحويل الكهرباء ويمنع التجول كما يريد ويبتز الناس بمختلف السبل وبأبشع الطرق وبجشع لا حدود له. وفي الوقت نفسه، يتصرف بالمواد الغذائية و[[صحة|الصحية]] التي تحتاجها الجماعة والتي تأتي للمنطقة التي يهيمن عليها سواء من حيث الأسعار التي قد يرفعها إلى أضعاف عدة، أم من حيث التوزيع على الناس بغير التساوي. وهذا كله يعتبر مصدر دخل مالي كبير لرئيس المجموعة ولمجموعته كي تؤمن مصاريفها وتسلحها هذا، إضافة إلى ما يأتيها من دعم [[الأجنبي|خارجي]].
 
في المقابل، تناست [[السلطة]] أنها سلطة حكومية مسؤولة عن [[الدولة]] والشعب وحياته وأمنه وممتلكاته، وتصرفت على العكس من ذلك . فقامت هي نفسها بتدمير البنية التحتية والمساكن وقصف المدنيين بكل أنواع الأسلحة بما فيها [[البراميل المتفجرة]] التي تسقط عشوائياً ولا يمكن تحديد أهدافها. ثم تراخت المركزية في القوات المسلحة أمام الظروف الطارئة فتحوّلت هذه القوات بدورها إلى مجموعات مسلحة تقوم ما تقوم به مجموعات [[المعارضة]]، فتهرّب وتبتزّ وترتشي وتنشر ال[[فساد]] وتتلاعب بالأغذية والأدوية، وصار كل ضابط يقود مجموعة مسلحة يعتبر نفسه الحاكم المطلق للمنطقة التي هو فيها. وتناست هذه المجموعات العسكرية الرسمية الأهداف الأصلية أيضاً، ولم تحاول حتى تغيير وعي [[الإنسان|الناس]] وإفهامهم موقف [[السلطة]]. وتخلّت بذلك عن مهماتها الأساسية مثل [[احترام]] القانون وسيادة و[[احترام]] الدستور والعمل على تأمين حاجات ال[[مجتمع]] والاستمرار بالمحافظة على البنية التحتية له، وعمدت السلطة أمام تراجع قواتها إلى استدعاء قوات [[أجنبي]]ة لتحارب مع قواتها المسلحة وتقف في وجه فصائل [[المعارضة]] المسلحة وتتحدّث عن السيادة مع ذلك .
 
معروف لدى السوريين أن بعض هذه القوات أو بعض أفراد منها هم القادرون على [[اللجوء السياسي|تهريب السوريين خارج بلادهم]] ، أو تمرير الشاحنات داخلها من دون تفتيش بل على إخفاء المطلوبين إما للخدمة العسكرية أو لغيرها. وهكذا تحوّلت القوات المسلحة إلى فصائل متفرقة يقود كل منها ضابط نادراً ما تنسق مع الفصائل الأخرى، كما تتجاهل في أحيان كثيرة أوامر القيادة المركزية للجيش ، وبالتالي تطوّرت فصائل ال[[معارضة]] المسلحة وفصائل القوات السورية الرسمية إلى حال مشابه يغشاه التبعثر وضياع الهدف وعدم الترابط واختلاف الوسائل. ونتيجة للتطورات الأخرى في سوريا وخاصة تعمّق [[الطائفية]] والعشائرية والإثنية وتهميش مرجعية [[المواطن]]ة، سرت أحقاد بين هذه الفصائل المعارضة والموالية، وتشكّلت مجموعة قيم جديدة للفرد والجماعة تتناسى الوطنية المشتركة للجميع و[[المساواة]] والمشاركة ورفض المرجعيات الثانوية، حتى غدا مفهوم مخالفة القيم ك[[السرقة]] والنهب ورفع الأسعار والاحتكار وحتى القتل و[[الموت]] أموراً ليست فائقة القبح، بل مقبولة في أحيان كثيرة من شرائح ال[[مجتمع]] السوري.
257

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح