الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفضائيات العربية»

ط
حذف تخريبات المجهول 41.239.63.62 (نقاش) وإسترجاع تعديلات المجهول Ar interwiki
(أنا حمار لقد قمت بإزالة محتويات هذه الصفحة)
imported>Ar interwiki
ط (حذف تخريبات المجهول 41.239.63.62 (نقاش) وإسترجاع تعديلات المجهول Ar interwiki)
سطر 1:
{{حدث جاري}}
[[صورة:flip_flop.jpg|left|200px|]]
'''الفضائيات العربية''' عبارة عن محطات تلفزيونية [[الوطن العربي|عربية]] يظهر فيها عادة [[الحمار|حمار]] وسيم وأنيق وخارج لتوّه من [[عمرو خالد|غرفة الماكيير]] ليقرأ عليك حزمة من [[كتابة بريل|الأخبار غير المفهومة]] والتي تسبق كلا منها علامةُ تعجب وتنتهي باستفهام وتتجمع في لغز لا تقترب منه كل الفضائيات مجتمعة ومنفردة ولو كانت مُشَفَرّة لتمنعك من مشاهدة [[كأس العالم لكرة القدم|كأس العالم]] إن كان جيبك مثقوبا ولا يسمح باشتراكك وزيادة [[دولار|رأسمال]] الرأسماليين . إنْ لم تغلق [[عين|عينيك]] فدعنا نغلقها نيابة عنك ونترك لك الحق في اختيار [[الحمار]] الذي تريد لتسمع منه أخبار [[العالم الثالث]] والحر والأخير ، وستجد بعد يوم واحد أن [[السكوت|البلاهة]] هي العدو الأول أو الصديق الحميم للسادة المشاهدين و[[المرأة|السيدات]] طبعا رغم ذكائهن في اختيار برنامج طبق اليوم .
 
الخبر الأول كان عن انفجار [[سيارة مفخخة]] بالقرب من [[بغداد]] ، ثم يُحصي لك صاحبنا عدد [[الموت|القتلى]] والجرحى ، ويضيف إليها شفرات خاصة بالطائفة أو المذهب أو [[لحية|العقيدة]] أو الأيديولوجية التي ينتمي إليها رأسمال الفضائية . ليس لديك وقت لطرح أي سؤال قبل الخبر التالي ، ولن تعرف شيئا عن تحقيقات [[الشرطة]] ، وعن صاحب [[السيارة]] وعائلته وقبيلته وهل كان بداخلها أم فجّرها عن بُعد , قطعاً لن تسأل عن أجهزة الاستخبارات [[الولايات المتحدة|الأمريكية]] التي تلتقط راداراتها تحركات [[نمل|نملة]] أو موقع ذبابة أو همسات بين شخصين في شارع جانبي بالقرب من النجف أو بعقوبة أو الموصل ، فعشرات [[سيارة مفخخة|السيارات المفخخة]] التي تقودها أشباح وتنفجر في [[الأطفال|أطفال]] ونساء ومُسنّين وأسواق ومساجد وكنائس و[[شيعة]] و[[سنة]] وتركمان و[[كوردستان|أكراد]] لا تستطيع فضائية أن تجعلها قضية حوار جدّي ، فالمطلوب أن يصاب المشاهد العربي ب[[مركوب جني|الجنون]] قبل النوم وبعد الاستيقاظ وعند مشاهدة نشرات الأخبار .
==مصر و ليبيا==
تعبث أصابعك ب[[الريموت كونترول]] لتقف برهة أمام الفضائية [[مصر|المصرية]] ، فتجد أمامك مذيعة بينها وبين [[اللغة العربية]] خصومة شديدة ، ولسانها يقذف في أذنيك حروفَها كأنه يبعثرها أو يُهشّمها ، فتسمعها وهي تستضيف مسؤولا كبيرا [[مجاملة|يمتدح]] القلب الكبير والرحيم الذي سمح للطفلة آلاء باعادة امتحان التعبير مع [[السجن|سجن]] إبراهيم عيسى و واستمرار أيمن نور ومئات من الذين كتبوا موضوعات تختلف عما كتبته اليد الضعيفة للتلميذة آلاء . ليس لديك وقت قبل إذاعة الخبر الذي يليه لتطرح سؤالا تتحدى [[مركوب جني|الجن]] و[[الإنسان|الإنس]] أن يجيبوا عليه، وهو لماذا يُبدي الوزير في أي بلد عربي قدْراً من [[سكوت|الحماقة]] عندما يتحدث عن الزعيم , لمذا يتمتع المسؤول الكبير بنعمة البلاهة لدى حديثه عن توجيهات مولانا [[زعماء عرب|زعيم الدولة]] . تسرع إلى روموتك ليُحيلك إلى الفضائية [[ليبيا|الليبية]] فتكتشف أن كل الحمقى الذين قابلتهم في حياتك كانوا نُسخا من آينشتاين مقارنة بمذيعي الفضائية الخضراء. تحاول أن تفهم بداية ونهاية أيّ خبر عن [[معمر القذافي|العقيد]] و[[كتابة بريل|الكتاب الأخضر]] والنهر الاصطناعي العظيم والوحدة الأفريقية وزيارة ملك سوازيلاند وقرارات اللجان الشعبية والمياه الاقليمية في خليج سرت والتعويضات الجديدة لضحايا أنكر القائد مسؤوليته عن أرواحهم ، ثم فجأة تشاهد مظاهرة تأييد للقرارات التاريخية التي أصدرها العقيد رغم أن المتظاهرين لم يسمعوا بها أو عنها .
