مستخدم مجهول
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 31:
| '''العدد الإجمالي''' || 700,000 [http://www.fao.org/DOCREP/003/X6528E/X6528E00.htm#TOC]
|}
'''البعير''' [[حيوان]] لا تتجاوز ثقافته حدود [[الصحراء]] والأحمال الثقيلة والواحات و[[لحية|السراب]] , لم تتخذه الأحزاب
البعير من صفاته الحميدة في شخصه من [[العرب|عرب]] أجمعوا على [[لحية|عقيدة]] الإلتزام بدور الحمّال ال[[جبان]] صاحب الخفّ [[نكتة|الضاحك]] ، الذي لا تستفزّ [[كرامة|كرامته]] إن أستبيحت على [[قندرة|جزمة]] سيّده ، ولا تستفزّ [[الإنسان|إنسانيته]] عندما [[الموت|يئد]] الجلاّد ذويه ، والذي يأكل الشوك وهو محّمل ب[[دولار|الذهب]] ، و المؤمن بحقّ [[زعماء عرب|الحاكم]] بجلده و [[سرقة]] حليب أطفاله وحتّى عرضه. من عجائب الأباعر إنهم مازالوا يظنون انهم [[حرية التعبير|أحرار]] وهم أتعس من [[تجارة الرقيق عند العرب|عبيد]] ، وتراهم [[معارضة|يحتجّون]] ويتوعّدون [[اليهود]] و[[امريكا|الإمبريالية]] بالويل والثبور وعظائم الأمور فيما رؤوسهم مستسلمة لجزم [[حفظه الله ورعاه|أصحاب السعادة والمعالي]] من الذين ورثوا [[العرب]] مع نعالاتهم الضاحكة .
في 2017 قامت [[السعودية]] بطرد الإبل ال[[قطر]]ية من أراضيها في عملية فض اشتباك لمتلازمة [[العرب]]ي والجمل، والتي استقرت في الخيال [[العالم]]ي قرونا خلت ، وها نحن نشهد ، أخيرًا ، الخاتمة المأساوية لهذه العلاقة ، بنفوق آلاف البعير المطرودة من [[صحراء]] إلى صحراء. كنا نرجو ألا يشاهد [[كافر|الغرب]] ، حصرًا . مشهد الإبل [[الموت|النافقة]] على الحدود القطرية السعودية، كي لا تتحطم تلك الصورة الأثيرة في إعلامهم عن [[العرب]]ي والإبل . بأي [[حيوانات|حيوانٍ]] آخر، سيستبدل الغرب الإبل إلى جانب الكائن العربي في [[وسائل الإعلام|إعلامهم]] وصورهم الكاريكاتورية، بعد هذا المشهد الحزين، بعد أن أدهشهم استخفاف العرب ب[[حياة]] أهم رمز في [[ضمير|وجدانهم]]، وتركه ينفق جوعًا وعطشًا من دون أن تطرف لهم [[عين]]، وتكبيد هذا الرمز ثمن خلافاتهم المزمنة.
سيبحثون بالتأكيد عن حيوان يمثل الصفات [[العربية]] الجديدة التي ظهرت لهم في مشاهد الإبل النافقة، وفي مقدمتها، بالطبع، حقد
الإبل رافقت [[العرب]]ي في حله وترحاله، واحتفى بها [[الله|الخالق]] ذاته، حين جعلها آيةً للعرب، موصيًا بسقايتها، لكن القوم أعادوا مشهد الجحود وهم يعقرون ناقة القرن الحادي والعشرين على الحدود، وكأني بهم ينحرون آخر ما يربطهم بجلودهم [[العربية]]، أو كأنه نحرٌ جماعيٌّ للذات، والفرار بعيدًا عن كل ما يذكرهم [[اسطوانة مشروخة|بعروبتهم وتراثهم]]. ولربما كان أكثر المصدومين خالد بن الوليد الذي ظنّ، ذات احتضار، أن الإبل العربية ت[[موت]] مدلّلة على فراشها، ولم يكن يرغب بميتةٍ تشبهها، وقد يكون على حقّ في سياقه ال[[تاريخ]]ي، لأن إبل ذلك الزمن كانت مدللة، حقًا، ومحط هوى العربي الذي لم تكن [[الشعر|قصيدةٌ]] له تخلو من ذكرها، ويا لحظّ الحبيبة التي تماثل مشيتها تثنّي الإبل، غير أن ابن الوليد لم يشهد زمنًا آخر، لا ت[[موت]] فيه البعير على فراشها، ولا تبقي المعارك [[العربية]] - العربية في جسدها موضعًا فارغًا لضربة سيفٍ أو طعنة رمح، فيما يموت أسياد المعارك الدونكيشوتية على سُرر الحرير من شدة [[سمنة|التخمة]]، بعد أن أوكلوا حروبهم الداخلية للإبل و[[الحمار|الحمير]].
ربما نفقت الإبل التي تحمل [[هوية|الجنسية]]
لم تعد [[تيتانك|سفينة]] الصحراء تحتفل بلقبها الذي خلعناه عليها ذات أسفار ومشاقّ، لأنها ترى حجم الثقوب في السفينة [[العربية]] أوسع من أن يرتقها راتق، ولأنها هي من آثر أن يفضّ اشتباكه بأسيادٍ [[تجارة الرقيق عند العرب|كالعبيد]]، حين يتعلق الأمر بالعصا [[الأجنبي|الخارجية]] التي تجلدهم صباح مساء، حتى مع امتثالهم للأوامر بحذافيرها. أما العذر الأخير، فموجّه لأبي فراس الحمداني، فبعيرنا أحقّ منا بالدمع مقلةً، لأننا، باختصار، لم تعد تُبكينا أي مهزلةٍ أو كارثة [[عربية]] أو قومية، مهما استفحل خرابها.
|