الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العرب»

لا تغيير في الحجم ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 60:
من شقاء العرب أنهم لا يؤمنون ب[[معارضة|الانقلابية الفكرية]] التي تتيح للإنسان التشكيك بكل ما هو نظري من أجل أثبات صحته أو خطأه . الفكر الانقلابي غير موجود عند عامة المفكرين العرب لكن الأخطر هنا هو تعميم الفكر السائد و [[مقدس|تقديسه]] و تحويله إلى [[ممنوع|محرمات]] يمنع الاقتراب منها أو التشكيك فيها . هكذا استمر العرب بنقل تراثهم , و هكذا ظل المنقول من هذا التراث [[مقدس]]ا و محرما التشكيك فيه , و هكذا ظلم العرب أنفسهم ب[[العقلية العربية|قفل أدمغتهم]] و حصر تفكيرهم بالمنقول .
 
نظرية الأستاذ الدكتور [[طه حسين]] و التي طرحها في كتابه '''في الشعر الجاهلي''' المنشور في عشرينيات القرن الماضي و الذي يتحدث عن ما يسمى انتحال العرب لأخبارهم و [[أدبيات|شعرهم و أدبهم]] الجاهلي . تلك النظرية التي طرحها المفكر طه حسين لاقت الإهمال المقصود في [[التعليم|مناهجنا]] لأنها تهاجم الفكر العربي الموروث و تدفع نحو التجديد و تعزز نظرية الشك بكل ما هو منقول في تراثنا و لو بشكل غير مباشر . كتاب طه حسين '''في الشعر الجاهلي''' يتعرض بالنقد لما يسمى عند العرب بالشعر الجاهلي , و يطرح الشك حول وجود ذاك الشعر من أساسه . نقرأ في ذاك الكتاب تفصيل الأستاذ طه حسين للمقارنات بين ما يسمى الشعر الجاهلي و الشعر [[اسلام|الإسلامي]] من حيث اللغة و الأسلوب . و نقده للروايات [[العربية]] المختلفة حول قصص شعراء الجاهلية كأمروء القيس و طرفة بن العبد و أسلوب نقلها الغير [[علوم|علمي]] و المبني على انتحال قبائل العرب في العصر الإسلامي لتلك الروايات لخدمة أهداف التنافس فيما بينها . و جمع الكاتب أدلة متنوعة حول قصاصين من العصر الأموي و العباسي وظفو لرواية أخبار قبائل العرب الغير قرشية في فترة ما قبل [[اسلام|الإسلام]] , و أوضح كيفية نحل الشعر الجاهلي في كثير من تلك الروايات على طريقة كتاب [[ألفالف ليلة و ليلة]]. كما أن الكاتب طرح أسئلة حول أصل [[اللغة العربية]] و حول ماهية اللغة المستخدمة عند العرب قبل الإسلام و اختلافاتها بين قبائل العرب من [[اليمن|يمانية]] و قحطانية و ذلك للتدليل على استغرابه من التشابه اللغوي بين كافة أشكال الشعر الجاهلي المنقول و الذي يتحدث كله بلغة [[القرآن|قرآنية]] قرشية صرفة رغم أقرار العرب أنفسهم باختلاف لغات قبائلهم و ألسنتها قبل [[الإسلام]].
 
رفعت قضية على المفكر العربي طه حسين أمام [[السجن|القضاء المصري]] سنة 1926 و حجة عدم [[احترام]] طه حسين للدين الإسلامي كان المبرر الوحيد لرفع القضية على الرغم من أن عميد الأدب العربي خريج [[الأزهر|جامعة الأزهر]] و دارس متعمق للدين الإسلامي , لكن [[دائرة المخابرات|سوط الجلاد]] كان لابد له من أن يضرب ذاك المفكر لأنه تجرأ على الموروث و شكك به . العبرة التي كان يجب على العرب أخذها من تلك الحادثة هي أن يمعنوا التفكير قبل أن يختلجوا و يحكموا على مفكر , و أن يتوقفوا عن ضرب كل ما هو مجدد في تراثهم و أن يرحموا أنفسهم و يستبدلوا العدائية تجاه الفكر و التفكير بالروية و النقاش العلمي لكل ما هو مختلف أو غريب عن موروثهم وعاداتهم و تقاليدهم . لكن الدرس قد مضى دون عبرة , لا بل دون أن يقرأ العرب ما قد حدث و تلك هي الطامة الكبرى , و عمل القائمين على [[التعليم]] في المناهج [[العربية]] على تغييب كل ما قد طرحه عميد الأدب العربي من نقد و تجديد للتراث لتمر القصة و الحكاية هكذا دونما عبرة أو اعتبار .
383

تعديل