==تونس ومهزلة حقوق الإنسان==
تشك في قواك العقلية فلا تجد مَفَرّا من القناة الفضائية [[تونس|التونسية]] ، لتتوقف أمام ندوة عن حقوق [[الإنسان]] في تونس بن علي، وهي مقامة على مبعدة كيلومترات معدودة من مركز توقيف أمني يقبع بداخله مجموعة من أبناء البلد ويتعرضون لشتى صنوف [[دائرة المخابرات|التعذيب]] . تشاهد أيضا [[زين العابدين بن علي|الرئيس التونسي]] جالسا بتواضع جَمّ في [[مسجد]] ومستمعا لخطبة الجمعة التي كتبتها أجهزةُ الأمن للخطيب المسكين ، وتزداد تعبيراتُ وجه الرئيس تواضعا ومَسْكنة فتعرف بَعدها أن وجبة من المعتقلين الجدد على وشك حضور حفلة تكريم في أحد المعتقلات يمارس فيها ضباط الأمن كل أنواع [[القائد العربي المحنك|السادية]] . تقضي يومك كله باحثا عن حل لغز واحد في أخبار قنواتنا العربية فلا تعثر إلا على سلسلة من الأخبار الصالحة لل[[منتخب السعودية لكرة القدم|معاقين ذهنيا والمتخلفين عقليا]] والمصابين بنعمة البلادة الذين لا يرتفع ضغط الدم في شرايينهم.
==برامج الحوارات==
تقرر بعدها التوقف عن متابعة نشرات الأخبار والتوجه ناحية [[الإتجاه المعاكس|برامج الحوارات]] فيصيبك وجوم لا تشفى منه إلا أن تُلقي بتلفازك إلى عُرْضِ [[راس الدربونة|الشارع]] . تشاهد برنامجا حواريا يقتلك فيه الاثنان معا ، الضيفُ والمضيف . تكتشف أن نشرات الأخبار أرحم على كوليسترولك من برامج الحوارات ، فتعود إليها صاغرا، لتقع عيناك على وزير الداخلية [[الأردن|الأردني]] يُقْسِم أمام مشاهديه أن حركة حماس متورطة في تهريب [[سلاح|الأسلحة]] إلى الأردن وهي عبارة عن عدة بنادق و[[العادة السرية|قنابل يدوية]] وعشرة خراطيش من الرصاص لقلب نظام الحكم الهاشمي، والحمد [[الله|لله]] أن [[خرا|المخابرات الأردنية]] لم تقل بأن حماس تريد اختطاف رغد [[صدام حسين]] وتزويجها عنوة من أحد أعضاء الحكومة .
==سوريا و فلسطين==
تتابع أخبارَ [[فلسطين]] التي تعرفها منذ صرختك الأولى بُعَيّد [[ولادة|سقوطك من بطن أمك]] فتضرب كفا بكف، ولا تفهم مَنْ مع [[إسرائيل]] ومَنْ مع الشعب [[فلسطين|الفلسطيني]] ، وهل رئيسُ الجمهورية ورئيس الوزراء من بلدين متصارعين . تستلقي على مقعدك وتقرر أخيرا الانصات ل[[ضرطة|صوت العقل]] ، فالفضائية [[سوريا|السورية]] ستعلن قريبا خبر الافراج عن كافة المعتقلين السوريين الذين قضى بعضهم عشرين عاما في زنزانات تحت [[الأرض]] لا يدخلها إلا ضباط الأمن والفئران ، ويطول [[الإنتظار|انتظارك]] فكل ما له علاقة بحقوق المواطن وكرامته وحريته مؤجل إلى اشعار آخر . سنوافيكم بأخبار عقيلة زعيم الدولة والتي شهد نصف [[مليون|مليار]] شخص أنها تستحق التتويج أميرة للعمل الخيري . مشاهدينا الكرام : قال رئيس مؤسسة غربية شهيرة بأن على [[العالم]] الحر و[[أوروبا]] و[[أمريكا]] أن يتعلموا من حكمة زعيمنا ، وأن يحسدوا المواطن العربي على نعمة مشاهدته طلعته البهية . تترك مقعدك المفضلَ ثم تتوجه لاحضار فنجان من القهوة المضبوطة . تنظر إلى المرآة فلا تفهم شيئا . تفكر في المذيع وزعيم بلدك ومدير الأمن العام ونشرات الأخبار فتعرف لحظتئذٍ مَنْ أنت .
[[تصنيف:عقلية عربية]]
مستخدم مجهول