الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جن (مسلسل)»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 18: سطر 18:
!align="center" style="background:#ffffdd"|بطولة
!align="center" style="background:#ffffdd"|بطولة
|-
|-
| مراهقين مفعمين بالهرمونات .
| [[مراهقون|مراهقين]] مفعمين بالهرمونات .
|-
|-
!align="center" style="background:#ffffdd"|اللغة
!align="center" style="background:#ffffdd"|اللغة
|-
|-
| العربية
| [[العربية]]
|}
|}
'''جن''' عمل لافني ببساطة من الضحالة والرداءة، بحيث لا يستحقّ حتى المتابعة النقدية، مسلسل لا يعكس صورة واقعية عن المجتمع الأردني ولا يشبه شبابه من قريب أو من بعيد . أوّل إنتاج عربي لعملاق "نتفلكس" منسلخ عن المجتمع الذي يمثّله، لصالح الرضوخ التام للمخيلة الأميركية والوقوع في أسر إستلابها الفكري ونمطيتها المملة . مسلسل جن بات ذائع الصيت، لأسباب ليست فنية، احتوى على مشهد قبلة محلية، لعلها الأولى في تاريخ الدراما الأردنية المحافظة التي كانت، حتى عهد قريب، تصور لهفة الأم بعودة ابنها، بعد طول غياب، بمصافحة جافّة عن بعد .
'''جن''' عمل لافني ببساطة من [[خرا|الضحالة والرداءة]]، بحيث لا يستحق حتى المتابعة النقدية، مسلسل لا يعكس صورة واقعية عن ال[[مجتمع]] [[الأردن]]ي ولا يشبه شبابه من قريب أو من بعيد . أول إنتاج [[عرب]]ي لعملاق نتفلكس منسلخ عن المجتمع الذي يمثله، لصالح الرضوخ التام للمخيلة [[أمريكا|الأميركية]] والوقوع في أسر إستلابها الفكري ونمطيتها [[الملل|المملة]] . مسلسل جن بات ذائع الصيت ، لأسباب ليست [[فنون|فنية]]، احتوى على مشهد [[قبلة]] محلية، لعلها الأولى في [[تاريخ]] الدراما الأردنية المحافظة التي كانت، حتى عهد قريب، تصور لهفة [[الأم]] بعودة ابنها، بعد طول غياب، بمصافحة جافة عن بعد .


حجم التنديد والشجب الذي صاحبه، وحالة القلق الهستيرية التي تم التعبير عنها بأقسى العبارات، أثار فضول كثيرين، ودفعهم إلى البحث، ليجدوا أن القصة أقلّ من عادية، وهي مطروقة مرارا في أعمال سينمائية كبيرة، وأن أداء المراهقين الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة. وهنا بالضبط، كان يجب أن تنتهي القصة التي تم تضخيمها. مجرّد إخفاق في عمل فني سبقته دعاية كبيرة . ما أن أطلقت منصة "نتفلكس" إنتاجها العربي الأوّل، مسلسل "جنّ" الأردني، حتى هبّت بوجهها موجة سخط و"تعفّف" عربية، سارعت إلى إستنكار العمل وتبرئة ثقافة وشرف أهل الصحراء من التجاوزات الأخلاقية التي حلّت به.فقد زخرت حلقات المسلسل الخمس بمشاهد القبل والحميمية، وإمتلأ السيناريو بالكلمات النابية والسباب، وشوهِد المراهقون الأردنيون وهم يتعاطون الكحول والحشيش.
حجم التنديد و[[شتيمة|الشجب]] الذي صاحبه، وحالة القلق الهستيرية التي تم التعبير عنها بأقسى العبارات، أثار فضول كثيرين، ودفعهم إلى البحث، ليجدوا أن القصة أقل من عادية، وهي مطروقة مرارا في أعمال [[سينما]]ئية كبيرة، وأن أداء [[مراهقون|المراهقين]] الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة. وهنا بالضبط، كان يجب أن تنتهي القصة التي تم تضخيمها. مجرد إخفاق في عمل فني سبقته [[كلام كبير|دعاية كبيرة]] . ما أن أطلقت منصة نتفلكس إنتاجها [[العرب]]ي الأول، مسلسل جنّ الأردني، حتى هبت بوجهها موجة سخط وتعفف [[عربية]]، سارعت إلى إستنكار العمل وتبرئة ثقافة وشرف أهل [[الصحراء]] من التجاوزات الأخلاقية التي حلت به.فقد زخرت حلقات المسلسل الخمس بمشاهد القبل والحميمية، وإمتلأ السيناريو [[شتيمة|بالكلمات النابية]] والسباب، وشوهِد المراهقون الأردنيون وهم يتعاطون [[الكحول]] وال[[حشيش]].


يصوّر المسلسل مغامرات شلة من الطلاب الثانويين مع "الجنّ". بإختصار، تدور أحداث القصة حول زيارة الطلاب إلى "البتراء"، حيث يختلطون بالجنّ للمرة الأولى. يبدأ الجنّ بالتلاعب بالمراهقين المفعمين بالهرمونات، فيقتل طالباً متنمراً حيناً، ويزعم أنه يساعد طالباً آخر، ويخفي طالبةً و"يلبس" زميلها. أداء المراهقين الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة . شخصيات القصة هم طلاب أثرياء يرتادون مدرسة رفيعة الشأن، ولهذا التفصيل أهمية بالغة، ذلك أنه يصبّ في سياق نمط خاص من الأفلام الأميركية، هو "أفلام المراهقين" الذي يركّز على أولاد أسر برجوازية تملك نوعاً معيناً من العلاقات والمشكلات التي لا تحاكي معظم شرائح المجتمع.
يصور المسلسل مغامرات شلة من الطلاب الثانويين مع [[مركوب جني|الجن]]. بإختصار، تدور أحداث القصة حول زيارة الطلاب إلى البتراء، حيث يختلطون بالجن للمرة الأولى. يبدأ الجن بالتلاعب [[مراهقون|بالمراهقين]] المفعمين بالهرمونات، فيقتل طالباً متنمراً حيناً، ويزعم أنه يساعد طالباً آخر، ويخفي طالبة ويلبس زميلها. أداء المراهقين [[الأطفال|الصغار]] الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة . شخصيات القصة هم طلاب أثرياء يرتادون [[مدرسة]] رفيعة الشأن، ولهذا التفصيل أهمية بالغة، ذلك أنه يصب في سياق نمط خاص من الأفلام [[أمريكا|الأميركية]]، هو أفلام المراهقين الذي يركز على أولاد أسر برجوازية تملك نوعاً معيناً من العلاقات والمشكلات التي لا تحاكي معظم شرائح ال[[مجتمع]].


من الناحية الإبداعية إذاً، يفتقد "جنّ" إلى أي شكل من الأصالة التي ميّزت العمل السابق للمخرج نفسه وهو "فيلم كتير كبير" الذي يعرض أيضاً على نتفلكس. وعلى الرغم من الأداء الجيّد لمعظم الممثلين، إلا أن التفاعل بين الشخصيات لم يكن مقنعاً، وهذا مردّه إلى ضعف السيناريو الذي يبدو كترجمة حرفية لنص إنكليزي لا يشبه اللغة المحكية اليومية للشباب العربي، هذا إلى جانب إفتقاده للعمق والنضج.
من الناحية الإبداعية ، يفتقد جنّ إلى أي شكل من الأصالة . التفاعل بين الشخصيات لم يكن مقنعاً، وهذا مرده إلى ضعف السيناريو الذي يبدو كترجمة حرفية لنص إنكليزي لا يشبه اللغة المحكية اليومية للشباب [[العرب]]ي، هذا إلى جانب إفتقاده للعمق والنضج. العمل بمجمله منفصل عن واقع الشباب [[الأردن]]ي، وهذا وفق شهادات الأردنيين والأردنيات التي فاضت بها [[فيسبوك|مواقع التواصل الاجتماعي]]. ففي بلد محافظ ك[[الأردن]]، لا يقبل الطلاب بعضهم بحميمية في باص [[المدرسة]]، ولا يتسامح الأهل مع التحرر [[الجنس]]ي لأبنائهم ولا سيما البنات، ولا تتمحور يومياتهم حول تنظيم حفلات ضخمة وباذخة لأصدقاء صفهم. وإن كانت هذه الظواهر موجودة في دوائر قليلة، فهي ليست معبّرة عن ال[[مجتمع]] الأردني بأغلبيته الساحقة. بناء الشخصيات وتطورها مقتبساً تماماً عن الصنعة القصصية الهوليودية. وكذلك الأمر بالنسبة لمسار الأحداث الذي يوازن بين عوامل [[الغمز واللمز الجنسي|الإثارة والرومانسية]] في معادلة مدروسة وثابتة، وهو ما شهدناه سابقاً في آلاف الإنتاجات الأميركية التجارية المعدّة للإستهلاك الشعبي.

العمل بمجمله منفصل عن واقع الشباب الأردني، وهذا وفق شهادات الأردنيين والأردنيات التي فاضت بها مواقع التواصل الاجتماعي. ففي بلدٍ محافظ كالأردن، لا يقبّل الطلاب بعضهم بحميمية في باص المدرسة، ولا يتسامح الأهل مع التحرّر الجنسي لأبنائهم (ولا سيّما البنات)، ولا تتمحور يومياتهم حول تنظيم حفلات ضخمة وباذخة لأصدقاء صفهم. وإن كانت هذه الظواهر موجودة في دوائر قليلة، فهي ليست معبّرة عن المجتمع الأردني بأغلبيته الساحقة.

بناء الشخصيات وتطورها مقتبساً تماماً عن الصنعة القصصية الهوليوودية. وكذلك الأمر بالنسبة لمسار الأحداث الذي يوازن بين عوامل الإثارة والرومانسية في معادلةٍ مدروسة وثابتة، وهو ما شهدناه سابقاً في آلاف الإنتاجات الأميركية التجارية المعدّة للإستهلاك الشعبي.
[[تصنيف:الأردن]]
[[تصنيف:الأردن]]
[[تصنيف:سينما]]
[[تصنيف:سينما]]

مراجعة 13:40، 17 يونيو 2019

جن
اخراج
ميرجان أبو شعيا
سنة الإنتاج
2019
قصة
تعريص تلفزيوني بالغ الضعف والسذاجة
بطولة
مراهقين مفعمين بالهرمونات .
اللغة
العربية

جن عمل لافني ببساطة من الضحالة والرداءة، بحيث لا يستحق حتى المتابعة النقدية، مسلسل لا يعكس صورة واقعية عن المجتمع الأردني ولا يشبه شبابه من قريب أو من بعيد . أول إنتاج عربي لعملاق نتفلكس منسلخ عن المجتمع الذي يمثله، لصالح الرضوخ التام للمخيلة الأميركية والوقوع في أسر إستلابها الفكري ونمطيتها المملة . مسلسل جن بات ذائع الصيت ، لأسباب ليست فنية، احتوى على مشهد قبلة محلية، لعلها الأولى في تاريخ الدراما الأردنية المحافظة التي كانت، حتى عهد قريب، تصور لهفة الأم بعودة ابنها، بعد طول غياب، بمصافحة جافة عن بعد .

حجم التنديد والشجب الذي صاحبه، وحالة القلق الهستيرية التي تم التعبير عنها بأقسى العبارات، أثار فضول كثيرين، ودفعهم إلى البحث، ليجدوا أن القصة أقل من عادية، وهي مطروقة مرارا في أعمال سينمائية كبيرة، وأن أداء المراهقين الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة. وهنا بالضبط، كان يجب أن تنتهي القصة التي تم تضخيمها. مجرد إخفاق في عمل فني سبقته دعاية كبيرة . ما أن أطلقت منصة نتفلكس إنتاجها العربي الأول، مسلسل جنّ الأردني، حتى هبت بوجهها موجة سخط وتعفف عربية، سارعت إلى إستنكار العمل وتبرئة ثقافة وشرف أهل الصحراء من التجاوزات الأخلاقية التي حلت به.فقد زخرت حلقات المسلسل الخمس بمشاهد القبل والحميمية، وإمتلأ السيناريو بالكلمات النابية والسباب، وشوهِد المراهقون الأردنيون وهم يتعاطون الكحول والحشيش.

يصور المسلسل مغامرات شلة من الطلاب الثانويين مع الجن. بإختصار، تدور أحداث القصة حول زيارة الطلاب إلى البتراء، حيث يختلطون بالجن للمرة الأولى. يبدأ الجن بالتلاعب بالمراهقين المفعمين بالهرمونات، فيقتل طالباً متنمراً حيناً، ويزعم أنه يساعد طالباً آخر، ويخفي طالبة ويلبس زميلها. أداء المراهقين الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة . شخصيات القصة هم طلاب أثرياء يرتادون مدرسة رفيعة الشأن، ولهذا التفصيل أهمية بالغة، ذلك أنه يصب في سياق نمط خاص من الأفلام الأميركية، هو أفلام المراهقين الذي يركز على أولاد أسر برجوازية تملك نوعاً معيناً من العلاقات والمشكلات التي لا تحاكي معظم شرائح المجتمع.

من الناحية الإبداعية ، يفتقد جنّ إلى أي شكل من الأصالة . التفاعل بين الشخصيات لم يكن مقنعاً، وهذا مرده إلى ضعف السيناريو الذي يبدو كترجمة حرفية لنص إنكليزي لا يشبه اللغة المحكية اليومية للشباب العربي، هذا إلى جانب إفتقاده للعمق والنضج. العمل بمجمله منفصل عن واقع الشباب الأردني، وهذا وفق شهادات الأردنيين والأردنيات التي فاضت بها مواقع التواصل الاجتماعي. ففي بلد محافظ كالأردن، لا يقبل الطلاب بعضهم بحميمية في باص المدرسة، ولا يتسامح الأهل مع التحرر الجنسي لأبنائهم ولا سيما البنات، ولا تتمحور يومياتهم حول تنظيم حفلات ضخمة وباذخة لأصدقاء صفهم. وإن كانت هذه الظواهر موجودة في دوائر قليلة، فهي ليست معبّرة عن المجتمع الأردني بأغلبيته الساحقة. بناء الشخصيات وتطورها مقتبساً تماماً عن الصنعة القصصية الهوليودية. وكذلك الأمر بالنسبة لمسار الأحداث الذي يوازن بين عوامل الإثارة والرومانسية في معادلة مدروسة وثابتة، وهو ما شهدناه سابقاً في آلاف الإنتاجات الأميركية التجارية المعدّة للإستهلاك الشعبي.