الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قيس سعيّد»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 38 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 23:
لا [[خوف]] على قيس سعيد من الداخل ، فال[[تونس]]يون أكّدوا نجاعتهم وجدارتهم بحماية ثورتهم من كل [[شيطان]] مارد، وأثبتوا، بدل المرة ثلاثًا، أن [[الديمقراطية]] تليق بهم، وأنهم غير مستعدّين للتفريط في مكتسبهم الأهم والأكبر، والذي جعل [[تونس]] صاحبة تجربةٍ فريدةٍ، تستحق أن تدرّس في ال[[علوم]] السياسية والممارسة [[الديمقراطية]]. لم يأت قيس سعيد من حزبٍ أو كتلةٍ [[سياسة|سياسيةٍ]] أو تيارٍ أيديولوجي، بل أروع ما في حكايته أنها تلخيصٌ مدهشٌ وبسيطٌ لأحلام [[الشعب]] وتطلعاته ووجدانه الفطري السليم، في نقائه ووضوح إدراكه [[هوية|هويته]] الجامعة.
 
لم يجترح قيس سعيد معجزةً سياسيةً خارقة. فقط كان [[تونس]]يًا عربيًا ثوريًا ديمقراطيًا،[[ديمقراطية|ديمقراطيًا]]، بمنتهى الصدق، من دون تكلّف أو ادّعاء، فاستحقّ أن يكون مستودع أحلام [[شعب]]ه التونسي وطموحاته، بل وشعبه [[العرب]]ي كله، إذ كان قيس، في جولة الإعادة، مرشّح [[الشعب]] العربي من المحيط إلى [[مجلس التعاون الخليجي|الخليج]]، الذي وجد أنه يعبر عنه، ويتحدّث بلسانه، مستخدمًا لغةً شديدة الرقي، [[شعب]]يةً لا شعبوية، هادئةً لا ديماغوغية، بسيطةً لا مبتذلة. ومن هنا، تفجرت ينابيع الفرح بفوزه، وكأنه انتصار لل[[عرب]] في زمنٍ غارقٍ في الهزائم. في جملة واحدة، جاء قيس سعيد هديةً تسد رمق الجماهير إلى [[الحرية]] وال[[كرامة]] [[الوطن]]ية والإنسانية، فصارت كلماته البسيطة هتافًا [[السكوت|للصامتين]] والموجوعين والحالمين فالعصفور الذي انطلق نحو [[الحرية]] لن يعود أبدًا إلى القفص من أجل الفتات.
 
قيس سعيد هو مرشح [[فلسطين]] والقدس، ذلك كان طريقه إلى الرئاسة، حين أجاب، ببساطةٍ صادقة، عن أسئلة فلسطين و[[التطبيع]] و[[الحرية]] والثورة، فجاءت ردوده من خارج نصوص البلادة والعجز المكدّسة في كتب النظام الرسمي [[العرب]]ي، وملاحقه المتناثرة هنا وهناك، تتسكّع بها نخب لا تعرف من الحريات سوى [[حرية]] التطاوس والاستعلاء الفج على اختيارات [[الشعب|الشعوب]] وإراداتها، ولا تعرف من المقاومة سوى مقاومة ومناهضة كل صوت يتمرّد على طوق التبعية [[الثقافة في الوطن العربي|الثقافية]]، والانهزامية السياسية أمام أصحاب القوة الغاشمة , نخب طابت لها ال[[حياة]] تحت أقدام الاستبداد و[[التطبيع]]، فصارت ترى في تهجئة أبجدية الجرح الفلسطيني جنونًا و[[عنترة بن شداد|عنترية]] وشعبوية.
 
ذكر قيس سعيد [[اسم]] [[الله]] يحمده على الانتصار، فصار على الفور، في نظر بؤساء [[ما بعد الحداثة|الحداثة الزائفة]]، رجعيًا و [[متأسلم|متأسلمًا]]. وذكر مفردة [[التطبيع]]، بوصفها خيانة لل[[تاريخ]] وللذات، فتحوّل، في [[عين|عيون]] سفهاء التنوير الملوث بالتبعية والتطبيع، [[مركوب جني|مجنونًا]] منفصلًا عن الواقع. نعم، قيس سعيد يستحق [[اللعنة]]، لأنه قادم من كوكب آخر .
300

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح