الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حفل زفاف»

أُزيل 283 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
imported>جرير
(أنشأ الصفحة ب'لا يخلو الانتظار في المطارات الكبيرة من الأنس والسلوى، فهي تتدفق بالحركة، ولا تكفّ عن قذف ال...')
 
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[صورة:syrian_refugee.jpg|right|250px|]]
لا يخلو [[الانتظار|الانتظار]] في المطارات الكبيرة من الأنس والسلوى،والسلوى ، فهي تتدفق بالحركة،بالحركة ، ولا تكفّ عن قذف المدينة بفلذات [[هند بنت عتبة|الأكباد]] وجمر الأشواق . مسافرون من كل الملل والنحل . المطار صندوق حي من صناديق الدنيا . اهتديت أخيراً إلى بوابة الانتظار الصحيحة،الصحيحة ، من بين البوابات الكثيرة،الكثيرة ، كان خلفها منتظرون انتظار الجائعين للخبز من بيت النار،النار ، منهم من يحمل الورود،الورود ، وفيهم من يحمل شاخصات ورايات عليها [[الإسم|أسماء]] ضيوف غرباء . مرّ بي عشاق،عشاق ، و[[زواج|أزواج]] ، وأزواج،و[[الأب|آباء]] وآباءوبنون وبنون،، ومضى آيبون أخرون إلى سبيلهم من غير منتظرين،منتظرين ، يدفعون العربات الحقائب أو الحقائب العربات،العربات ، وكتائب من وفود [[سياحة|سياحية]] يحمل رائدها علماً،[[علم]]اً، وطيارون ومضيفو طيران،طيران ، من الشرق والغرب،والغرب ، بأزياء موحدة،موحدة ، من تقاليد البلاد،البلاد ، أعراق كثيرة يمكن معرفتها من الهيئات أحياناً،أحياناً ، أو من نبرات اللغات،اللغات ، وبعض [[موظف مصري|موظفي]] المطار يركبون دراجات بعجلتين،بعجلتين ، أو بعجلة واحدة،واحدة ، أو [[سيارة|سيارات]] جيب بسرعات محددة،محددة ، رائحين غادين . كانت الدراجة ذات العجلة عرضاً من عروض السيرك يوما، انتهى بعد أن تحولت السياسةال[[سياسة]] إلى سيرك .
 
عريسان سوريان[[سوريا]]ن ينتظران عروستين،عروستين ، يقفان إلى جواري،جواري ، كلاهما يحمل باقة ورد،ورد ، ومعهم أصدقاء وأقارب . عرفت أن [[اسم]] الأول أحمد،أحمد ، تقف معه سيدتان ألمانيتان،[[المانيا|ألمانيتان]] ، وهو يرتدي ثياب عريس أنيقة،أنيقة ، أما الثاني،الثاني ، فاسمه ياسر كما سمعت صاحبه يناديه،يناديه ، اكتفى بقميص أبيض وبنطلون أسود . المسافرون يخرجون من جناحي المخرج فرادى،فرادى ، وأحياناً في مجموعات،مجموعات ، من رحلات قادمة من أصقاع شتى،شتى ، وسوري ثالث ينتظر [[الزواج|زوجته]] لمّاً لشمل مزقته الحرب بمخالبها . سألني السوري الذي ينتظر زوجته،زوجته ، بالألمانية بالألمانية،، عن طريق إلى الداخل حتى يساعد زوجته،زوجته ، التي جاءت مع أطفاله وحقائب كثيرة،كثيرة ، فأجبته بالعربية،ب[[العربية]] ، وأخبرته أني دخلت إليه، ومللت هناك،هناك ، وحذرته أنه قد يتعرض لمساءلة الأمن والحساب على الباب .
 
قدّرت من لهجته،لهجته دينه،، [[دين]]ه ، ومكان الولادة،ال[[ولادة]] ، سألني عن محلي هو الآخر،الآخر فأجبته،، فأجبته ، وهو سؤال مقنع عن [[الدين]] والطائفة والطائفة،، لتقدير الولاء السياسي،السياسي ، إنه سؤال يشبه تبادل الروائح بين [[الحيوانات]] . اختبرنا بعضنا بمناطحات خفية،خفية ، واطمأن إلي،إلي ، وبدأ يندب الحال السورية ثم وعظ : أرأيت ما فعلت بنا الحرية؟[[الحرية]] ؟ ثم شتم [[الأخت|أخت]] الحرية،الحرية وأمها،، وشرفو[[أم]]ها، و[[شرف]] قريباتها. . برزت زوجته من المخرج اليميني،اليميني ، فتوقف [[الشتيمة|الشتم]] . وصلتْ تجرّ حقائبها الكسيحة جراً على الأرض،[[الأرض]] ، فالحصول على عربة يقتضي حمل عملة معدنية هي اليورو من الوطن،[[الوطن]] ، وهو ما يغفل عنه المسافر القادم،القادم ، فساعدته في حمل حقيبة ثقيلة،ثقيلة ، مغضياً عن شتم قريبتي الحرية،[[الحرية]] ، ووجدت له وصفاً مناسبا من قاموس الإعلام السوري،السوري ، هو "من ضعاف النفوس" وهو وصف أطلق على محمود الزعبي في هوامش انتحاره،[[انتحار]]ه، في الإعلام السوري،السوري ، تخفيفاً للكارثة الرسمية .
 
فجأة خرجت العروستان معاً،معاً ، يبدو أن وحدة الحال،الحال ، وثياب السندريلا،[[السندريلا]] جمعتهما،، جمعتهما ، وهما من مناطق متباعدة ومختلفة،ومختلفة ، ولمّت منهما شملهما في الرحلة . توجه العريسان إلى العروسين،العروسين ، فنبح زمور الإنذار لتجازوهما منطقة أمان الانتظار،[[الانتظار]] ، وظهر أن خطأ مطبعياً ثانياًوقع وقع،، قد يكون سببه دوار الشوق،الشوق ، فقد احتار كل عريس في عروسه؟عروسه ؟ أمن المعقول أن يخطئ العريس في عروسه؟عروسه ؟ الأمر يشبه مكيدة [[الأعور الدجال|كاميرا]] خافية،خافية ، والشبه بين العروسين غير كبير،كبير ، مؤكد أن العريسين تبادلا مع العروسين الصور،الصور ، وتحادثا عبر وسائل الواتس والماسنجر والسكايب ساعات طوال،طوال ، وتبادلا الأحلام،الأحلام ، فكيف يقع مثل هذا الخطأ؟الخطأ ؟ أصلح أحد العريسين الخطأ سريعاً،سريعاً ، واهتدى إلى العروس الصحيحة،الصحيحة ، فرضي العريس الثاني بالعروس الباقية،الباقية ، وعانق كل عريس عروسه،عروسه ، وصفق بعض الحاضرين،الحاضرين ، وزغردت إحدى السيدات .
 
بطليابني تأخر كثيراً،كثيراً ، وكل ما ظهر شاب،شاب ، اتجهت إليه،إليه ، وأنا أكاد أرتكب الخطأ المطبعي نفسه،نفسه ، فدوار بحر الشوق يسبب الدوخة،الدوخة ، [[الحيوانات]] تميز عجولها من الرائحة . بادر الجمعان إلى زفّة شامية مشتركة في بهو المطار،المطار ، امتزجتْ فيها صيحات العرس الحلبية بالشامية،بالشامية ، تسابق إليها [[المانيا|الألمان]] للتصوير والصور التذكارية،التذكارية ، ظناً أنها نسخة من فيلم مماثل لفيلم العروس لريتشارد غير وجوليتوجوليا روبرتس . أوشكتُ أن أصاب بأعراض دوار الشوق،الشوق ، فكلما ظهر شاب ظننته ابني . الشوق في الغربة يشبه القمار،القمار ، وهو الذي جعل صريع الغواني وصقر قريش يهويان نخلة،نخلة ، شبيهتهما في التغرب والنوى . وجعل امرئ القيس مواطنا[[مواطن]]ا عالميا بقوله: كل غريب للغريب نسيب . تأخر البطل كثيراً،كثيراً ، ظهر بعد ساعتين من موعده . وجدت السيدة الألمانية تصوره،تصوره ، من غير [[خوف]] من تهمة انتهاك الخصوصية،الخصوصية ، تأميم العواطف في المطار على أشده،أشده ، شيء يشبه المهرجان،المهرجان ، وصل ابني أخيراً،أخيراً ، بعد العناق الطويل،الطويل ، وتبادل الروائح القديمة تأكدت،تأكدت ، هذا ابني،ابني ، وها هو الثقب في أصل أذنه، سألته أن يبرز جواز سفره، خوفاً من أخطاء الأشواقأذنه المطبعية.
 
 
علمنا أن سبب التأخير أمران، الأول هو لعنة الجواز السوري، والثاني هو أن الحقائب أصيبت بالدوار أيضاً، وسافرت إلى الهند. عدنا إلى السيارة، التي قطعتُ لها تذكرة دخول، فلم أجدها في مبركها، أعلمنا موظف، أن السيارة مضت حقباً، لأني أوقفتها في غير مينائها الصحيح، روليت دوار الأشواق أصاب السيارة أيضاً. لمحت قبل المغادرة خصم الحرية الشتّام، ينتظر مع حقائبه الكثيرة، وزوجته، الباص، حاول فيها نقل سوريا كلها.
[[تصنيف:سوريا]]
[[تصنيف:حياة]]
مستخدم مجهول