حرب الخليج الثالثة

مراجعة 18:05، 16 مارس 2007 بواسطة imported>Classic 971
الحواسم

جندي إيراني يقضي حاجته في الخندق
الصراع: تسويق الهزائم الى انتصارات كلامية
التاريخ: 18 مارس 2003 - لحد هذه اللحظة
المكان: العراق
النتيجة: سقوط صدام حسين و حزب البعث
عدم العثور على أسلحة دمار شامل
بداية الحرب الأهلية العراقية بين السنة و الشيعة.
المتحاربون
العراق
الولايات المتحدة
المملكة المتحدة
كوريا الجنوبية
أستراليا
بولندا
رومانيا
القادة
صدام حسين جورج بوش
القوى
190,000 قندرة
4,500 نعال
4,000 عربانة فلافل
7,330 مبيد بف باف للصراصير
500 طائرة ورقية
100 مصيدة فئران.
305,000 معارضة عراقية
500,000 خبير تعذيب السجناء و حرامي آثار عراقية
1000 ماكدونالد همبرغر
1000 بيشمركة
3,000 فيلق بدر
450 برعم زرقاوي
750 مترجم كويتي.
النتائج
حوالي أكثر من 10,000 سنة من تأريخ و ذكريات و حضارة. حوالي أكثر من 3,457 قتيل و 24,042 جريح عسكري قبل ثواني من كتابة هذه المقالة .

قادسية حمورابي , قادسية سعد بن أبي وقاص , قادسية صدام المجيدة , قادسية الجعفري , قادسية الزرقاوي

معركة الحواسم ويسمى أيضا بحرب الخليج الثالثة أو عملية غزو العراق أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري كانت حربا حاول فيه نظام عربي تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها العرب في القرن الماضي، بدءاً بمعارك فلسطين الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحرب الخليج الثانية وانتهاء بـ"أم الحواسم" التي لم يعمر النظام العراقي ليعلن انتصاره فيهاإلا أنه مارس هذه الانتصارية في الأسبوعين الأولين من الحرب، عبر المؤتمرات الصحافية اليومية لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وغيره من المسؤولين العراقيين.

ما ساعد النظام العراقي في تسويق انتصاريته، تعثر القوات الأمريكية والبريطانية في مدن الجنوب العراقي والمقاومة التي لقيها في الأيام الأولى من الحرب وخصوصاً في أم قصر والبصرة. الإعلام العربي، من جهته، ساهم في تسويق هذه الانتصارية وخلق أوهاماً في الشارع العربي وكأنّ النظام العراقي بجيشه وقواته الخاصة يقاوم الغزو الأمريكي لأرضه. هنا لا بد من الدخول في التفاصيل وإيراد بعض الأمثلة، ولنأخذ الفضائية الأكثر شعبية في العالم العربي كمثال، محطة الجزيرة الفضائية القطرية التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال إلى حد بدت تغطيتها للحدث العراقي وكأنه خطاب رسمي لنظام عربي يقاوم. ولوحظ وكأنّ القناة القطرية قد حددت مسبقاً هدفاً لتغطيتها وهو تلبية ما يعتلج في نفوس المشاهدين العرب التواقين إلى رؤية مقاومة عراقية للغزو الأمريكي. ربما أكثر من ذلك إذ ظهر العراقيون على شاشتها وهم ملتحمون مع "قيادتهم" في مقاومة الغزو. الجزيرة التي ترفع شعار "الرأي والرأي الآخر" تدرك تماماً أنّ هناك "آخر" في العراق يخالف رأي حاكم بغداد، إلا أن هذا الآخر لم يجد له مكاناً في شاشتها.

لم تستضف الجزيرة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب أي معارض عراقي مهما كان انتماؤه السياسي، سواء من معارضة الداخل أو الخارج. لا بل نسيت دورها الإعلامي وأضحت طرفاً من خلال تصوير المعارضة كمجموعة من الخونة جاؤوا على ظهور دبابات الغازي. واكتفت، في تغطيتها للحرب بالاتصال بخبراء عراقيين من الداخل، أغلبهم أساتذة جامعات في العراق، موالون للنظام طوعاً أو كرهاً، حتى إنّ بعضهم ظهر بالزي العسكري الذي دأب المسؤولون العراقيون على الظهور فيه منذ الحرب التي شنها النظام العراقي على إيران في مطلع الثمانينات. فأين مصداقية محلل سياسي يتماهى مع نظامه حتى في طريقة ملابسه. الخبراء العرب، الذين استضافتهم الجزيرة، سواء أكانوا محللين سياسيين أم ضباط سابقين، تجاهلوا لغة الوقائع وانساقوا إلى لغة وزير الإعلام العراقي الانتصارية، التي توسلت مفردات بذيئة ينأى أي عاقل بنفسه عن استعمالها، ولعل أكثرها اتزاناً كانت مفردة العلوج.