الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسام سويلم»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 4 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
imported>Bigbig1
لا ملخص تعديل
سطر 103:
مع كلِّ مصيبة أو كارثة أو معضلة أو فضيحة [[فساد]] تمر [[الوطن العربي|بالبلاد العربية]] يهب قادتها أو سياسيوها أو إعلاميوها [[القاء اللوم على الآخرين|بإلقاء التهمة]] على مؤامرة خارجية ، وكأنما بلادهم لا تحمل إلا بذورًا طوباوية نقية لا رفث فيها ولا فسق ! ولا يكاد أي بلد يخلو من التعلق بهدب هذا التفسير الركيك لكل فشل ينتابهم . يستطيع أي مبتدئ بالعلوم [[مجتمع|الاجتماعية]] أن يربط بين مسارين متوازيين هما: أنه كلما ازدادت بنية التخلف في بلد كلما زادت بالمقابل تفسيراته [[ممارسة الجنس مع الجن|الغيبية والخرافية]] والتآمرية. إنه هروب سهل من محاولة القضاء على المشاكل بتعليقها على مشاجب الآخرين. قوة نظرية المؤامرة تكمن في أنها لا تجلد الذات ، لذلك هي مريحة لأصحابها كونها تلقى بالمسئولية على الغير وعلى [[كافر|الغرب]] تحديداً، حيث من السهل إقناع الناس بذلك دون جهد فعلي يذكر .
 
نظرية المؤامرة أصبحت ثقافة [[مصر|مصرية]] استطاعت الأنظمة الحاكمة أن تربي الشعب عليها ، وذلك منذ عهد [[جمال عبد الناصر]] و[[أنور السادات]] و[[حسني مبارك]] و [[محمد مرسي]] و [[عبد الفتاح السيسي]]، فدائما يرسخوا [[فكرة]] أننا مستهدفين ، والنظام كان ماهراً جدا في أن يركز على أن المؤامرة تحاك ضد مكانتنا وضد [[لحية|ديننا]] وضد استقرارنا، وهو ما ظهر بوضوح أيام الثورة من أن هناك من يدبر المؤامرات ، والحديث عن أصحاب الأجندات و[[ماكدونالدز]] ، وحتى الآن يصور البعض الثورة أنها كانت مؤامرة. نظرية المؤامرة تجيب على كل التساؤلات وتفسر جميع الظواهر ، وهي لا تحتاج أكثر من الادعاء بأن الغرب يريد للعالم العربي أن يكون أسيراً للحروب والنزاعات الطائفية والتخلف والفقر حتى تبقى [[الوطن العربي|المنطقة العربية]] تحت سيطرته. وإذا سألتهم ما هي مصلحة الغرب في نشر [[الفوضى]] ، فإن الجواب الحاضر هو من أجل تكريس تفوق [[إسرائيل]] في المنطقة أو لاستحضار تدخل خارجي بهدف وضع اليد على ثروات [[العرب]].
 
ليس في نية [[اللاموسوعة]] تبرئة الغرب أو دحض هذه الادعاءات رغم قناعتها بأن الجزء الأكبر منها غير حقيقي ولا تستطيع أن تفسر لنا لماذا تحول ربيع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية إلى شتاء قارس ودموي ، وهي لا تفسر لماذا بقيت أنظمة الاستبداد مكانها منذ حصلت [[دول عربية|الدول العربية]] على استقلالها قبل ستة عقود . وهي لا تفسر لماذا تمكنت دولة صغيرة من تكريس احتلالها لأراضي عربية كل هذا الزمن ، وهي لا تفسر لماذا لم يتمكن [[العراق]] من النهوض بعد الانسحاب الامريكي منه. نظرية المؤامرة لا تفسر كل ذلك لسبب بسيط وهو أن ال[[تاريخ]] يعطينا أمثلة عديدة تتعارض مع هذا التفسير الساذج لما يحدث في العالم العربي. كيف يمكن الادعاء بأن دعم [[أمريكا]] لإسرائيل هو الذي يمكنها من الاستمرار في احتلال أراضي [[العرب]] إذا كانت أميركا نفسها قد هزمت في أكثر من حرب ، أو لم تهزم في فيتنام , أو لم تفشل في [[العراق]] وفي أفغانستان ، كيف إذاً يمكن لدولة صغيرة بكل المقاييس وموجودة في محيط كاره لها، أن تنتصر على محيطها كل هذه السنيين ؟ هل تكفي مساعدة أميركا لها للانتصار ؟ المعادلة ليست عصية على الفهم، أميركا وجدت في فيتنام من يحاربها لهذا هُزِمَت ، [[إسرائيل]] لم تجد من يحاربها لهذا انتصرت ، دعم أميركا والغرب عموما لإسرائيل هو عامل إضافي يرفع تكلفة الانتصار في المعركة، ولكنه لا يمنع الانتصار عندما توجد قوى عربية راغبة بخوض الصراع وتمتلك إرادة لخوضه.
مستخدم مجهول
الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح